سيدة أعمال تايلاندية تجد عملا جديدا للجاموس

سيدة أعمال تايلاندية تجد عملا جديدا للجاموس

أشفقوا على جاموس المستنقعات التايلاندي. فعندما تريد أن تحط من شان احد في تايلاند تصفه بأنه " غبي مثل الجاموس" لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد فقد هذا الحيوان دوره المحوري في الحياة الاقتصادية الريفية في تايلاند. وتراجعت الثروة الحيوانية من هذا النوع من أكثر من 8 ملايين رأس قبل 5 عقود من الزمان إلى اقل من 1.3 مليون رأس اليوم. كان جاموس المستنقعات الذي عرف عنه القوة والوداعة يستخدم في حرث حقول الأرز في تايلاند مما ساعد المملكة على أن تصبح المصدر الرئيس للأرز في العالم وهو موقع ظلت تحتله حتى منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما فاقت شحنات الأرز التايلاندي مثيلاتها عند جارتها بورما التي صارت ألان ميانمار. لكن على مدي 3 عقود من الزمان تحول المزارعون في تايلاند إلى " الجاموس الحديدي" أو آلات الحرث الصغيرة التي تستطيع أن تجهز الحقل بشكل أسرع ولا تحتاج لطعام أو سكن. وفي عام 2007 كان عدد الجاموس الذي يعمل في حقول الأرز نحو 7 آلاف جاموسة غالبيتها كان يعمل في مزارع صغيرة لا تستطيع استئجار محراث حسبما يقول ساوانج انكورو رئيس قسم الترويج للحوم البقر والجاموس بإدارة الثروة الحيوانية . وقال إن غالبية الجاموس تربي الآن لأغراض الحصول على اللحم والجلد. ومن ناحية أخري فان عدد أبقار الألبان زاد لأكثر من الضعف من 4 ملايين بقرة قبل بضعة عقود من الزمان إلى 9 ملايين بقرة حاليا حيث زاد الطلب على منتجات الألبان في تايلاند. ثمة سيدة أعمال تايلاندية تحاول التصدي لاتجاه التراجع قي عدد الجاموس. إنها رانشون كينجتراكولسين التي تحاول منذ عام 2007 توفير المكانة اللائقة بالجاموس التايلاندي بإثبات أنه يستطيع أن يوفر منتجات ألبان تضارع منتجات الأبقار وربما تتفوق عليها. بدأت رانشوان في النظر لأمر هذا الجاموس قبل 10 سنوات عندما أدركت أن مصنع الأحذية الذي تمتلكه في إقليم ساموت براكان بالقرب من بانكوك لا يمكن أن ينافس المنتجات الصينية. تعرفت رانشوان على مانيوان كاموفوتانا وهو واحد من أبرز خبراء تايلاند في الجاموس الذي أقنعها بان تقيم أول مزرعة لمنتجات الألبان من الجاموس في تايلاند. اصطحب مانيوان ،وهو أستاذ متقاعد في قسم الطب البيطري في جامعة تشولالونج كورن، رانشوان في جولة إلى ايطاليا والصين والهند والبرازيل وبلغاريا لدراسة عمليات إنتاج منتجات الألبان من الجاموس. في عام 2003 قررت رانشوان إقامة أول مزرعة لإنتاج منتجات الألبان في البلاد باستخدام ارض تمتلكها شقيقتها في تشاتشونجساو الواقعة على بعد 60 كيلو مترا غرب بانكوك وبدأت بـ 46 جاموسة من نوع موراه استوردتها من الهند فضلا عن 24 جاموسة مستنقعات تايلاندية بالإضافة إلى قطيعها الأصلي. كان اللبن من جاموس موراه وموطنه الأصلي الهند وباكستان يستخدم في صناعة الجبن الموزاريلا الايطالي قبل أكثر من ألف سنة. وعلى الرغم من انه نفس النوع إلا أن الموراه يختلف تماما عن جاموس المستنقعات في جنوب شرق آسيا. ومن هذه الفروق الهامة أن الموراه ينتج نحو 10 كيلو جرامات من اللبن يوميا بينما لا يتعدي إنتاج جاموس المستنقعات ما يتراوح بين 2 كيلوجرام و3 كيلوجرامات. وعملت شركة رانشوان لمنتجات الألبان علي استحداث صنف جديد من تزاوج الموراه مع جاموس المستنقعات منذ عام 2003 في محاولة لتحسين إنتاج اللبن من قطيع محلي. تقول رانشوان " نحن في الجيل الثالث الآن . ومتوسط إنتاجنا يتراوح بين 4 إلي 5 كيلوجرامات من اللبن يوميا لكل جاموسة وقال مانيوان " لقد اكتشفت انه من الممكن استخدام جاموس المستنقعات في إنتاج اللبن بغزارة . وهذا هو مستقبل مزرعتها ربما بخليط بين الموراه وجاموس المستنقعات. ومنذ عام 2007 تقوم المزرعة ببيع ألبان الجاموس وموزاريللا والزبادي في السوق التايلاندي حيث توزع في بانكوك وغيرها من المدن عبر أسواق توبس اند فودلاند. بيد أن رانشوان لا تزال تجد مشكلات في إقناع التايلانديين بشرب حليب الجاموس. تقول رانشون " عندما يسمع التايلانديون انه لبن جاموس فإنهم يحجمون عن شربه لأنهم يخشون أن يصبحوا أغبياء مثل الجاموس.
إنشرها

أضف تعليق