Author

فوضى الميكروفونات!

|
لا نفرغ من مواجهة إلا وندخل أخرى .. هذا هو لسان حال سكان "جدة" .. فمع وليس بعد مشكلتنا العويصة "البعوض" و"الجراثيم والمخلفات" .. وأمراض "الضنك" وغيرها .. فتعرض علينا مواجهة جديدة مع الميكروفونات .. وهي مواجهة أوجدناها من أنفسنا .. بل هي لا تدور رحاها في "جدة" فقط .. ولكن في مختلف مدن المملكة .. وهذه المواجهة مع مكبرات صوت أو ميكروفونات في أيدي عدد كبير من الوعاظ والمؤذنين والأئمة .. أعجبتهم أصواتهم فانطلقوا يرفعونها.. كل منهم يريد الانتصار على الآخر برفع درجة الصوت إلى أقصاها .. بحيث تخرم الأذن وتضر الأعصاب.. وهي تدخل على الناس بيوتهم ومكاتبهم وغرف نومهم .. وقد تؤدي إلى إصابتهم بالمرض المعروف بالتلوث السمعي .. وهو مرض قد يؤدي إلى الجنون .. ولا أدرى سببا لهذه المواجهة إلا الجهل بآداب الإسلام. (وأغضض من صوتك) نصيحة قرآنية .. أو هي أمر من الله سبحانه وتعالى للمؤمن أن يخفض صوته وهو يصلي ويتحدث ويؤذن وينادي وينصح. وقد استنكر علماء المسلمين هذه المواجهة التي ضحيتها الناس دون سبب ودون داع، وقال وزير الشؤون الإسلامية معالي "صالح آل الشيخ" لهؤلاء "اتقوا الله"، وأشار باستمرار الحملة على هذه الظاهرة التي أداتها الجميع .. ويقول الشيخ عبد المحسن العبيكان: إن رفع مكبرات الصوت في المساجد يؤذي الناس! من المدهش أن وزارة الشؤون الإسلامية بدلا من القيام بمهامها ناحية الإسلام والمسلمين تتحول إلى مطاردة مكبرات الصوت، والتي في الواقع تحتاج إلى وقفة حازمة تصل إلى فصل من يخالف تعليمات الوزارة .. إن المسلم المؤمن ليس في حاجة إلى ما ينفره .. والحديث النبوي يقول: بشروا ولا تنفروا .. ومن يزعج الناس ينفرهم من المساجد ويهربوا للسكن بعيدا عنها .. فهل كل هذا معقول؟! ومتى تنتهي هذه المواجهة؟
إنشرها