تقرير"دير شبيغل" عن الحريري يمكن أن يعمق الخلافات السياسية في لبنان

تقرير"دير شبيغل" عن الحريري يمكن أن يعمق الخلافات السياسية في لبنان

رفض خصوم حزب الله تبني معلومات مجلة "دير شبيغل" الالمانية عن تورط الحزب في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فيما تخوف محللون من عودة العنف مع اقتراب الانتخابات النيابية، في حال ثبوت هذه المعلومات أو استغلالها. والتزم قادة قوى 14 آذار موقفا حذرا من الموضوع. وقال النائب سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، "صحف كثيرة تنشر أخبارا (...) نحن لا نحتكم إلا لقرار المحكمة الدولية التي ناضلنا من اجلها ودفعنا دماء وسقط شهداء في سبيلها". وأضاف للصحافيين اثر استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عند ضريح والده في وسط بيروت الاثنين "نحن نقول دائما أن المحكمة هي التي تحدد وتقرر من ارتكب الجريمة، لذا فان كل ما يحكى في الصحف ويصدر عنها نعتبره كلاما صحافيا وليس لنا أي تعليق عليه". وذكرت "دير شبيغل" السبت في نشرتها الانكليزية على شبكة الانترنت أن لدى لجنة التحقيق الدولية خيوطا تقود إلى اتهام حزب الله، مشيرة إلى أنها تستند في ذلك إلى معلومات حصلت عليها من "مصادر قريبة من المحكمة وتم التحقق منها عبر الاطلاع على وثائق داخلية". وأكدت الناطقة باسم المحكمة الخاصة بلبنان الأحد أن المحكمة "لا تعرف من أين جاءت" المجلة بمعلوماتها، مشيرة إلى إن "مكتب المدعي العام لا يصدر أي تعليق على القضايا المتعلقة بالجوانب العملانية للتحقيق". وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حديث تلفزيوني "لا نعلق على كلام يصدر في الصحف. أولينا المسؤولية والثقة إلى المحكمة الدولية ونحن لا نتدخل في شؤونها. نريد العدالة ولا نعطي وزنا لأي شائعات أو كلام يقال هنا وهناك". واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية (14 آذار) سمير جعجع "أن الخبر حتى إشعار أخر مجرد خبر في مجلة أجنبية حتى ولو كانت محترمة". وأضاف "احتفظ لنفسي بحق التعليق على أي شيء يصدر رسميا عن المحكمة". وذهب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من قادة الأكثرية، إلى حد اتخاذ موقف مشابه لحزب الله وحليفته حركة أمل، مشبها المعلومات التي تقف وراءها إسرائيل، على حد قوله، ب"بوسطة عين الرمانة" التي شكلت صاعق تفجير الحرب الأهلية (1975-1990). ودان جنبلاط "أي استغلال للخبر من إي طرف أتى"، لافتا إلى "أن الانتخابات قد تصبح ثانوية إزاء خطورة ما يحدث". وأدرج رئيس البرلمان نبيه بري، رئيس حركة أمل، ما ورد في دير شبيغل في إطار "فبركة إعلامية لا ينقصها سوى دمغة صنع في إسرائيل"، معتبرا الاتهام "محاولة جديدة لاستنبات الفتنة بين اللبنانيين". وطالب حزب الله الأحد المحكمة الدولية بالتصرف "بحزم" تجاه ما نشرته دير شبيغل، معتبرا المعلومات "فبركات بوليسية" هدفها "التأثير على الأجواء الانتخابية في لبنان والتغطية على إخبار وعمليات اعتقال الشبكات التجسسية الإسرائيلية". وتوقف محللون عند خطورة التقرير. ورأت المحللة الخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد غريب إن خصوم حزب الله امتنعوا حتى الآن عن "استغلال الادعاءات، إلا إن الأمور يمكن أن تنقلب في إي لحظة". وقالت لوكالة فرانس برس "الانعكاسات الخطيرة جدا التي كان يمكن أن تنجم عن ذلك تراجعت خصوصا لان أيا من قادة الأكثرية النيابية لم يضخمها". وأضافت "لو استخدمت الأكثرية التقرير ضد حزب الله لكنا بالطبع شهدنا زعزعة للاستقرار في أحسن الأحوال". وقال رئيس معهد كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت بول سالم "إذا أكدت المحكمة الخاصة بلبنان التقرير قد نواجه حربا أهلية شاملة، وإلا فان التقرير يكون مجرد تقرير ورد في صحيفة". وطرح المحللون تساؤلات عن توقيت تقرير دير شبيغل قبل نحو أسبوعين من انتخابات السابع من حزيران/يونيو ومع تواصل الكشف عن شبكات تجسس لحساب إسرائيل. وتشهد الانتخابات منافسة حادة بين قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية النيابية الحالية المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة وقوى 8 آذار وعلى رأسها حزب الله والممثلة بالأقلية المدعومة من دمشق وطهران. وتم منذ نيسان/ابريل الادعاء على 18 شخصا "بجرم التعامل مع إسرائيل والدخول إليها وإعطاء معلومات عن مواقع عسكرية وشخصيات لبنانية". وقالت مديرة قسم العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية فاديا كيوان "توقيت التسريبات ليس بريئا"، مضيفة "كلمة واحدة كان يمكن إن تؤدي إلى اشتعال الوضع"، لكن ردات فعل خصوم حزب الله جاءت "متعقلة". ويلقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله مساء اليوم كلمة في الذكرى التاسعة لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال دام أكثر عشرين عام سيتطرق فيها، وفق محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم حزبه، إلى ما أوردته دير شبيغل. وقالت أمل سعد غريب "هناك قوى عديدة راغبة في توريط حزب الله في هذا الموضوع والإساءة إلى سمعته قبل الانتخابات"، مضيفة "إلا أن الكثيرين لم يصدقوا التقرير لأنه لا يستند إلى حجة قوية".
إنشرها

أضف تعليق