مخاوف السلامة تسلط الضوء على شركات الطيران الداخلي الأمريكية

مخاوف السلامة تسلط الضوء على شركات الطيران الداخلي الأمريكية

تواجه شركات الطيران التي تدير أكثر من نصف جميع الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة ضغوطا فيما يدرس المسافرون مشاكل السلامة التي أثارها حادث تحطم طائرة في فبراير. وركز تحقيق اتحادي في حادث تحطم طائرة تابعة لشركة كولجان اير للطيران وأسفر عن مقتل 50 شخصا في ولاية نيويورك على شركات الطيران الداخلي في وقت حرج لصناعة الطيران التجاري التي تحاول التكيف مع حالة الكساد. وكولجان وحدة تابعة لبيناكل ايرلاينز كورب وتعمل تحت أسماء كونتيننتال كونيكشن لحساب كونتيننتال ايرلاينز ويونايتد اكسبرس لحساب يونايتد ايرلاينز ويو.أس ايروايز لحساب يو.أس ايروايز جروب. وتحطمت رحلة كونتيننتال كونيكشن رقم 3407 في 12 فبراير قرب بافلو. وكشفت جلسات استماع لمجلس سلامة الطيران عقدت الشهر الحالي عن مشاكل خاصة بإرهاق الطيارين وقلة الخبرة وعدم ملائمة التدريب. ووصل طاقم الطائرة الذي يحصل على اجر ضعيف إلى مكان العمل في وقت مبكر من صباح يوم الحادث وقام برحلات طويلة لنيويورك ونيوجيرزي. وأقلع الطيار من فلوريدا على متن رحلة جوية وربما حصل على قسط من النوم في قاعة مخصصة للطاقم لتوفير نقود الإقامة في فندق. وأمضت مساعدة الطيار التي تحصل على اجر 24 ألف دولار سنويا الليلتين السابقتين في السفر من منزلها في سياتل إلى نيويورك. والتقطت أجهزة تسجل كل ما يدور في قمرة القيادة حوارا بين الاثنين يناقشان عدم خبرتهما بالتحليق بالطائرة وسط الجليد أثناء هبوطهما بالطائرة في مناخ شتوي. وتجاهل قائد الطائرة نظام تحذير وخالف أفراد الطاقم اللوائح التي تمنع أي أحاديث لا تتصل بالرحلة حين تبدأ الطائرة الهبوط وهي مرحلة حرجة. وقالت كولجان في بيان في الرابع عشر من الشهر الجاري "بدأت جلسات الاستماع. مناقشات هامة بشأن الإجراءات التي يمكن أخذها على مستوى الصناعة ككل لتحسين السلامة للجميع. نريد مثل جميع الآخرين أن نعرف ماذا حدث". ويناقش الكونجرس سجل السلامة لشركات الطيران الداخلي التي تنظم رحلات على طائرات تسع ما بين 30 و90 مقعدا. وتقول جين كوفيللي رئيسة ترافيل تيم التي تحجز الرحلات للشركات حول العالم "طرأت تعديلات كبيرة على أسلوب نظر الشركات لمسؤوليتها تجاه موظفيها منذ فبراير. وتابعت "قامت الشركات بالعديد من الدراسات المستقلة للوضع وتمارس ضغطا كبيرا على الحكومة لإصلاح نظام غير سليم إلى حد كبير بشكل دائم". ورفضت كوفيللي الكشف عن عملاء بعينهم يساورهم القلق من سلامة الطيران ولكنها ذكرت أن كثيرين يختارون السفر بالسيارة أو القطار بدلا من شركات الطيران الداخلي. وتضيف "كان كثيرون يفضلون السفر بالسيارة حين تكون الرحلة تستغرق أربع ساعات. ألان يسافرون في رحلة تستغرق مدة تصل إلى عشر ساعات بالسيارة دون تردد". وتابعت "عاود كثير من المسافرين من موظفي الشركات التركيز على القطارات". حتى وان لم تخف تحقيقات السلامة الركاب فان شركات الطيران الداخلي ربما تواجه مطالب من المشرعين بتغييرات باهظة لنظام التشغيل. وقال روبرت مان مستشار صناعة الطيران "ستزيد التكلفة نوعا في الشركات الطيران الداخلي. وسيصاحب ذلك تحسين متطلبات التدريب وربما بعض التغييرات لاشتراطات جداول عمل أفراد الطاقم". وتفيد بيانات اتحاد الطيران الداخلي بان شركات الطيران الداخلي تشغل أكثر من نصف رحلات الطيران المحلية في الولايات المتحدة وان أكثر من 160 مليون راكب استقلوا رحلات شركات طيران داخلي في عام 2007 بزيادة نسبتها 40% مقارنة بعام 2003. وعادة ما تؤجر الشركات الطيران الداخلي طائرات تسع 90 راكبا أو أقل من شركات كبري وتقوم برحلات بين المدن التي يقل السفر إليها تحت اسم شركاء أكبر. ويؤثر تقليص الخدمة على المدن التي يجرى خدمتها إذ أن نحو 75% من المطارات الأمريكية (240 مدينة) تخدمها شركات طيران داخلي فقط. وقال روجر كوهين رئيس اتحاد الطيران الداخلي "أصبحت كل من هذه المجتمعات تعتمد على خدماتنا". ولا يتوقع كوهين أن تؤثر الدعاية التي أحاطت بحادث تحطم طائرة شركة كولجان على الطيران الداخلي. وقال "تتمتع الصناعة بسجل رائع للسلامة. إنها أكثر طرق السفر أمانا".
إنشرها

أضف تعليق