الإنقاذ ارتجالا !

الإنقاذ ارتجالا !

صالح الشامخ: تداولت الأوساط السعودية بفخر واعتزاز ما قام به شابين من مغامرة بطولية لإنقاذ رجل وزوجته من الغرق في وادي مشار الواقع في منطقة حائل ولاشك أن العمل بطولي ولكنه ارتجالي بكل معنى الكلمة وفيه الكثير من المخاطرة غير المحسوبة بالأرواح. إن ما حدث ويحدث من كوراث وتجمهر عند الأودية والشعاب بعد هطول الأمطار رغم كل التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني ما هو إلا دليل عدم وعي في المقام الأول ويبدو أن التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني من وقت لآخر لم ولن تلقى استجابة من المواطنين . إذا كان ولا بد من الخروج لمشاهدة هذه الأمطار فيجب على الأقل مراعاة أبسط قواعد السلامة ومنها التزود بوسائل الإنقاذ البسيطة مثل الحبال الطويلة و(اللساتك) البلاستيكية الخفيفة والتي يجب ارتدائها قبل القفز بالملابس العادية لإنقاذ رجل أو امرأة ما لمجرد النخوة وعدم تحمل المنظر ! لقد كشفت لنا الحادثة مظهر آخر من مظاهر قلة الوعي واللامبالاة ألا وهو التجمهر بشكل عشوائي حيث شاهدنا أعداد كثيفة من الشباب لا هم لهم سوى الفرجة والتصوير وكذلك عرقلة السير وهذا ينطبق على جميع أنواع الحوادث ، وأكاد اجزم انه من المستحيل وصول سيارات الإنقاذ بالوقت المناسب لو أنها حاولت الوصول بسبب هذه الفوضى العارمة! اعتقد انه حان الأوان لتثقيف النشء حول قواعد السلامة وحبذا لو تم تدريس مبادئ السلامة في المدارس ابتداء بالمرحلة الابتدائية بدلا من حشو أدمغة الطلاب بمواد لاتسمن ولا تغني من جوع ، فالطفل في أمريكا يعرف ما لذي يجب فعله في حال وقوع حادث ، أما نحن فالكبير لا يعرف كيف يتصرف فما بالكم بالصغير ! أخيرا أتمنى على الجميع الحرص وتوخي الحذر عند هطول الأمطار كما أتمنى عدم التجمهر عند الحالات الطارئة فمن يعرف مسبقا انه لا يستطيع المساعدة فيجب عليه عدم التوقف في الموقع لكي لا يتسبب في وقوع حوادث أخرى أو تأخير إنقاذ شخص بأمس الحاجة إلى كل ثانية من اجل إنقاذه مع كل الأماني للجميع بالسلامة الدائمة .
إنشرها

أضف تعليق