عذراً بُنْيَتُنَا الحَبِيْبَةُ

عذراً بُنْيَتُنَا الحَبِيْبَةُ

سالم بن رزيق بن عوض: قبل أيام نشرت صحيفة الاقتصادية الإلكترونية صورة لطفلة صغيرة تقف على أطراف قدميها حافية وأمامها جندي يصوب السلاح باتجاهها ، فحدق الشاعر فيها وقال : عَجِزَ الِّلسَـــــــانُ ، وَضَاعتْ الكَلِماتُ وَتَزَاحَمَتْ في النّاظِرِ العَبَـــــــــــرَاتُ ! وَبَكَى البُكَاءُ ، وَضَجتْ الدُّنَيا بـِـــــهِ والهَوْلُ والألآمُ والحَسَـــــــــــــــراتُ وَبَكَى البُكَاءُ ، وَوَلولتْ صَرَخَاتـُــــــه والظُلمُ والإظلامُ والصّرَخــَــــــــــــاتُ وَأَتَى الضَياعُ يَقُودُهُ خُيَـــــــــــلاؤُهُ وَيَنامُ في ذَاكَ المكانِ سُبَـــــــــــــاتُ ***** وَيْحَ البَيَان ! أَمَا لَهُ مِنْ وَقْفَـــــةٍ تَجْرِي بِهَا في العَالمِ السّنـــــــــــــواتُ ! وَلَهُ شُموخٌ كَالجِبَالِ يَسُوسُـــــــــــــهُ وَلَهُ مِنْ البِحْرِ العَظِيمِ هِبَـــــــــــــــــاتُ وَلَهُ النّجُومُ النَيْراتُ عَلى المـَــــــدَى وَلَهُ مِنْ الكَوْنِ الرّحَيِبِ بَنَـــــــــــــــاتُ يَهْدِي بُغَاةَ الخَيْرِ أَنْبَلَ غَايـَــــــــةٍ وَتَزُفُهُ نضحْوَ العُلَا الدّعَـــــــــــــــــوَاتُ ***** وَيْحَ البُطُولةِ ! مَا لَهَا مِنْ صُورَةٍ شَوْهـَـاءَ تَكْتُبُهَا الغَدَاةَ غَـــــــــــــــــــدَاةُ وَتَزَفُها الأيامُ نَحْوَ دَرُوبِهـــــــا وَعَلى نَوَاِصيَها العِتَاقِ حُـــــــــــــــــــــدَاةُ والخَيْلُ تَصْهَلُ في الزّمَانِ وتَنْتَشِـــي وَعضلى مُحَيْاهَا الجَمِيلِ سِمَــــــــــــــاتُ وَعَلى الزّمَانِ طَهَارَةٌ لا تَنْتَهِــــي تَشْتَاقُها الآكامُ والفَلَــــــــــــــــــواتُ ***** وَقَفَ الصْمُودُ تَخَافُهُ الدّنْيَا هُنَــــا والموتُ يَزْأَرُ والشَتَاتُ شَتَـــــــــــــــــــــاتُ وَعَلى الصَغِيرةِ قُوَةٌ وفُتُــــــــوةٌ وَعَلى العُيُونِ تُرَفْرِفُ الآيـَــــــــــــــــــــــاتُ وَعَلى مُحَيْاهاَ الجَمِيلِ بُطُولَـــــةٌ تَسْمُو بِهَا الأزمانُ والأوقَــــــــــــــــــــــاتُ وَعَلى سَوَاعِدِها اللّدَانِ كَتِيبَةٌ مِنْ عَزْمِهـَــا وَ عَلى الثَبَاتِ ثَبَــــــــــــــــــــــــاتُ ! ***** يَا لِلّبُطُولةِ ! وَقْفةٌ مَمْــــدُودَةٌ وَشَجاعةٌ مَمْنُوحةٌ وصَفـَـــــــــــــــــاتُ وَجسارةُ في وَجه طُوفانِ المـَـــدى والموتُ يَسْفحَهَ الغَدَاةَ مَمَـــــــــــــاتُ والغَدْرُ في ذَاتِ العَدُو سَجِيــــةٌ إنْ أرْخصتْ وَجهَ التُرابِ كُمَــــــــــــــاةُ عذراً بُنَيْتُنا الحَبِيبةُ إنّنَـــــا رَغْمَ الدّمُوعِ أذلةٌ وقُسَـــــــــــــــــاةُ !
إنشرها

أضف تعليق