دراسة : العصافير تزداد طربا في ظروف بيئية ومناخية صعبة

دراسة : العصافير تزداد طربا في ظروف بيئية ومناخية صعبة

كلما اضطرب الطقس وكلما تزعزع "السلام" البيئي ازدادت زقزقة العصافير "إطرابا"! هذا ما تؤكده خلاصة دراسة نشرت في مجلة "كارنت بيولوجي" الاميركية اليوم، وأظهرت أن أنواعا من العصافير تصبح أكثر "إبداعا" في غنائها في ظل طقس غير مستقر وظروف بيئية صعبة. واعتمدت الدراسة على أبحاث واسعة أجريت على فصيلة "الطيور المحاكية" في مواطن عدة، وأجراها مركز "ناشيونال ايفولوشينيري سينتيزيس" في دورهام في ولاية كارولاينا الشمالية، بالتعاون مع مختبر علم الطيور في جامعة كورنيل ومع جامعة ماكغيل. ويقول الباحث في مركز دورهام الدكتور كارلوس بوتيرو ان تغريد هذه العصافير "يصبح أكثر اتقانا كلما كانت البيئة التي تعيش فيها متقلبة". ويضيف أن "غريزتي البقاء والتناسل تصبحان أكثر تعقيدا مع تقلب الطقس، لان الطير لا يعلم متى، أو إلى متى، سيكون الغذاء متوفرا"، ويتأثر التغريد بذلك فيصبح هو الآخر أكثر تعقيدا. وهذا الأمر له تأثير على إناث هذه الطيور في اختيارها للذكور. وذكر "الطيور المحاكية" يغرد خصوصا لاجتذاب أنثاه، وكلما تميز بمهاراته الغنائية كلما أصبحت مهمته أسهل. ويوضح بوتيرو أيضا أن الذكور "الموهوبة" غنائيا "عادة ما تحمل أنواعا اقل من الطفيليات، وتكون بالتالي أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة" في ظل ظروف بيئية ومناخية صعبة. وهو ما يجعل إناث الذكور تقبل في هذه الظروف على الذكور الأعلى نوعية (الأكثر "إطرابا") لتضمن بقاء أسرتها، ما يحسن من نوعية الأجيال المقبلة! والواقع أن موهبة التغريد لا تلد مع هذه الطيور، بل يكون عليها أن تتعلمها مع الوقت. ويقول بوتيرو وزملاؤه أن قدرة الطير على تعلم الزقزقات الأصعب والأدق هي مؤشر على موهبته في التلقن والتطور. ويعتبر الباحث الأميركي أن "العصافير التي تغني بشكل أفضل تقول للآخرين، ولو بشكل غير مباشر: انظروا إلي أنا تلميذ جيد". وقد بحث بوتيرو في أرشيفات الأصوات حول العالم، وسافر إلى النصف الجنوبي من الأرض لتسجيل زقزقات وأغاني العصافير البرية، وجمع حوالي 100 صوت من 29 فصيلة من نوع "الطيور المحاكية". ثم استخدم برمجيات الكترونية لتحويل تسجيلاته إلى رسوم بيانية صوتية بهدف وضع مقارنة في ما بينها بالقياس إلى قاعدة بيانات تتعلق بالظروف المناخية والبيئية.
إنشرها

أضف تعليق