كشف الأمير عبد العزيز بن سلمان الرئيس الفخري للجمعية السعودية لعلوم الأرض، عن برنامج يهدف إلى توفير موارد مائية جديدة للوصول إلى مخزون استراتيجي واحتياطي للوطن من خلال كرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي، وخاصة أن موقع المملكة يصنف على أنه في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعاني شح الموارد الطبيعية وخلوها من الأنهار الجارية والبحيرات العذبة.
وأضاف، عقب حفل افتتاح ورشة العمل الأولى لكرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي، في جامعة الملك سعود أمس في الرياض، أن الربع الخالي يذخر بكثير من الكنوز في باطنه سواء من المياه أو النفط والغاز، مشيرا إلى أن هناك شركات تعمل فعلياً في منطقة الربع الخالي للتنقيب عن الغاز والنفط بجانب شركة أرامكو السعودية، مبينا أن منطقة الربع الخالي ستتحول إلى مزار للسائحين وزوار المملكة.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن كراسي البحث في الجامعات لها دوران مهمان في هذا المجتمع: إما أن تدرأ ضررا، كالأبحاث العلمية والطبية التي تعمل عليها الجامعات والكراسي البحثية في مجال الطب والأمراض، أو تجلب نفعا للمجتمع يقطف ثماره المواطن والمقيم في هذا الوطن، مبينا أن توجهات جامعة الملك سعود وعلى رأسها الدكتور عبد الله العثمان مدير الجامعة، دائماً ما يكون هناك تواؤم بين كراسيها البحثية وأولويات واحتياجات هذا الوطن.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "إن الجامعة لا تستطيع العمل وحدها في هذا المجال، ولكن يجب أن تتضافر الجهود بينها وبين الجهات الحكومية الأخرى لتحقيق الهدف المنشود من هذا الكرسي أو غيرها من الكراسي البحثية، لافتاً إلى أن هناك توجها أن يكون لدينا الحل المنقذ "المخلص" لمشكلاتنا، وهذا ليس من الحصافة أن يعلق الشخص الأمل على جهود جهة واحدة أو توجه واحد بل لابد من التنوع في تحقيق هذا الهدف أو ذاك عبر عدد من الجهات والبحوث العلمية.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في كلمة ألقاها خلال المناسبة: "إن الجميع يتذكر قبل عشر سنوات وشهر من الآن حينما حضر خادم الحرمين الشريفين بدء إنتاج منطقة شيبة في الربع الخالي وأعتقد أنه تمت تسمية جديدة في تلك المناسبة من الربع الخالي إلى الربع الغالي، فالربع الخالي هو ربع غال ليس فقط لوجود النفط فهو حام ودرع لمنطقة عزيزة وهو مكان مهم وقد يكون من أهم الموارد السياحية للمملكة, وأعتقد أن الجهد سينتهي من خلال الكرسي أو الجهات المعنية بدراسة هذا الربع إلى تأكيد هذا المسمى وهو الربع الغالي رغم أن مناطق المملكة غالية علينا جميعاً".
وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن إرادة الله شاءت أن تقع بلادنا في نطاق المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعاني شح الموارد الطبيعية فليس فيها أنهار جارية ولا بحيرات عذبة، ما يحتم علينا ترشيد الاستهلاك في استخدام الموارد المائية وخاصة إذا أدركنا أن معظم المياه المتوافرة للشرب في المدن الرئيسة يتم إنتاجها في محطات التحلية. وأوضح أن المياه مورد متجدد في أغلب الأحيان إلا أن توافرها ونوعيتها أصبحا مع مرور الزمن وزيادة السكان والأنماط المتعلقة باستخدامها يثيران قلقاً من حيث القدرة علي الوفاء بمتطلبات التنمية والممارسات غير السليمة في استخدام المياه فضلاً عن تلوث المياه بالملوثات الصناعية.
وقال: "يسرني أن أزف بشائر نجاح هذا الكرسي، وذلك بتوطيد العمل البحثي بين الجامعة وجامعة بوسطن ووزارة المياه والكهرباء في مجال أبحاث الكرسي حيث وافق المهندس الحصين وزير المياه والكهرباء على إشراك الكرسي في الدراسة التفصيلية لمصادر المياه في صحراء الربع الخالي التي تقوم بها وزارة المياه الكهرباء، معربا عن شكره للمهندس الحصين على اهتمامه ودعمه هذا الكرسي وتوطين التقنية وتدريب الكوادر السعودية بما يحقق النجاح.
من جهته, أوضح الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، أن الكرسي هو أحد كراسي برنامج الكراسي البحثية في الجامعة وهذا البرنامج ليس هدفاً في حد ذاته، ولكنه وسيلة لتطوير العملية البحثية في جامعة الملك سعود، وكانت خطة الجامعة أن تجمع بمعدل سنوي 12 كرسيا بحثيا ولكن كان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني والأمراء ورجال الأعمال ووفائهم الكبير جداً لهذه الجامعة أن تنهض من 12 كرسيا في السنة إلى 75 كرسيا. وأضاف: إننا نتطلع إلى أن تنافس جامعة الملك سعود في 2020 أي جامعة حكومية متميزة على مستوى أمريكا، كجامعات ميتشجان وأوهايو وكاليفورنيا وحلمنا وتطلعنا في 2040 م أن تقارع جامعة الملك سعود الجامعات العملاقة مثل ستانفورد وهارفارد. ولفت العثمان إلى أنه متى أردنا أن نختصر الوقت فيجب أن ننهج مثل نهج دول، كسنغافورة، تايوان، اليابان، والصين، والمملكة قادرة على اختصار الوقت لأنها تنفق على التعليم أكثر من 25 في المائة من ميزانياتها وبالتالي فإن ميزانية جامعة الملك سعود التشغيلية للعام الماضي بلغت أكثر من 5.8 مليار ريال، مؤكدا أن الجامعة ستسر كل محب ومخلص للوطن.

