ثقافة وفنون

الأدب مرتبط بالصحافة .. والكتابة الرومانسية ليست حلا للقضايا الاجتماعية

الأدب مرتبط بالصحافة .. والكتابة الرومانسية ليست حلا للقضايا الاجتماعية

"حورية المساء" هو الاسم الذي نشرت من خلاله عددا من كتاباتها الأدبية والاجتماعية والإنسانية على مدى سنوات قبل أن تنضج التجربة لتسفر عن ظهور أديبة شابة حققت قبولا واسعا من خلال كتابها الأول "أنا هي كل النساء". وإن كان البعض قد انتقد طابع "حب الذات" في عنوانه إلا أن الكتاب رسخ الذات الثقافية للأديبة حنان بوحيمد في الساحة خلال السنتين الأخيرتين بعد حضور متواصل في الشبكة العنكبوتية، عن الكتابة موهبة ونشرا ..مرورا بالنقد والصحافة ومعارض الكتب وغيرها من المحاور، تستكشف "الاقتصادية" في هذا الحوار بعضا من ملامح هذه التجربة في مختلف تشكلاتها. كيف ومتى كانت بداية حنان بوحيمد مع الكتابة؟ بداية أسمح لي أخي عبد الله بأن أشكرك وأشكر إدارة "الاقتصادية" على هذه اللفتة الكريمة التي لها دور كبير في تشجيع الأقلام النسائية السعودية, فبارك الله لكم جهودكم الطيبة. البداية كانت محاولات بسيطة للكتابة، كنت في الـ 12 من عمري وكان أخي يكتب الشعر الفصيح فحاولت أن أقلده بكتابة بعض الأبيات, ولكن بعدها وفي المرحلة الثانوية بدأت التوجه لكتابة الخواطر، ولم تسلم هوامش الكتب الدراسية من قلمي. نشرت محاولاتي في بعض الجرائد والمجلات ومن ثم توجهت إلى شبكة الإنترنت وبدأت الكتابة في المنتديات لسنوات باسم مستعار أحببته جداً, وهو حورية المساء, إضافة إلى تكليفي بالإشراف على الساحة الأدبية في أحد المنتديات، إلى أن تم صدور كتابي (أنا هي كل النساء) والإعلان عن اسمي الحقيقي, وذلك في آذار (مارس) 2008. كيف تم اكتشاف موهبتك؟ ومن كان له الفضل في الأخذ بيدك؟ كان لي كتابات من قصص الخيال في المرحلة الابتدائية، فلفت الأمر مدرسة اللغة العربية التي كانت تدرسني وأخبرتني والدتي أنها اتصلت بها وقالت لها بالحرف الواحد إن حنان ستكون مؤلفة في المستقبل ـ بإذن الله. وتم اكتشاف موهبتي مع الوقت، والفضل أولاً لله ـ سبحانه وتعالى ـ ومن ثم لوالدي ووالدتي, فهما اللذان شجعاني ووقفا إلى جانبي, ولا أنسى فضلهما أبداً . ككاتبة مبتدئة، ما الموضوعات التي تستقطب اهتمامك؟ وهل نشرت بعضها؟ الحقيقة هناك كثير من القضايا والموضوعات التي تستقطب اهتمامي, وهي تندرج وتتفرع من عنوان واحد (القضايا الاجتماعية والإنسانية)، فلك أن تختار ما تشاء بادئاً من قضايا المرأة وما يتعلق بها إلى هموم الطفولة بكل ما فيها من يتم وجوع وحروب إلى مشكلات الشباب وحتى المسنين والقائمة لا تنتهي. وقد نشرت موضوعا عن اللقيط ونظرة المجتمع إليه, وكان ذلك في إحدى الجرائد المحلية، وكذلك خاطرة عن الطفولة المقتولة في أحد المنتديات ومن قرأ كتابي سيجد أن حرفي يميل جداً إلى هذه الموضوعات الأساسية والمهمة في حياتنا. حنان أبوحيمد اتسمت في كتابها (أنا هي كل النساء) بنبرة الحزن في خواطرها وأبياتها الشعرية .. يا ترى ما السبب؟ إن من نعم الله علينا أن خلق لكل شيء ضدا، وقدر لنا أن نعيش الأمرين, لذلك نحن لم نكن لنعرف حلاوة السعادة لو لم نتجرع مرارة الحزن .. الحزن بدأ معي منذ بدأت الكتابة في مرحلة المراهقة، وكلما اكتشفت حقيقة جديدة في العالم من حولي كان قلمي ينزف أكثر, فأنا بطبعي حساسة جداً وأتأثر بما يحيط بي بشكل خاص وعام، كما لا أظن أن أحداً على وجه الكرة الأرضية لم يكن للحزن في حياته مساحة، أو لم يمر بمرحلة أليمة، لكن الاختلاف هو في طريقة تعامل البشر مع ذلك الحزن، فمنهم من يهرب منه، ومنهم من يتعايش معه, وهذا ما حدث معي، حيث لم يكن لدي خيار آخر غير أن أحتضنه في خاطري وأن يرافقنا أنا ومسائي . النشر هاجس كل مبدع ومبدعة متطلع إلى مستقبل واعد لكنه يعد عند كثيرين مسألة شائكة .. ما رأيك أنت في الموضوع؟ كل أمر في بدايته يكون صعبا, ولكن اعتبر الأمر طبيعيا كوننا نقف على بوابة الدخول إلى عالم جدي ، كالطفل حين يخطو خطواته الأولى، قد يسقط أو يتعثر لكنه في النهاية يقف معتدلاً ويمشي. القضية ما زالت في النشر بالاسم الحقيقي, فهي مشكلة عند البعض, خاصة النساء كون هناك فئة في مجتمعنا ما زالت ترفض ظهور المرأة في الإعلام إلا أن الوعي والفكر الثقافي يسير بنا إلى القمة تدريجياً، والدليل ما نراه من أسماء إعلامية نسائية كثيرة حاليا. هل فعلا دور النشر تبحث عن الأسماء وليس عن المادة المقدمة إليها؟ ما صحة ذلك من وجهة نظرك؟ لا أظن أن دور النشر تتعامل مع الأسماء فقط وإلا ستفشل, ثم إن الموضوع لا يقتصر عليهم فقط فهناك وزارة الإعلام التي تدقق في المادة ومدى صلاحيتها للنشر، فالمادة المقدمة مهمة، كونها هي من تجذب القراء وليس فقط الاسم، هذا إضافة إلى كون الاسم لن يشتهر من فراغ بل من مادة جيدة ناسبت الذائقة الفكرية للقراء, وبالتالي وصل اسم المؤلف إلى العامة . بعد صدور كتابك" أنا هي كل النساء" عن دار الكفاح هل تلقيتِ مجموعة من الانتقادات؟ وما تعليقك؟ بالطبع كل إصدار قد يواجه الانتقادات أو الملاحظات من ذوي الاختصاص ومن المتابعين والقراء، ولا أرى في الأمر سوءاً على العكس خاصةً إذا كان النقد بناء، الأمر الذي يساعد الكاتب أو الكاتبة على الارتقاء والتحسن وتدارك الأخطاء, وأجد أن هذا الأمر طبيعي, بل إنه مهم جداً . بالنسبة إلى كتابي فالبعض انتقد عنوان الكتاب واعتبره نوعا من حب الذات كوني استخدمت (الأنا) وتم توضيح ما قصدته بالعنوان، كما تم نشر مقال كامل (قراءة لكتاب أنا هي كل النساء) في جريدة "الجزيرة", وهو للشاعر حمد الرشيدي. من خلال معرض البحرين للكتاب كانت حنان موجودة في المعرض للتوقيع على الكتاب, لكنها تخلفت عن معرض الرياض الأخير .. هل السبب تأخر صدور الكتاب أم هناك أسباب أخرى؟ كنت موجودة في معرض الكتاب الدولي في الرياض، وقمت بتوقيع إهداء للحضور ووقعت كثيرا من الكتب في يومين, إضافة إلى ظهوري في لقاء تلفزيوني عبر الرسالة اليومية للمعرض التي كانت تبث على التلفزيون السعودي القناة الأولى، ولم يتأخر صدور الكتاب, فقد كان الكتاب موجوداً في جناح دار الكفاح للنشر والتوزيع منذ أول يوم في المعرض، لكن أتوقع أن وجودي في معرض الكتاب الدولي في البحرين كان أكثر بروزاً كون التغطية الإعلامية كانت كبيرة جداً وتشمل الجنسين, الكتاب والكاتبات, بينما كانت هناك صعوبة في التعامل مع الصحافة والإعلام بالنسبة إلينا ككاتبات في معرض الرياض، حتى أن التوقيع والإهداء للمؤلفات النسائية لم يكن في المنصة الرئيسية حيث كان توقيع المؤلفات الرجالية ، بل في الجناح المخصص للأطفال, وأثار ذلك استيائي, وبالطبع لم تكن رغبتي أبداً، ولكن المنظمين عللوا ذلك بأن فئة العائلات والنساء ترتاد قسم الأطفال . لكن رغم ذلك الحمد الله وقعت أكثر من 100 كتاب في اليوم الأول فقط. كيف ترين مستقبل الأندية الأدبية في استقطابها الأقلام والنتاج الواعد في المملكة؟ الحقيقة أتطلع إلى مستقبل باهر ومميز, خاصة إذا ما كان هناك اهتمام أكثر بالأقلام الجديدة وتشجيع للمواهب للفئتين من الرجال والنساء, خاصة الأقلام النسائية والتي تحتاج إلى دعم، وأن يتم تسليط الضوء على الكاتبات السعوديات الهادفات. يذكر بعض القراء أن كتابات وخواطر بو حيمد الشعرية تطغى عليها الرومانسية لكن من خلال القراءة ما بين السطور يكتشف الناقد أن تلك الكتابات يغلب عليها الاجتماعية المحلية والعربية أكثر من الرومانسية .. بماذا تعللين لنا ذلك؟ منذ كنت في الـ 14 من عمري، أذكر أنني كنت دائماً أحب لعب دور المصلحة الاجتماعية، كنت أرغب في أن أعالج المشكلات الخاصة ببنات جنسي ومن هن في عمري, وأناقش من هن أكبر مني سناً كي أخرج بفائدة وأستقي من خبراتهن في الحياة. الإنسانية كانت وما زالت تشغلني بقضاياها المختلفة عليه ومن خلال تجاربي وخبرتي في الحياة أجد متعة في التطرق إلى الموضوعات الاجتماعية، خاصة أنني كاتبة كبقية أخواتي الكاتبات لنا دور كبير وفاعل في المجتمع. ألا ترى أخي عبد الله أن في هذه الحالة الكتابة في الرومانسية فقط لن تكون كافية؟
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون