ماذا تريد "المراعي" من "حائل الزراعية"؟

ماذا تريد "المراعي" من "حائل الزراعية"؟

شهدت السوق السعودية اليوم واحدة من أهم الاستحواذات عندما أعلنت كل من شركة المراعي وحائل الزراعية كل على حدة عن التوصل إلى اتفاقية بين الطرفين تستحوذ بموجبها الأولى على الثانية على أسهم الشركتين على أن يحصل مساهم هادكو على سهم واحد في المراعي مقابل خمسة أسهم في هادكو إضافة ً إلى خمسين هللة لكل سهم مملوك في هادكو أساس تبادل أسهم الشركتين. وأوقفت هيئة السوق المالية تداول السهمين لمدة ساعة لحين صدور الأعلان على موقع "تداول" قبل أن تعيد التداول الساعة 12 ظهرا. وسجلت سهم حائل الزراعية ارتفاعا بـ 10 في المائة بينما ارتفع سهم المراعي 3.5 في المائة. وقالت المراعي في إعلانها، إنها توصلت إلى اتفاقية مع شركة حائل للتنمية الزراعية "هادكو". وبعد مراجعة أعمال شركة هادكو والفرص المستقبلية تم الاتفاق على أساس تبادل. علماً أن أتمام هذا الأمر يتطلب إكمال دراسات التحقق والاستقصاء والحصول على موافقة مساهمي الشركتين والجهات التنظيمية ذات العلاقة.والاستحواذ هو الثاني في سوق الأسهم السعودية بين شركتين مدرجتين بعد استحواذ البنك السعودي الأمريكي (سامبا حاليا) على بنك القاهرة السعودي في منصف التسعينات. ويقول المحلل محمد العمران الكاتب في "الاقتصادية" إن الشركتين "تتميزان بالنمو المطرد في الإيرادات والأرباح، إضافة إلى نشاطهما الذي يرتكز على صناعة الأغذية والزراعة، وهو نشاط ذو حساسية ضعيفة جداً تجاه المتغيرات الاقتصادية وهو ما جنب الشركتين انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية عليهما، إلا أن المهم أن هناك فرصا حقيقية لتعظيم العائد على الاستثمار في الشركتين على حد سواء من خلال التكامل الرأسي أو العمودي فيما بينهما لو تم الاستحواذ فعلاً". ويشير العمران في مقالة نشرت الأسبوع الماضي حول الشركتين إلى أن فرص النجاح بين الشركتين وارد حيث يتمثل " في أن شركة المراعي نجحت أخيراً في تنويع نشاطاتها من خلال دخولها صناعة العصائر والمخابز إلا أنها تنوي مستقبلا أن تكون شركة رائدة في صناعة الأغذية، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى الشرق الأوسط، يدعمها في ذلك خططها التوسعية الجريئة بدءا من توقيع اتفاقية الشراكة مع شركة بيبسيكو العالمية مروراً بدخولها أسواقا استراتيجية جديدة في مصر والأردن ثم إقرارها أخيراً دخول مجال حليب الأطفال الرضع وغيرها من الخطط التوسعية الطموحة. في المقابل – والحديث للعمران "نجد أن الفرص في شركة حائل الزراعية تتمثل أيضاً بوجود خطط جريئة للتوسع من خلال التركيز على مضاعفة الطاقة الإنتاجية للدواجن داخل المملكة والتي تعد المصدر الرئيس لإيرادات الشركة بنسبة تصل إلى 60 في المائة تقريباً، إضافة إلى بدء زراعة المحاصيل خارج المملكة كنتيجة لإعلان الدولة عزمها تخفيض شراء القمح المحلي بشكل تدريجي على مدار الأعوام الثمانية القادمة. وتعد شركة المراعي من أكبر شركات الألبان والأغذية في الخليج حيث تستحوذ على حصة تتجاوز 40 في المائة من السوق. ولديها مزرعة أبقار عملاقة في الخرج جنوب العاصمة السعودية. وأدرجت في عام 2005 في سوق الأسهم السعودية. بينما تعد شركة حائل للتنمية الزراعية واختصار أسمها "هادكو" من أوائل الشركات الزراعية في السعودية حيث أسست في أوائل الثمانينيات الميلادية للاستفادة من الطفرة الزراعية، وتملك مشروعا عملاق على بعد 100 كيلو شرق مدينة حائل السعودية يوجد فيه أكثر من 350 رشاش محوري زرعت على مدى عقيدين محاصيل القمح والشعير والبرسيم. وتبرز الشركة حاليا في إنتاج الفاكهة مثل العنب والزيتون والخضروات، وتخطط لأن تكون من أهم شركات الدواجن في السعودية حيث تملك مشروع للدواجن داخل المشروع. وبعد تراجع أسعار القمح محليا حيث خفضت الدولة شراءه من المزارعين من 3 ريالات إلى ريال واحد ثم منع الشركات الزراعية من توريد القمح للصوامع بدأت الشركة عملية إعادة هيكلة ركزت خلالها على زراعة الفواكه، الدواجن، والأعلاف. وأعلنت الشركة قبل أشهر عزمها الاستثمار في السودان ضمن خطة سعودية لتشجيع الاستثمار في الخارج لتأمين متطلبات البلاد من الأغذية.
إنشرها

أضف تعليق