وادي الوريعة.. متنفس طبيعي للإمارات وأمل سياحي للفجيرة

وادي الوريعة.. متنفس طبيعي للإمارات وأمل سياحي للفجيرة

بعيدا عن الطفرة العمرانية التي تشهدها غالبية دول الخليج، تسعى إمارة صغيرة شبه خالية من الموارد الطبيعية، وواحدة من بين سبع إمارات في الإمارات العربية المتحدة، لاستثمار الطبيعة. فهذه هي الإستراتيجية التي اعتمدتها إمارة الفجيرة، من خلال تخصيص وادي الوريعة، كأول محمية جبلية طبيعية في الدولة، أملا في زيادة دخلها القومي من بوابة السياحة. ويرى القائمون على المشروع أن المحمية ستكون فرصة للإمارة لجذب شريحة كبيرة من السياح، حيث قال محمد سيف الأفخم، مدير بلدية الفجيرة، إن "وجود أول محمية جبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعم قطاع السياحة، ويجذب الزائرين إلى هذه المناطق، مما قد يؤدي إلى تطور قطاع السياحة فيها." وأضاف الأفخم، أن اختيار هذه المنطقة جاء لتميزها بوجود المياه، وهو الأمر الذي دفع حكومة الفجيرة إلى ضرورة التأكد من الحفاظ على هذه المنطقة، وعلى الحيوانات الموجودة فيها. ويتميز وادي الوريعة الممتد على مساحة 192 كم بديمومة مياهه، مما يجعله مأوى للعديد من الطيور والأسماك والثدييات. من جانبها، قالت رزان خليفة المبارك، مديرة جمعية الإمارات للحياة الفطرية WWF ، إن "أهم شيء في وادي وريعة هو وجود المياه، التي تتواجد على مدار السنة، مما يعطي فرصة للثورة الحيوانية لتعيش هنا، مثل النمر العربي، والطهر العربي، التي تعد من أهم الثدييات الموجودة في الوادي." وقالت المبارك، إن إعلان الوادي محمية طبيعية جاء بعد دراسة قامت بها الجمعية بمساعدة أهالي الفجيرة، لأخذ رأيهم في تحويل المنطقة إلى محمية. وكشفت نتيجة الاستفتاء، التي قامت بها الجمعية مع بلدية الفجيرة، إن 67 في المائة من أهالي الفجيرة يرحبون بالفكرة، وذلك من أجل زيادة وعي الزوار والسائحين القادمين إلى هذه المناطق بأهمية الحفاظ على نظافتها، خاصة بعد أن لوحظ وجود نفايات تركها الزوار خلفهم. وأضافت رزان أن أهالي الفجيرة ساعدوهم في التعرف على المنطقة بشكل أفضل، حيث اكتشفوا بعض الأشياء التي لم تكن معروفة بالسابق. وتعد هذه المنطقة واحدة من بين 200 منطقة بيئية نادرة التكوين في العالم، حيث قال مرال شريقي، جيولوجي في بلدية الفجيرة، إن " وجود المياه في منطقة وريعة ساعد في وجود أنواع مختلفة من التراكيب الجيولوجية بالمنطقة، مثل صخور اندفاعية ممزوجة بالصخور الرسوبية، والتي بالتالي خلقت نوع من نظام هيدرولوجي مميز استطاع أن يحفظ المياه بهذه المنطقة الجبلية على مدار السنة." وجذبت المياه في الوادي العديد من الحيوانات البرية النادرة، حيث يتواجد في الوادي حوالي73 نوعا من الطيور، و17 نوعا من الزواحف والبرمائيات، ونوع واحد من الأسماك و74 نوعا من اللافقريات، 11 منها لم يسبق تسجيلها من قبل، مما يعني بأنها من الأنواع الجديدة لعالم الحشرات. أما بالنسبة للنباتات، فقد تم تسجيل 300 نوع منها في المنطقة، تشمل أنواعاً تعيش في المناطق الرطبة، مثل نبتة الأوركيد الفريدة في الإمارات. ويأمل القائمون على هذا المشروع أن تساعد هذه المبادرة في زيادة وعي الناس بأهمية البيئة في هذه المنطقة والتنوع البيولوجي فيها. وتتخذ البلدية والمنظمة عدة إجراءات للتأكد من الحفاظ على المحمية، حيث قال الأفخم، إن الإجراءات يجب أن "تكون عبر التوعية أكثر من مجرد عقاب أو مخالفات، ونحن نسعى إلى بث الوعي بين مرتادي هذه المناطق." ولاحظ زوار الموقع وجود مشكلة النفايات في المنطقة، حيث قال أحد الزائرين، "إن المنطقة رائعة، ولكن من المؤسف رؤية بعض النفايات هنا، ونأمل أن يصبح الناس، مع إعلان المنطقة محمية، أكثر حذرا وحرصا عليها".
إنشرها

أضف تعليق