طلاب المملكة يضربون بتحذيرات "التربية" عرض الحائط .. ويواصلون الإجازة

طلاب المملكة يضربون بتحذيرات "التربية" عرض الحائط .. ويواصلون الإجازة

يبدو أن لهجة التهديد والوعيد التي لجأت إليها وزارة التربية والتعليم مع طلاب التعليم العام في احتساب غياب اليوم الأخير قبل الإجازة واليوم الأول الذي يلي الإجازة بيومين رغبة في السيطرة على ظاهرة الغياب، لم تؤت ثمارها، حيث كانت ظاهرة الغياب صباح أمس في أول أيام الدراسة بعد إجازة منتصف الفصل الثاني ملحوظة وبشكل كبير بلغ في إحدى مدارس الرياض نسبة 40 في المائة، هذه النسبة المرتفعة أوقعت مديري المدارس في حرج كبير، فالمعلمون مطالبون بتأجيل شرح الدروس للتلاميذ إلى اليوم الثاني نظرا للغياب الكبير، وحرصاً منهم على عدم تفويت الشرح على المتغيبين، فيما المديرون يطالبون المدرسين بالشرح. مديرو المدارس يرون أنهم وقعوا بين المطرقة والسندان، "فالتربية" تطالب بحضور الطلاب وحساب غياب الطلاب المتغيبين بالضعف، وترسل المشرفين لمتابعة وحصر ذلك، أما الواقع فخلاف ذلك في ظل سماح أولياء أمور الطلاب بغياب أبنائهم، متعذرين بأن المعلمين والمعلمات يوجهون رسائل إيحائية في بعض الأوقات تصل إلى حد التصريح للطلاب بإمكانية الغياب في هذه الأيام. "الاقتصادية" طرحت موضوع ظاهرة غياب الطلاب في الفترة التي تسبق وتلي الإجازات والاختبارات على عدد من المهتمين في التربية، حيث تباينت الآراء في ذلك، فالبعض يحمل "التربية" وأنظمتها المسؤولية، والآخر يرى أن هناك فجوة بين المدرسة والبيت أدى إلى التساهل في الغياب، أما بعض الطلاب فيرون أن المدرسة وروتينها الممل على حد وصفهم وضعف الأنشطة هو ما دعاهم للغياب، عبد الله المجاهد مرشد طلابي ذكر أن غياب الطلاب في هذه الفترة يعد ظاهرة، وأن العوامل التي تقف خلف ذلك كثيرة منها ما يتعلق بالطالب، وأخرى متعلقة بالمدرسة. وأوضح المجاهد أن هناك عدة حلول للتقليل من ظاهرة الغياب أبرزها، توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة لخلق مزيد من التفاهم والتعاون المشترك بينها حول أفضل الوسائل للتعامل مع الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لكل ما يعوق مسيرة حياته الدراسية والعامة، تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية الطالب والتعامل بحكمة مع الجوانب السلبية. ويبين خالد اللازم مشرف تربوي في إدارة تعليم الرياض، أن التوعية بمفهومها المطلق يجب أن تكون مجتمعية وليست على مستوى المدرسة فحسب، مؤكدا في السياق ذاته أنها تبدأ من الأسرة مرورا بالمدرسة وانتهاء بوسائل الإعلام، وذلك لغرس قيمة واحترام الوقت والرغبة في الإنجاز في نفس الطالب. بينما يرجع سعد الشهري ولي أمر طالب سبب انتشار الغياب في الفترة التي تسبق الإجازات والاختبارات إلى بعض المعلمين وإدارات المدارس التي توحي لأبنائهم بالسماح لهم بالغياب، عن طريق إنهاء المنهج قبل وقت الاختبار بوقت، بل إن بعض المعلمين يشتد غضبه حينما يحضر الطلاب في هذه الأيام. في الوقت الذي يشير الطلاب فهد الفائز وحمد الوزان وعلي المنديل إلى أن غيابهم في هذه الأيام لضعف ما يتم تقديمه من قبل معلميهم، وعدم وجود الأنشطة التي توافق ميولهم، مشيرين إلى أن بعض المعلمين يطلبون منهم الغياب في هذه الأيام. يذكر أن وزارة التربية والتعليم أكدت الاستمرار في الدراسة سواء في الأيام التي تلي الإجازات داخل الفصل الدراسي وكذلك الأيام التي تسبقها حتى آخر يوم دراسي، وأكدت على إدارات التربية والتعليم والمدارس بعدم الإيحاء للطلاب والطالبات بالغياب سواء بالتوقف عن شرح المواد أو جعل الأيام الأخيرة أيام مراجعات.
إنشرها

أضف تعليق