"باعة زمزم".. شكوك حول مصدر المياه ومعتمرون يتخوفون من تلوثها

"باعة زمزم".. شكوك حول مصدر المياه ومعتمرون يتخوفون من تلوثها

يحرص زوار العاصمة المقدسة من دون استثناء, على التزود بماء زمزم الذي حث على شربه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعتبر ماء زمزم هدية ثمينة يحضرها الحاج أو المعتمر لأحبابه وأصدقائه عند الرجوع إلى موطنه، ويتلقف هؤلاء الأصدقاء تلك الهدية بكل الحب والشوق للأرض المقدسة، طالبين البركة والشفاء من ربهم جل وعلا. وإزاء هذا الإقبال على الماء المبارك ينتشر على أبواب الفنادق وعلى الأرصفة التي يزدحم فيها زوار الحرم شباب من جنسيات مختلفة امتهنوا بيع ماء زمزم على زوار الحرم موفرين عليهم عناء تعبئتها وحملها. ومع ازدياد أعداد هؤلاء الشباب بدأت الشكوك تساور الكثير من زوار العاصمة المقدسة حول مصداقية هؤلاء الباعة، وهل ما يبيعونه هو ماء زمزم بالفعل؟ وإذا كان هو ماء زمزم فهل هؤلاء الباعة لائقون صحيا لبيع هذا الماء؟ وهل يحرصون على النظافة؟ "الاقتصادية" التقت الزائر جبران القحطاني الذي كان يشتري ماء زمزم من أحد الباعة، وأبدى القحطاني شكه فيما يباع، لكنه رفض التعميم، وأكد أنه يتفحص الماء قبل شرائه وذلك من خلال تذوقه، إذ إنه – كما يقول- يعرف طعم زمزم جيدا. وأشار حسن إلى أنه يصعب عليه شراء أوعية فارغة ومن ثم تعبئتها عن طريق الصنابير الموجودة في المسجد الحرام، خصوصا أنه يشتري كمية تقارب 15 وعاء من ماء زمزم، ويقوم بتوزيعها على أقاربه وذويه بعد عودته إلى الرياض، مضيفا أنه يشتريها وهو متيقن بما تحويه من الصفاء والنقاء، وإن كان خلاف ذلك فهي في ذمة البائع. من جهته، بين سعد الحمدان أن ماء زمزم الذي يباع خارج نطاق المسجد الحرام في الأوعية مغشوش، وذلك من خلال خبرته في مجال معرفة المغشوش من السليم، خصوصا أن له ما يقارب 40 سنة وهو يذهب إلى مكة كل شهر رمضان، ويعلم "على حد قوله" كل ما يدور فيها. ولفت الحمدان إلى أن الأوعية التي يتاجر بها أولئك الباعة تملأ الشوارع بالماء، وتضايق المارة، ويحرم الباعة زوار مكة من شرب ماء زمزم الحقيقي ببيعهم ماء عاديا، ويضيف الحمدان: "من يرى كثافة هؤلاء الباعة في الطرقات يظن أن صنابير زمزم مزدحمة من أقرانهم، لكنك لو ذهبت إلى هناك لوجدت أغلب مستخدمي الصنابير من زوار الحرم، وقلة قليلة من هؤلاء الباعة، إذن من أين يحضر بقية الباعة المياه التي يبيعونها؟" وتساءل الحمدان حول مدى اللياقة الصحية التي تؤهل هؤلاء لبيع الماء، وأبدى تخوفه من كون بعضهم يحملون أمراضا معدية، أو على أقل تقدير لا يتمتعون بأدنى قدر من النظافة الشخصية. وأوضح الحمودي أنه يقوم بمعاونة أبنائه بشراء أوعية جديدة ومن ثم يملؤها بنفسه من صنابير زمزم، وفي حالة عدم وجود أبنائه معه يقوم باستئجار بعض العمال ليملؤوا الأوعية تحت إشرافه ومن ثم حملها إلى سيارته؛ ليضمن بذلك أنه شرب ماء زمزم نظيفا سليما من أية فيروسات.
إنشرها

أضف تعليق