"القريش" و" الشعبنة " تقاليد تراثية رمضانية تظهر من جديد

"القريش" و" الشعبنة " تقاليد تراثية رمضانية تظهر من جديد

"القريش" أو "الشعبنة" وليمة ارتبط وقت إقامتها بدخول شهر رمضان المبارك، وهي تقليد قديم من عهد الأجداد تقتصر إقامته على النساء والأطفال، حيث كانت النسوة في تلك الأيام وبالتحديد في آخر ليلة من شعبان يجتمعن لتهنئة بعضهن بدخول الشهر الكريم ويتشاركن في إعداد وليمة العشاء، ويلاحظ أن هذا التقليد تراجع بعض الشيء فترة من الزمن إلا أنه في السنوات الأخيرة عاد للظهور بشكل واضح في المجتمع السعودي. وللتعرف أكثر على هذا التقليد التقينا أم عبد العزيز (75 عاماً) التي قالت: كما تعرفون فإن لدخول شهر رمضان وقع كبير في نفوس الجميع، الصغار والكبار على حد سواء ولفرحتنا بدخوله نقيم وليمة نجتمع فيها نحن النسوة لتهنئة بعضنا بدخول الشهر. وتصف أم عبد العزيز هذه الوليمة بقولها:" كانت عبارة عن وليمة بسيطة حيث يكون الاجتماع في منزل الشخص الكبير للعائلة، وتشارك جميع النسوة في إعداد الوليمة، حيث تحضر كل سيدة الطبق الذي أعدته في منزلها فتكون سفرة العشاء عبارة عن تشكيلة متنوعة من الأكلات الشعبية. وتضيف: كان الاحتفال بسيطاً جداً وفق ما كانت عليه طبيعة الحياة في ذلك الوقت. وتعزو أم عبد العزيز سبب تسمية هذه الوليمة بـ"قريش" كناية عن قصر شهر شعبان، فكان العامة يقولون "أقرش الشهر" أي انقضى بسرعة، وتضيف أن لفظ "قريش" معروف عند أهالي نجد فقط بينما يسمى أهالي الحجاز هذه الوليمة "شعبنة". وتستطرد أم عبد العزيز بقولها" إن استمرار هذا التقليد إلى وقتنا الحاضر أمر محمود لما فيه من التواصل بين الأقارب، إلا أن مظاهر إقامة "القريش" في هذه الأيام اختلفت كثيراً عما كانت عليه في السابق، فنلاحظ المبالغة في إعداد ولائم ضخمة تكلف أكثر من اللازم. وعند سؤال إحدى الشابات عن مظاهر إقامة "القريش" قالت نورة: نحرص في كل عام على إقامة "القريش" بهدف اجتماع أفراد العائلة والأقارب، وتضيف أن للقريش طابعا مميزا لمكانة الشهر الكريم، حيث نلاحظ أن الجميع يلتزم بالحضور لهذه الوليمة رغم مشاغل الحياة في الوقت الحالي، وتشير إلى أن موعد إقامتها تغير بعض الشيء بسبب ظروف الحياة والتزام معظم النساء إما بدراسة وإما وظيفة فأصبحت غالباً ما تقام آخر خميس من شهر شعبان. وتضيف نورة " إن الطابع الذي يميز "القريش" عن باقي المناسبات هو الطابع الشعبي، الذي نحرص على أن يكون ظاهراً في هذه الليلة خاصة، حيث ترتدي النساء والفتيات الملابس الشعبية ، كما أن الأطباق الشعبية أيضا يكون لها حضور واضح, إضافة إلى بعض الأكلات الأخرى من مختلف دول العالم. ولإضفاء روح المنافسة والمرح تقول نورة: نجري مسابقة لأفضل طبق، حيث يجرى تصويت بعد انتهاء العشاء ومن ثم تحصل السيدة صاحبة أفضل طبق على هدية رمزية، ويكون لهذه المنافسة أثر كبير في نفوس الحاضرات. ولفتت نورة إلى أن الأطفال كذلك لهم نصيب من هذا الاحتفال، ففي كل عام تلتزم إحدى السيدات بتجهيز صنف من الهدايا توزعه على الأطفال والتي تكون عبارة عن أنواع من الحلوى والمكسرات الشعبية، كما أن طريقة تغليفها تكون بطابع شعبي كأن توضع في قطعة من قماش "الشالكي" الشعبي أو في سلة مصنوعة من سعف النخيل ليتعرف الأطفال على تقاليد الأجداد ، وتشير نورة في ختام حديثها هنا إلى أنه خلال هذا الاجتماع يكون هنالك تذكير بفضل شهر رمضان، حيث تلقي إحدى النساء كلمة عن فضل شهر رمضان .
إنشرها

أضف تعليق