Author

الاستثمار الحقيقي في عقول أبناء الوطن وسواعدهم (1 – 3)

|
<a href="mailto:[email protected]">[email protected]</a> (نداء الشباب إلى ملك الإنسانية) نحن في معيار دول العالم أمة شابة قياساً بالفئة العمرية. والحديث عن خطتنا التنموية الثامنة وتطرقها إلى الاستثمار والتنمية في الكوادر البشرية ليس إلا حبرا على ورق وزارة الاقتصاد والتخطيط ، حيث الواقع والثابت لدى الشباب أن العوائد النقدية وقروض التنمية الحكومية واستثمارات رجال الأعمال اتجهت إلي التصنيع وتشييد المدن الاقتصادية والاستثمار في الأسهم. والدراسات الاقتصادية والاجتماعية حذرت من اتساع الفجوة الوسطية ومن النمو في مشاكل الشباب وهمومهم. لذلك يتجه نداء الشباب أو نقول بصدق صرخة من أعماق الوطن إلى ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز. نداؤهم إلى المليك برسالة واضحة أن الاستثمار الحقيقي هو تعليم شباب الوطن وتأهيلهم في الطب والهندسة والعلوم التقنية والاتصالات وتنقيب المعادن والمحاسبة والاقتصاد وإدارة الفنادق والمستشفيات؛ هذه أهداف التنمية الصحيحة لتقليل الفجوة الاجتماعية وتحسين فرص المعيشة. فلدينا النفط والغاز والثروة المعدنية ومصانع في الجبيل وينبع ورابغ، ولدينا خمس مدن اقتصادية وآلاف الفنادق والمستشفيات التخصصية، فلا يعقل أن نحفظ ماء الوجه أمام الإحصائيات العامة، بأهداف وزارة العمل بتعبئة الفراغات في القطاع الخاص بالكوادر الوطنية وإحلالها في الوظائف الإدارية والتعقيب والمحلات التجارية وسوق الخضار! فإذا كان قولهم إنه حل مؤقت للمتسربين من قطاع التعليم، نقول لا بأس من تقليل البطالة ولا لوم عليكم وأدى الوزير القصيبي ما عليه!! جفت الأقلام ورفعت الصحف ولا نستطيع تغيير الواقع الحالي. الأمل معقود في الله ثم فيكم يا خادم الحرمين الشريفين حيث نتطلع إلى المستقبل برؤية جديدة من الحكومة المقبلة لوضع الشباب ضمن أولوياتها في الخطة التنموية التاسعة. علينا الاستفادة من تجربة حكومة كوريا الجنوبية التي وضعت لنفسها هدفاً قومياً ولمدة عشر سنوات فلا إنفاق ولا استثمار إلا في التعليم وتنمية كوادرها الوطنية. والقارئ ليس في حاجة إلى أن أثبت له بالإحصائيات عن حجم الصادرات التقنية للشعب الكوري. لذلك أعود إلى موضوعي وأقول لا بد من هدف وطني للشباب ولفترة لا تقل عن عشر سنوات، تخصص فيها الميزانية العامة للدولة للاستثمار في الجامعات العلمية وافتتاح مراكز لرعاية الموهوبين وتأسيس كليات لتعليم اللغات الأجنبية لنقل المعرفة الغربية وتكوين هيئات للشباب وإنشاء بنوك استثمار تهتم بالشركات الصغيرة. إن نجاح هيئة الاستثمار السعودي وصندوق التنمية الصناعية والعقارية في تأدية رسالتها وتنفيذ المهام المكلفة بها خير دليل على إمكانية حدوثه مع الشباب . نحمد الله سبحانه وتعالى أننا أمةٌ شابة في جملتها وفي مجموع فئاتها العمرية؛ ولكن ذلك يستتبع مشكلات ومسؤوليات أمام الشباب فمن يوجههم ويقومهم؟ نحن لم نضع نوعاً من الأسس العامة لتربية هؤلاء الشباب واحتضانهم؛ يكفي أنهم يتعرضون إلى تجاهل الوالدين وفشل المعلمين وشدة المسؤولين، وكل من يهمه صلاح الشباب قال عنهم أبناء الطفرة، حديث قديم وممل يتجدد منذ عهد أجدادنا وانتقل إلى آبائنا ونحن نلوم أبناءنا. حديث واحد لم يتغير: شباب اليوم لا يقدرون المسؤولية ويعزفون عن العمل ويضيعون أوقاتهم في اللهو والعب؛ فإن صح هذا القول: فأين البديل ولماذا نلومهم فقط؟ أين تخُطِّط الحكومة ليكون هؤلاء الشباب كما نريد؟ أين العناصر الأربعة الأساسية في تنمية الشباب (الأب, الأم, التعليم, والمجتمع؟) . يجب أن نعترف بالتقصير الشديد في حق أبنائنا، وأن عقوق الآباء للأبناء ثابت شرعاً بانشغال الآباء بالأسهم والاستثمار والأم بالمناسبات الاجتماعية!! وأين محاسبة الأجهزة المعنية مثل الرعاية العامة لتعليم الشباب ووزارة التربية والتعليم ومراكز التدريب وصندوق تنمية الموارد البشرية التي صرفت 85 في المائة من ميزانية الدولة على البناء والرواتب والصيانة والتشغيل؟ هل نعلم أن المحصلة الحقيقية للإنفاق الفعلي على التدريب والتأهيل والتعيين بلغ 50 مليار ريال، مقابل ثلاثة آلاف مليار محصلة ارتفاع محافظ الأسهم واستثماراتنا في الغاز والمصانع الكيميائية ومصانع الأسمنت وشركات العقار وتطوير المدن الاقتصادية !! انشغلنا بالمال والاستثمار ونسينا قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". أصبحت العاملات المنزلية هن اللاتي يتولين تربية أبناء المستقبل والسائق هو الموجه والراعي للجيل السعودي. ضاع الشباب وبقيت همساتهم كضوء شمع يرشد ببريق أمل!! لعل يوماً يضيء في مجتمعنا بوهج ونفخر به بين الأمم. ولن يكون ذلك إلا بالتعليم والتدريب والتوظيف, هذه حقوق واجبة ومشروعة يبذل فيها الغالي والثمين. إن شبابنا يعيش اليوم - كما ترون - كثيراً من آثار التذبذب ويتخبط في طريق مجهول! يردد في أعماقه: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل. شبابنا يدور في حلقة مفرغة ولا يعرف كيف يسير في هذه الحياة فكل الظروف والعوامل ضده. ختاماً: ماذا يفعل الشاب المثالي الطيب المثقف المتزن الذي - نحمد الله عليهم –الذي تجاوز إغواء القنوات الفضائية وسلبيات المراهقة وتخطَّى عقبة السلوك المنحرف ونجح في اختبارات الثانوية بتقدير، ليس لهم سوى تحرير رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين نصها (التزمنا يا ملك الإنسانية وتمسكنا بمنهج الدين السليم ونجحنا بامتياز وأغلبنا جيد جدا على أقل تقدير نستشفع بكم أمام المسؤولين بقبولنا في التخصصات العلمية دون واسطة أو تأجيل، هل هذا ممكن يا قائد الأمة أم أنه حلم مستحيل؟!). وللحديث بقية
إنشرها