تقنية استبدال الغضاريف أحدث ثورة علمية في علاج أمراض العمود الفقري

تقنية استبدال الغضاريف أحدث ثورة علمية في علاج أمراض العمود الفقري

تعتبر إصابات العمود الفقري في بعض الأحيان من أهم أسباب الإعاقة وأصبحت هذه الإصابات في ازدياد وذلك نتيجة الحوادث في هذه الأيام وإصابة العمود الفقري من الإصابات التي يصعب علاجها إلا أنه مع التطورات الطبية الحاصلة في استخدام التقنيات الحديثة ووجود الأطباء المتخصصين والمتمكنين ذوي الخبرة أصبح من الممكن علاج الحالات الميؤوس منها أو التقليل من خطورة إصابات العمود الفقري. حول بعض هذه التطورات كشف لنا الدكتور واصف السباعي استشاري جراحة العمود الفقري في المركز، والدكتور دومنيك سماحة استشاري جراحة العمود الفقري في المستشفى الأمريكي وعيادات مونسو العالمية في باريس، الذي يقوم بزيارات دورية لمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، حيث ستكون زيارته المقبلة من 22 إلى 30/6/2006، بعض الأطروحات المهمة في هذا الشأن. إلى ثنايا الحوار. العمود الفقري دكتور واصف.. العمود الفقري، الغضروف، الحبل الشوكي، الانزلاق الغضروفي مصطلحات قد يخلط القارئ فيما بينها نأمل توضيح كل مصطلح على حدة؟ العمود الفقري يتركب من مجموعة من العظام غير منتظمة الشكل، وتتكون على شكل حلقات واحدة فوق أخرى تسمى الفقرات Vertebrae، وعددها 33 فقرة، منها 24 فقرة تتصل كل منها مفصلياً بالفقرة التي تسبقها والفقرة التي تليها، لذا تكون هذه الفقرات متحركة، أما باقي الفقرات وعددها تسع فتكون ملتصقة ببعضها وغير متحركة. ويوجد بين كل فقرتين متتاليتين وسادة مرنة "قرص" تتكون من نسيج غضروفي ليفي تعطي العمود الفقري المرونة اللازمة للحركة بمقدار محدد، أما الغضروف فهو نوع من الأنسجة الضامة، ويدخل في تركيب بعض أعضاء الجسم البالغ، مثل صيوان الأذن والحلقات الغضروفية في جدران القصبة الهوائية والأقراص الغضروفية بين الفقرات أي بين كل فقرة وأخرى توجد مادة لينة تسمى "غضروف" والغضاريف جزءان صلبة ومرنة، وتركيبة النسيج الغضروفي تتلاءم مع وظيفته فوجود أملاح الكالسيوم يكسبه صلابة، وتحدث تلك الصلابة عندما يقل إفراز السائل الهلامي اللزج خاصة في المفاصل، حيث تبدأ أملاح الكالسيوم بالترسب على السطح الغضروفي، وذلك يؤدي إلى صعوبة الحركة خاصة عند كبار السن، أما الحبل الشوكي فهو يقع داخل القناة الفقرية المكونة من تجاويف الفقرات، وهو أنبوب يتكون من نسيج عصبي وطوله الإجمالي نحو 43 سم، ويتفاوت طوله من شخص لآخر حسب طول القامة وقصرها. ويمتد من قاعدة الدماغ إلى نهاية الفقرة القطنية الأولى. ويخرج من الحبل الشوكي 31 زوجاً من الأعصاب الشوكية لنقل المعلومات الحسية من وإلى الحبل الشوكي، ويتكون الحبل الشوكي من مادة رمادية اللون تحوي أجسام الخلايا العصبية ومادة بيضاء تحوي الألياف العصبية فقط، أما الانزلاق الغضروفي فهو ناتج عن زيادة الضغظ على العمود الفقري والأثقال عليه نتيجة ذلك الضغط الزائد على عظام العمود الفقري، ويجبر الغضروف على الانزلاق من مكانه إلى يمين العمود أو يساره وبذلك يضغط على الأعصاب، ويتسبب في الآلام الشديدة وتتفاوت شدة الآلام وتنقلاتها من مكان إلى آخر حسب شدة ضغط الغضروف على أعصاب الحبل الشوكي. أسباب الآلام ما الأسباب الشائعة لآلام أسفل الظهر؟ هناك الكثير من الأسباب المحدثة لآلام أسفل الظهر، ويلزم المريض مراجعة الطبيب لتشخيص الآلام تشخيصا صحيحا ودقيقا لتحديد سبب الألم حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب وهذا لن يكون إلا من خلال الفحص الطبي، ومن الأسباب الأكثر شيوعاً لآلام أسفل الظهر: ـ الانزلاق الغضروفي (انزلاق القرص) (انفتاق القرص اللبي) ويحدث ذلك بسبب رفع أثقال خاصة بطريقة غير صحيحة، أو بعد مجهود للعمود الفقري، وقد يتكرر بعد حركات معينة كالانحناء على الأرض وذلك عند المرضى الذين سبق وأصيبوا بالانزلاق الغضروفي أو الذين عندهم قابلية لمثل هذه المشكلة، وعند حدوث هذا الانزلاق يضغط الغضروف على العصب مسبباً ألم أسفل الظهر أو ألما في الساق ويحدث أيضاً أعراضاً عصبية كالتنميل ونقص الإحساس وضعف العضلات بل يؤدي في بعض الحالات لفقدان التحكم في البول أو البراز مما يشكل حالات إسعافية تحتاج للتدخل العلاجي السريع. ـ تنكس الأقراص أو الالتهاب العظمي الغضروفي التنكسي للعمود الفقري، وهي أكثر التغيرات حدوثاً بالعمود الفقري، فمن الطبيعي أن تحدث مع تقدم العمر تغيرات في الغضاريف (الأقراص) وكذلك الأربطة والعظام المكونة للفقرات مما يسبب آلام الظهر وصعوبة في المشي . ـ ضيق القناة العصبية في الفقرات القطنية، ويحدث غالباً نتيجة التغيرات التنكسية بالفقرات القطنية التي تحدث مع تقدم العمر مما يسبب بجانب آلام أسفل الظهر، الآلام العصبية وصعوبة المشي أيضاً. ـ الانزلاق الفقاري، وهو انزلاق فقرة للأمام ويحدث لأسباب عدة منها ما يحدث في سن مبكرة وأخرى مع تقدم السن وهناك قابلية خاصة عند بعض الناس أو العائلات لحدوث هذا الانزلاق الفقاري وتختلف أعراضه على حسب سن المصاب به ودرجة الانزلاق الفقاري. د.دومنيك .. نعرف جميعاً مدى الآلام التي يصاب بها الشخص نتيجة آلام الظهر، فما النصائح التي تنصح باتباعها لتجنب آلام الظهر؟ يمكن تجنب حدوث آلام الظهر بالمحافظة على وضع الجسم، فالوضع الخاطئ للظهر نتيجة السمنة المفرطة يؤدي إلى إجهاد دائم لمنطقة أسفل الظهر مما ينتج عنه حدوث ألم متكرر في منطقة أسفل الظهر والمحافظة على الوزن السليم للجسم حيث إن كل كيلو زيادة في منطقة البطن تقابله عشرة كيلوات إجهاد في منطقة أسفل الظهر، واستعمال الظهر بطريقة صحيحة في أنشطة الحياة اليومية والحرص على أداء التمرينات الآتية بنظام: تمرينات الإطالة للعضلات التي تنتج عنها مرونة للعضلات (عضلات الظهر والأطراف السفلى) حتى تعمل بكفاءة تامة مما يقلل حدوث التقلص بها ويقلل من حدوث آلام أسفل الظهر، ويعتمد تشخيص آلام الظهر على الفحص الدقيق والفحص الإشعاعي بالرنين المغناطيسي لمعرفة ما إذا كان هناك إصابة في العظام أو شد في العضلات أو الأربطة. التاريخ المرضي ما آخر التطورات الجراحية لعلاج آلام الظهر؟ قبل أن يبدأ الطبيب بوصف العلاج لآلام أسفل الظهر يجب أن يتم التشخيص وذلك عن طريق أخذ التاريخ المرضي والكشف السريري، وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات المخبرية والشعاعية والكهربائية وذلك للحصول على تشخيص دقيق للحالة، وقد تقدمت هذه الفحوصات بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما يساعد الطبيب على التشخيص وبالتالي العلاج، ويمكن العلاج الصحيح لآلام أسفل الظهر بالتشخيص الصحيح كما أسلفت سابقاً، ويكون العلاج غالباً علاجاً تحفظياً وهو العلاج دون تدخل جراحي ولكن هناك حالات لا تتجاوب مع العلاج التحفظي خاصة إذا صاحبت الحالة أعراض عصبية وهنا يكون الاحتياج للتدخل الجراحي، وهناك العديد من الخيارات الجراحية اعتماداً على التشخيص وحالة المريض، منها: إزالة القرص (الغضروف) لإزالة الضغط من العصب، رفع الضغط عن الأعصاب باستئصال الأجزاء الضاغطة، توسيع القناة العصبية التي تجري لتمديد الفتحة التي يمر خلالها العصب، دمج الفقرات وتثبيتها بأدوات معينة ومختلفة. تشوهات العمود الفقري ما التشوهات التي تصيب العمود الفقري منذ الولادة؟ وما علاجها؟ بالتأكيد هناك آلام تصيب الظهر ناتجة عن تشوهات خلقية تحدث في العمود الفقري قد تكون منذ الولادة إلا أن أعراضها لا تظهر إلا بعد نمو الجسم، وإن كان أكثر الحالات تعاني من آلام الظهر نتيجة التغيرات التي تحدث مع تقدم العمر أو نتيجة الإصابات، ويعتمد تشخيص آلام الظهر على فحص دقيق إضافة للفحص الإشعاعي لنعرف ما إذا كانت هناك إصابة للعظم أو أن الألم يعود إلى شد في العضلات أو الأربطة أو تمزق بها أو وجود نتوء في الغضاريف الموجودة بين الفقرات، حيث يضغط هذا النتوء على الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي، أما العلاج فإن علاج مثل هذه الحالات في أول الإصابة من الأهمية بمكان حتى لا تحدث مضاعفات يكون من الصعب علاجها، وفي الحالات الشديدة التي لا تستجيب إلى علاج دوائي أو الراحة فيجب استشارة الطبيب المعالج. العلاج الجراحي هل علاج آلام العمود الفقري يتم عادة بإجراء عملية جراحية؟ ومتى يتم الحيلولة دون إجرائها؟ معالجة آلام العمود الفقري لا تكون بالجراحة في كل الأحيان بل هنالك العلاج الطبي والعلاج الطبيعي وآخرها العلاج الجراحي إذا وجد مريض يحتاج إلى جراحة ولم يستجب للعلاجات الأخرى، وهناك من يحبذ إزالة الانزلاق الغضروفي وهذا قد يترك آثارا جانبية على حياة المريض في المستقبل، وبعض المرضى يتساءلون هل بالإمكان إجراء مثل هذه العملية بواسطة الليزر فأقول إن إزالة الغضروف بواسطة الليزر أو الموجات المترددة لها مواصفات خاصة وليس كل حالة تحتاج إلى الإزالة بهذه الطرق، وكثير من المرضى يرجئون إجراء عملية استئصال الانزلاق الغضروفي بسبب ارتباطهم في أعمالهم اليومية ولكن سوف يبادرون لعمل هذه العملية إذا أدركوا أنه بإمكان المريض الذي تجرى له عملية مثل تلك مغادرة المستشفى في اليوم نفسه. ماذا عن العمليات الجراحية ومتى يتم اللجوء إليها؟ حقيقة سياستنا المعتمدة تقضي بأن لا نلجأ إلى إجراء جراحة إلا إذا تأكد لنا بشكل جازم أن المريض سيستفيد منها مع أقل خطر ممكن على حياته. انطلاقا من هذا المبدأ يكون إجراء أية عملية جراحية مرتبطا بحال المريض وما يشعر به فكثيرا ما يأتي إلينا مرضى مصابون بانزلاق كبير في الديسك غير أنهم لا يعانون من أوجاع في الفخذ أو الظهر وهؤلاء المرضى لا نجري لهم أية جراحة, كما يأتي إلينا مرضى يعانون آلاماً وقد فشلوا في وقفها بالعلاج الطبي وهؤلاء نجري لهم الجراحة اللازمة لأن التأخر في إجرائها يؤدي إلى تضرر العصب وبالتالي التأخر في الشفاء. حالة أخرى حيث يجب إجراء جراحة عاجلة وفي حالة المريض الذي يعاني من وهن في فخذيه لا يمكنه معه السير أكثر من أمتار يضطر بعدها إلى الجلوس وهذا يعني أن النخاع الشوكي مضغوط عليه على مستوى العنق أو الفقرات القطنية يضاف إلى ذلك أنه إذا كان النخاع العنقي مضغوطا فإن وهنا إضافيا يظهر في الأطراف العليا مع امتداد irradiation يمكن أن يصل إلى الأصابع. تجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة نجد أن هناك إمكانية لإجراء جراحة بواسطة المنظار لا نتردد في إجرائها بهذه الطريقة لما توفره من راحة للمريض بعد انتهائها. ولقد قمنا في الواقع بإجراء جراحة بواسطة المنظار وللمرة الأولى في المملكة العربية السعودية لمريض كان يعاني من كسر في الفقرات الصدرية ومن تنميل في فخذيه عند المشي وآلام في الظهر ومن انحناء في الظهر وكان عمره 25 عاما. فريق طبي متمرس ذكرت أن الجراحات التي قمت بها كانت بواسطة المنظار فما الذي يعتمد عليه مثل هذا النوع من الجراحة؟ وهل هناك صعوبات تواجهكم في إجراء تلك العمليات؟ نعم لقد أجرينا الجراحة بالمنظار مما أتاح لنا تلافي إجراء جرح كبير تستلزمه الجراحة العادية وحقق المريض تعافيا عاجلا مدهشا. ولا نعاني في عملنا من أية صعوبات تقنية حيث إن المركز يؤمن لنا كل وسائل العمل بظروف مثالية وهكذا لم تعترضنا أية صعوبات فنية واستمرت العملية ثلاث ساعات. مع الإشارة هنا إلى أن هذا النوع من الجراحة جديد ويستلزم تدريبا دقيقا وتعتمده قلة من الأطباء في العالم لذلك نحن فخورون بأننا نعتمده في مركز الحبيب الطبي في المملكة. والتقنية التي يعتمدها هذا النوع من الجراحة تكمن في أنها تحققت عبر الجراحة المنظارية الأمر الذي يستلزم أدوات خاصة بها وفريقا طبيا متمرسا وهذا متوافر لدينا. انعكاسات خطيرة ما المواد المستعملة في هذه العملية؟ المواد المستعملة من مادة التيتان يحتفظ بها المريض مدى الحياة دون أن تشكل خطرا عليه ودون أن يترك وجودها أية انعكاسات. وأود أن أضيف أنه عبر معاينتي لمرضانا لاحظت إلى أي مدى يخافون من العمليات الجراحية ويفضلون الاتجاه نحو العلاج الطبي والفيزيائي وأنا أفهمهم. ولكن ما تجب معرفته هو أن الجراحة ضرورية في بعض الحالات وكل تأخر في إجرائها قد يترك انعكاسات خطيرة يتعذر علاجها لاحقا وبالتالي يجب التخلص من عقدة الخوف من الشلل بعد العملية الجراحية ذلك أن الشلل لم يعد اليوم في ضوء التقدم الهائل في الجراحة سوى خطر محصور ونادر وفي الحالات المعقدة جدا والجراح يخبر مريضه مسبقاً بهذا الخطر إن وجد ليحصل على موافقته المسبقة.
إنشرها

أضف تعليق