التشنجات المعوية عند الطفل كيف نعالجها؟

التشنجات المعوية عند الطفل كيف نعالجها؟

يتعرض الأطفال إلى الكثير من آلام المغص التي تستمر معهم على شكل تشنجات معوية حادة متكررة تدفع بهم إلى البكاء وعدم القدرة على النوم، وبالتالي فلا بد من استشارة الطبيب الإخصائي إذا فشلت كل محاولات الأم لتهدئة طفلها. والذي يساعد على تحديد نوع الألم وأسبابه عند الطفل هو الفحص السريري الكامل إضافة إلى عدد من الفحوص المتممة، ومن أنواع الآلام البطنية عند الأطفال ما يلي: تنقسم الآلام البطنية الحادة عند الرضع أي الأطفال ما دون السنة من العمر إلى نوعين: أولاً: الآلام الجراحية ويقصد بها الحالات التي لا يمكن شفاؤها إلا بعمل جراحي ومنها: ـ التهاب الزائدة الدودية الحاد: وتكون عندما يعاني الطفل من ألم في منطقة البطن وترافق ذلك حرارة متوسطة واقياءات، كما أن الذكور يتعرضون لهذا النوع من الالتهاب أكثر من الإناث، وتحدث معظم الحالات في الخريف والربيع. ـ انغلاق الأمعاء الحاد: وهي نوبات ألمية اشتدادية عند الرضيع مع أعراض إنسدادية وخروج دم مع البراز، وهي نادراً ما تحدث في الأشهر الثلاثة الأولى، لكن تزداد نسبة حدوثها بعد ذلك حتى عمر 6 سنوات وتكون الإصابات بين الذكور أكثر من الإناث. ـ انفتال كيس المبيض، ويظهر على شكل نوبات ألم بطنية شديدة، وغالباً ما تحس هذه الآلام في أعلى الفخذ. ـ انفتال الخصية لدى الذكور، حيث يعاني الطفل هنا من صفن متورم ومؤلم مع قيء . ثانيا:الأسباب الباطنية: ويقصد بها الأسباب الداخلية التي يمكن علاجها عن طريق الأدوية, وهي كثيرة ومنها: ـ الالتهاب البولي: وهو كثير الحصول عند الطفل وغالباً ما يكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة وألم في البطن أو بالخاصرة. لذا عند وجود ارتفاع في درجة الحرارة وآلام بطنية, يجب التفكير في احتمالية الالتهابات البولية والذي نتأكد من وجوده أو عدمه من التحليل البولي. ـ التهاب الأنف والبلعوم واللوزات وذات الرئة الحادة، وجميعها قد تسبب آلاما بطنية حادة. ـ التهابات المعدة والأمعاء الحادة: وتعتبر سبباً مهما في حدوث آلام البطن وخاصة عندما تترافق مع إسهال وقيء. ـ التهاب البنكرياس: وهو آلام شديدة تكون في منطقة أعلى السرة وأسفل عزم القص، تحدث فجأة مع إقياء. ـ الإمساك المزمن: لعدم تحمل بعض الأغذية المحتوية على نسبة عالية من الدهون والبروتين. ـ المغص الوليدي: يجعل الطفل يشعر بآلام بطنية، وهو عبارة عن ألم بطني متكرر مصحوب ببكاء شديد قد يحدث عند الأطفال دون عمر الثلاثة أشهر. أما بداية نوبة الألم البطني، فتبدأ بشكل متقطع وتستمر لساعات مع توهج في وجه الطفل، وشحوب حول الفم، ويكون البطن منتفخاً مع ثني الركبتين على البطن مع إمكانية البسط السريع للطرفين السفليين في أية لحظة. وتكون القدمان باردتين واليدان منقبضتين وتنتهي النوبة عندما يصبح المريض منهكاً تماماً ويرتاح أكثر عندما يخرج الغازات أو البراز. هذا وقد يسبب الإفراط في التغذية في الانتفاخ وعدم الارتياح، وقد تكون بعض الأطعمة هي المسؤولة عن التخمير الزائد في الأمعاء، وخاصة تلك التي تحتوي على كمية زائدة من السكريات، كما أن الحساسية المعوية عند الرضيع قد تسبب له عدم الارتياح لبعض الأطعمة مثل حليب البقر, وهذا المغص المعوي قد يشبه إلى حد كبير التهاب الغشاء البريتوني المغلف للأمعاء أو حتى الانسداد المعوي. وكثيراً ما تحدث مثل هذه النوبات بشكل متأخر عند الظهيرة أو المساء، وللأسف لا توجد معالجة تؤمن الراحة الأكيدة للطفل والأهل على حد سواء في بعض الأحيان، ونصيحتي في هذا الشأن، أنه يتوجب على الأهل في حال تعرض طفلهم لنوبة مغص، أن يحملوه بشكل قائم أو أن يجعلوه يستلقي على بطنه في السرير، أو على زجاجة تحتوي على ماء دافئ، أو على وسادة دافئة ومريحة ليساعد على خروج الغازات أو الغائط، إما بشكل عفوي أو بمساعدة تحميلة، وبسبب فشل بعض هذه الإجراءات تعاني الأم من الأرق والإرهاق، وهنا ينصح بأخذ المسكنات لها وللطفل. وإذا ما ازداد الأمر سوءاً، فيفضل في مثل هذه الحالة وضع الطفل في المستشفى مؤقتاً، وهي بمثابة تغيير في نظام إطعام الرضيع من جهة، وتقديم فترة من الراحة للأم المجهدة من جهة أخرى. وأخيراً إن هذا المغص نادراً ما يستمر إلى ما بعد الشهر الثالث أو الرابع، ولكن مع وجود طبيب متمرس وأهل متفهمين لهذه الظاهرة عند الطفل تحل هذه المشكلة بنجاح بإذن الله تعالى. - استشاري أمراض الأطفال في المركز
إنشرها

أضف تعليق