التهاب الأذن الوسطى يصيب ثلث الأطفال في إحدى مراحل حياتهم

التهاب الأذن الوسطى يصيب ثلث الأطفال في إحدى مراحل حياتهم

تنقسم الأذن تشريحياً إلى ثلاثة أجزاء هي الأذن الخارجية، وتشمل صيوان الأذن والقناة السمعية الخارجية، والأذن الوسطى وهي عبارة عن غرفة هوائية سداسية الأوجه وتشمل الطبلة، العظيمات الصغرى وهي: المطرقة والسندان والركاب وتتصل بالحلق من خلال قناة تسمى قناة استاكيوس، التي تقوم بوظيفتين أساسيتين الأولى: ناقلة للإفرازات من الأذن الوسطى إلى الحلق، والثانية: المحافظة على ثبات ضغط الأذن الوسطى مقارنة بالضغط الجوي الخارجي، والجزء الثالث هو الأذن الداخلية التي تتكون من القوقعة المسؤولة عن السمع والأقنية شبه الدائرية المسؤولة عن الاتزان وهو التهاب يصيب جميع الأعمار ولكنه أكثر انتشاراً لدى الأطفال في فصل الشتاء نظرا لتعرض الطفل للأمراض التي تصيب جهازه التنفسي ولمعرفة أسباب وعلاج هذا الالتهاب التقينا بالدكتور عبد الرحمن الغامدي استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة. إلى التفاصيل: ما هو التهاب الأذن الوسطى وأعراضه؟ التهاب الأذن الوسطى مع السوائل أو (الأذن الصمغية) يعد من الأمراض الواسعة الانتشار التي تصيب ثلث الأطفال في إحدى مراحل حياتهم, وهذا المرض ينتج عن تجمع سوائل إما لزجة أو معكرة في تجويف الأذن الوسطى مما ينتج عنه صمم توصيلي, وينتشر هذا المرض عند صغار السن وفي سن المراحل الابتدائية وقد يسبب صمما ملاحظا, وقد يؤثر هذا المرض على نمو الطفل ويعوق تحصيله الدراسي وإذا أهمل في علاجه ينتج عنه تغيرات أبدية في الأذن الوسطى عند الطفل وأيضا قد يصاب به الكبار وغالباً ما يكون السائل لزجا ونادراً ما يكون بسبب أورام سقف الحلق الخبيثة، وقد تبدأ أعراضه بالصمم وقد يكون العرض الوحيد آلام في الأذن وهي نادراً ما تكون شديدة وأحيانا طنين وعدم توازن في الأذن. وما أسباب التهاب الأذن الوسطى؟ إن أسباب هذا الالتهاب هي انسداد سقف الحلق مثل اللحمية الكبيرة أو الورم مما ينتج عنه اختلال في وظيفة قناة استكيوس, وقد يرافق هذه الحالة التهابات الأذن الوسطى الحادة والمتكررة وهناك سبب آخر هو أن التهاب الأذن الوسطى الحاد إذا لم يعالج غالباً ما يؤدي إلى ثقب في الطبلة وإفرازات من الأذن الوسطى، وهذه المضاعفات يمكن تجنبها بالمضادات الحيوية وعندما يُهمل في العلاج تتجمع السوائل في الأذن الوسطى وتحدث المضاعفات المعقدة، وأيضا حساسية الأنف فهي سبب في التهاب الأذن الوسطى لأنها غالباً ما تكون عند الأطفال وقد تؤدي إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى، والتدخين عند أحد الأبوين قد يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى مع تجمع السوائل عند الأطفال وإصابة الأذن بالضغط، وغالباً ما يحدث هذا عند هبوط الطائرة خاصة إذا كان المسافر مصاب بالزكام وقد تكثر التهابات الأذن الوسطى مع تجمع السوائل، في فصل الشتاء, وفي بعض الأحيان عند عدم المقدرة على تهوية الأذن الوسطى الذي ينتج عنه تجمع السوائل في الأذن الوسطى، وفي بعض الأحوال يصاحب السوائل دمكما يحدث في الغطس العميق، وفي كثير من حالات التهابات الأذن الوسطى مع السوائل يصعب معرفة السبب. ما طرق تشخيص التهاب الأذن الوسطى مع السوائل ؟ أن كيفية تشخيص التهاب الأذن الوسطى مع السوائل هو عندما يلاحظ الطبيب تغير لون الطبلة إلى اللون الأصفر، أو في بعض الأحوال تميل الطبلة إلى اللون الأزرق، إضافة إلى كثرة السوائل في الأذن الوسطى من علامات التهابات الأذن, إضافة إلى رجوع الطبلة في بعض الأحيان ورضوخ الأوعية الدموية المتمددة على طبلة الأذن وذراع المطرقة, وظهور فقاعات وخطوط الشعر التي نادراً ما ُترى لكنها إحدى العلامات في التشخيص وأيضاً يشخص هذا الالتهاب في فحص الشوكة الرنانة والتي تظهر الصمم التوصيلي أي التوصيل العظمي في توصيل الهواء، ويظهر المرض عندما يكون منحنى مقاومة الصوت مسطحا. وما طرق العلاج لهذا الالتهاب ؟ عند الأطفال قد تتحسن تلقائياً ولكن يجب ملاحظة الطفل لمدة ثلاثة أشهر قبل اللجوء إلى الجراحة وفي الواقع لم يثبت أن لمضادات الهستامين ومذوبات البلغم أي فائدة في علاج التهابات الأذن، لكن قد يكون للمضادات الحيوية فائدة إذا استخدمت لفترات قصيرة وإذا استمر وجود مشاكل في السمع لأكثر من ثلاثة أشهر أو عانى المريض من تردد الألم فيجب أن يقوم الطبيب بالعمل على التدخل الجراحي. وكيف يكون التدخل الجراحي ؟ يكون العلاج جراحياً إذا استمر وجود مشاكل في السمع ويكون هذا التدخل باستئصال اللحمية, وقد أوضحت الأبحاث أن إزالة اللحمية تساعد على زوال التهاب الأذن مع السوائل ولفترة طويلة وتكون الفائدة أكبر عند الأعمار بين 4 و8 سنوات وقد يكون التدخل الجراحي في فتح الطبلة ووضع أنابيب للتهوية فتح الطبلة، وتعد أكثر العمليات انتشارا في الولايات المتحدة ويتم فتح الطبلة من الجزء الأمامي السفلي ثم يتم شفط الصمغ ويوضع أنبوب تهوية في فتحة الطبلة فيقوم الأنبوب بتهوية الأذن الوسطى من السوائل بالرغم من صعوبة تفريغ الأذن كاملة من السوائل, وتكون هذه العملية تحت التخدير العام, ويسمح الجراحون بالسباحة بعد وضع الأنابيب ولكن دون مزاولة الغطس وأيضا فحص سقف الحلق لاستئصال الأورام، خاصةً إذا كان تجمع السوائل في أذن واحدة, التي غالبا ًما تكون نتيجة الزكام إذا لم تكن نتيجة الأورام وفي بعض الأحيان يكون الشفاء ذاتيا ولكن قد يستمر إلى فترة ستة أسابيع. وما الإرشادات لمرضى التهاب الأذن الوسطى؟ يجب أن يعي الأهل أن التهابات الأذن الوسطى اللابكتيرية تنتج في الغالب عن تضخم في الناميات الخلف أنفية، إضافة إلى عدم اكتمال علاج التهاب متكرر سابق في الأذن الوسطى، وفي حالة خروج الصديد من القناة السمعية فهذا دليل على أن طبلة الأذن قد فتحت بسبب ضغط الصديد المتجمع خلف الطبلة الناتج عن التهاب الأذن الوسطى، لكن إذا عولجت بالشكل الصحيح وروعي الالتزام بإرشادات الطبيب المعالج، فإن طبلة الأذن تعود لتلتئم ثانية، وإذا كان هنالك ثقب في طبلة الأذن يجب أن يراعي الأهل عدم دخول الماء إلى الأذن وذلك من خلال وضع قطنة مبللة بالزيت أو كريم اليدين عند الاستحمام أو غسل الرأس أو وضع سدادة خاصة لهذه الغاية تباع في الصيدليات. أما إذا كان السبب المؤدي إلى حدوث التهابات الأذن الوسطى المتكررة هو تضخم الناميات الخلف أنفية فلا مجال للعلاج بالأدوية حيث من الضروري إزالة الناميات جراحياً، وفي حالة حدوث التهابات الأذن الوسطى اللابكتيرية وتشكل السوائل خلف الطبلة ولفترة طويلة تزيد على ستة أسابيع لا بديل عن الإجراء الجراحي لبذل الطبلة وزرع أنابيب تهوية في الطبلة تلفظها الأذن بعد نحو ستة أشهر إلى سنة.
إنشرها

أضف تعليق