8 أمراض تصيب قلوب الأطفال وتشكل 80% من مجمل الحالات

8 أمراض تصيب قلوب الأطفال وتشكل 80% من مجمل الحالات

أطفالنا هم زهرة حياتنا والمحافظة على حياتهم أمر مهم، وقد يتعرض الأطفال لبعض الأمراض مثل أمراض القلب والتي تعتبر من الأمراض الخلقية منذ الولادة، والتي قد تكون مكتسبة أو وراثية أو نتيجة عوامل أخرى. والأطفال الذين يولدون بتشوهات قلبية قد تتحسن حالتهم إذا اكتشف المرض مبكراً عن طريق التشخيص الصحيح الذي يمكن علاجه بسبب التطور المذهل في طرق العلاج. لذا من الواجب على الأهل الانتباه لأي أعراض قد تصيب الطفل وعدم السكوت عليها لأنها قد تكون المفتاح الأول للكشف والتشخيص الصحيح للمرض القلبي الولادي الذي يمكن أن يعالج في أسرع وقت ممكن. وأكدت الدكتورة حنان توفيق سماق استشارية أمراض الأطفال والقلب ودكتوراة في أمراض القلب الولادية، أن أمراض القلب عند الأطفال تنقسم إلى قسمين، هما: أمراض قلب ولادية (خلقية)، وأمراض قلب مكتسبة أي حدثت لاحقا أثناء تطور الحياة والنمو، فنسبة مصادفة تشوهات قلبية خلقية هي نحو 10 لكل 1000 مولود حي أي بنسبة 1 في المائة وهي نسبة غير قليلة على الإطلاق، مبينة أن هناك ثمانية أمراض تصيب الأطفال وهي الأكثر شيوعا من غيرها وتشكل نسبة 80 في المائة من مجمل الحالات وهذه الأمراض هي: ثقب بين البطينين، بقاء القناة الشريانية مفتوحة، ثقب بين الأذينين، رباعي فالو، والتضيق الرئوي، تضيق برزخ الأبهر النازل، التضيق الأبهري (الأورتي)، وتشوه تبادل الشرايين الكبيرة TGA، أما الـ 20 في المائة الباقية فهي تشمل تشوهات قلبية مختلفة ونادرة نسبياً. أسباب الإصابة وأوضحت سماق أن أسباب الإصابة لها علاقة بالأم وأخرى لها علاقة بالطفل نفسه، وأخرى وراثية تؤهله لهذه الأمراض الخلقية، فالأسباب التي لها علاقة بالأم عديدة، نذكر على سبيل المثال في حال أن الأم مصابة بداء السكري وغير مسيطر عليه، أو مرض الذئبة الحمامية Lupus Erythematous وكذلك بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحمل مثل الحصبة الألمانية، الهربس، النكاف لها علاقة كسبب مباشر لولادة طفل مصاب بمرض قلب منذ الولادة. وهنا أؤكد أهمية تطعيم الفتيات ضد الحصبة الألمانية والنكاف MMR كإجراء وقائي لمستقبل أطفالهن عندما يصبحن في سن النشاط التناسلي، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأدوية والمركبات الكيماوية التي يشكل إعطاؤها للأم الحامل عامل خطورة لتشوه قلب المولود مثل الفينتوتين، الليثيوم، إضافة للكحول وهذه الأخيرة عادة ما تكون في دول أوروبا وأمريكا. أسباب متعلقة بالجنين وقالت استشارية أمراض الأطفال والقلب ودكتوراة في أمراض القلب الولادية، ''إضافة إلى ما سبق ذكره هناك أسباب أخرى متعلقة بالجنين بشكل مباشر ويأتي على رأسها الخلل في الكروموزومات حيث إن 30 في المائة من المواليد الذين يولدون بخلل كروموزوم ما يكون لديهم مرض قلب ولادي وفي مقدمتها التثلث الصبغي 21 (المنغولية)، ومن أسبابه تقدم عمر الأم كعامل مؤهل لهذا الخلل الكروموزومي عند الجنين، وكذلك أيضا التوائم خاصة وحيدة البيضة معرضة مرتين أكثر من غيرها للإصابة بأمراض القلب الولادية. أسباب وراثية وتطرقت الدكتورة حنان سماق إلى الأسباب الوراثة بأنها تلعب دوراً مهما في الإصابة ببعض أمراض القلب الولادية عند الأطفال، كمرض اعتلال العضلة القلبية Cardiomyopathy والتضيق فوق الأبهري وتناذر مارفان وكذلك انسدال الصمام التاجي، مشيرة إلى أن الأم إذا كان لديها مرض قلب ولاديا تكون معرضة أكثر من غيرها بولادة طفل يحمل مرض قلب ولادي أيضا، كذلك نسبة وجود طفل ثان في العائلة مصاب ترتفع بشكل واضح للعائلة التي لديها طفل مصاب بتشوه القلب الولادي وفي كثير من الأحيان ما يحمل الإخوة تشوهات متماثلة في القلب، هذا بشكل عام عن الأسباب المحتملة لولادة طفل لديه مرض قلب ولادي. الأسباب المكتسبة وأضافت سماق ''وأيضا هناك أسباب مكتسبة تؤدي للإصابة بمرض قلب والتي تحدث بعد ولادة الطفل بأشهر أو سنوات فيأتي على رأسها الحمى الروماتيزمية الناتجة عن التهاب الحلق واللوزتين بجرثومة (الستربتيوكوكس) الذي كثيرا ما يهمل أو يعالج معالجة ناقصة وبالتالي تكون النتيجة إصابة صمامات القلب إصابة دائمة مدى الحياة لذا نؤكد على التشخيص الصحيح والعلاج الوافي لالتهاب اللوزتين عند الأطفال (لمدة لا تقل عن عشرة أيام). الأعراض السريرية وبالنسبة للأعراض السريرية، أكدت الدكتورة حنان أنه ربما قد تنذر الأعراض السريرية بوجود مشكلة قلبية عند الطفل فهي في الحقيقة لها علاقة مباشرة بعمر الطفل Age_specific فمثلا صعوبات الإرضاع عند الرضع من أهم العلامات والدلائل، وما يرافقه أيضا من سرعة في التنفس وإعياء سريع أثناء الرضاعة، وهذا ما يشكل شكوى للأم عن طفلها لقلة وزنه والبطء في النمو وهناك أعراض مهمة وهي التهاب الرئة والشعب الهوائية المتكررة عند هؤلاء الرضع والتي كثيرا ما تظهر بشكل ربو وتعالج على هذا الأساس بشكل خاطئ، بينما يكون السبب الأساسي وراءها زيادة حمل السوائل على الرئة التي تعطي أعراضا تنفسية بالدرجة الأولى، أما الأطفال الكبار فتبرز شكواهم أكثر، بشكل تعب سريع أثناء اللعب وعدم قدرتهم على مجاراة أقرانهم وحاجتهم المتكررة لاستراحة طويلة بعد عودتهم من المدرسة. تشخيص المرض وبينت أن الخطوة الأولى في تشخيص المرض عند الطفل تبدأ بالفحص السريري، الذي يختلف حسب عمر الطفل فمثلا في سن المواليد قد تكون نوب الزرقة وضيق النفس أو حتى الصدمة chok هي الأعراض البارزة بغض النظر عن وجود أو غياب نغمة قلبية Murmur عدا عن ذلك فيما بعد يلاحظ لون الجلد والأغشية المخاطية بدا يختلف، وحالة النمو عند الطفل بطيئة، إضافة إلى فحص القلب لسماع أصوات إضافية أو نغمة قلبية أو اختلاف في شدة أصوات القلب أو سماع أصوات لا تسمع عادة عند الطفل الطبيعي ويجب ألا ننسى التأكيد على سرعة النبض وقياس ضغط الدم الشرياني وقياس ضغط الدم كإجراء روتيني لكل طفل يزور عيادة الأطفال بصرف النظر عن شكواه الأصلية لأن هناك كثيرا من أمراض القلب التي يكون مفتاح كشفها خاصة في سن المدرسة هو الخلل في قيمة الضغط الشرياني الانقباضي والانبساطي ونسبتها لبعضها، وأن الخطوة التشخيصية الثانية هي الاستعانة برسم قلب (تخطيط قلب كهربائي) مع صورة شعاعية بسيطة للصدر، وإجراء سونار للقلب Echo، الذي يعطي في الحقيقة التشخيص الدقيق والنهائي. إجراءات علاجية وبالنسبة للإجراءات العلاجية تختلف حسب نوع المرض وعمر المصاب فمثلا هناك إجراءات تشخيصية وحتى علاجية للجنين في بطن أمه ومن ثم المولود فيما بعد إذا اقتضت الضرورة، وهي توسيع شرايين القلب باستخدام البالون الخاص وذلك لتحسين وظيفة القلب وهناك أيضا الإجراءات الإسعافية التي تقتضي إجراء توسيع الثقب بين الأذنين لتحسين تروية القلب والجسم عند المواليد الذين لديهم التشوه الولادي المسمى بتبادل موضوع الأوعية الكثيرة TGA وإذا لم ينتبه إليه ويشخص مباشرة بعد الولادة فورا يمكن أن يتسبب بوفاة الطفل لا سمح الله، ومع العلم أن المعالجة تكون دوائية أيضا عند هؤلاء المواليد لإبقاء القناة الشريانية عند الجنين مفتوحة بعد الولادة لضمان استمرار تدفق الدم لكل أعضاء الجسم والجهة اليسرى من القلب في العمر الأكبر وخلال السنين الأولى من العمر ويتابع الطفل بعد تشخيصه لمراقبة مدى تحمل جسمه مشكلة القلب الموجودة لديه، كأن يراقب معدل النمو عند هؤلاء الأطفال ونوب الزرقة وضيق التنفس ومشاكل التهابات الرئة المتكررة وهناك أدوية داعمة لعضلة القلب ومدرة للبول وغيرها وتختلف حسب شدة الحالة ونوع الإصابة. الاتجاهات الحديثة في العلاج وأوضحت استشارية أمراض الأطفال والقلب أن الاتجاهات الحديثة في العلاج تميل للابتعاد عن الجراحة ومحاولة إغلاق الثقوب الولادية من خلال القسطرة القلبية وتصوير الأوعية أي دون شق جراحي، كإغلاق القناة الشريانية والفتحة بين الأذنين، وفي الآونة الأخيرة كان هناك كثير من المحاولات الناجحة لإغلاق الفتحة بين البطينين أو مثلا توسيع الشرايين المتضيقة بالبالون من خلال مسبار يدخل للقلب من خلال عملية تصوير الأوعية دون أي شق جراحي. طبيعة الغذاء وقالت ''إن الطفل الذي يعاني من مرض قلبي وتم إجراء عمل جراحي له من خلال القسطرة يمكن أن يتناول كل أنواع الأطعمة، شرط أن تكون مغذية وتحتوي على ما يلزمه من الخضراوات والفواكه والبروتينات واللحوم ..إلخ. وينصح بالإقلال من الملح، خصوصا في الفترة الأولى بعد الجراحة وذلك لتجنب حبس السوائل، لاسيما عند الأطفال الذين كان لديهم مرض مزمن مجهد للقلب والرئة. أهمية الفحوص الدورية وأشارت الدكتورة حنان توفيق سماق إلى أنه لا بد من التأكيد على أهمية الفحوص الدورية للأطفال بالنسبة لهذه الأمراض (أمرض القلب لسن الطفولة)، ''والحقيقة أن هذه الفحوص تبدأ في عمر الجنين لذا ننصح الأم الحامل بإجراء (سونار) للجنين داخل الرحم للكشف عن أي عيب ولادي في هذا العمر المبكر لأنه، كما ذكرنا أحيانا يمكن البدء بالمساعدة الطبية حتى داخل الرحم للحصول على جنين بنمو جيد يتحمل الإجراءات العلاجية مستقبلاً وقد يكون هناك حالات ميئوس منها وفي حالة وجودها نطرح موضوع الإجهاض على الأهل لتوفير العناء النفسي والمادي على الأم والعائلة. ثم إن الفحص الدوري للأطفال الذين في سن الدراسة يتطلب معايرة وقياسا لمعدل شحوم الدم على الأقل مرة كل خمس سنوات لأطفال العائلات السليمة، ولكن بفترات متقاربة أكثر عند العائلات التي تكثر فيها أمراض قلب إكليلية في سن مبكرة، سكري، ارتفاع في الضغط الشرياني أو حتى عندما يكون النظام الغذائي والصحي للعائلة غير مراقب كأن يكون هناك بدانة مع الإكثار من الدهنيات والشحوم وعدم متابعة النشاط الرياضي البدني، وزيارة الطفل لعيادة الأطفال. من ناحية أخرى، بينت أنه من الضروري زيارة الرضيع عيادة الأطفال بفواصل زمنية متقاربة في السنة الأولى من عمره، ليس فقط لمراقبة النمو وإعطاء التطعيمات الأساسية وإنما أيضا لملاحظة ظهور أي علامات جديدة لم تكن موجودة سابقاُ مثل نفحة قلبية وتغير لون الجلد أو الأغشية المخاطية ولأن هذه الموجودات قد تكون الخطوة الأولى لتشخيص أي إصابة قلبية لم تكن معروفة سابقاً. وهنا نؤكد مرة أخرى ضرورة إجراء قياس للضغط الشرياني عند الأطفال كروتين أساسي، خاصة اعتباراً من السنة الثالثة من العمر حتى عندما يراجع الطفل لشكوى مرضية عادية، لأن هذا الإجراء البسيط قد يكون مفتاحا يكشف مرضا قلبيا خطيرا قابلا للعلاج عند الطفل، قبل أن تتفاقم الأمور لتسبب تضخم في القلب وتأثير في وظيفته.
إنشرها

أضف تعليق