Author

من مهارات التعامل السامي مع الوالدين 3

|
[email protected] حين يتقدم بهما العمر: الله جلَّ شأنه خبير بعباده وبما تُكِنُّه نفوسُهم وما تؤول إليه أمورهم ، ومن ذلك: طبيعة العلاقة بين الأولاد والوالدين حين يتقدم بهما العمر وما يطرأ عليها من خلل، فأوصى الله بهما رعايةً وعنايةً، قال سبحانه: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء:23]. فخصَّ حالة الكبَر لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى المزيد من بِرِّ الأولاد؛ لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر، فألزم في هذه الحالة من مراعاة أحوالهما أكثر مما ألزمه من قبل، لأنهما في هذه الحالة قد صارا ثقلاً عليه، فيحتاجان أن يلي منهما في الكبر ما كان يحتاج في صغره أن يَلِيَا منه، فلذلك خص هذه الحالة بالذكر. وأيضاً فطول المكث للمرء يوجب الاستثقال عادة، ويحصل الملل ويكثر الضجر فيظهر غضبه على أبويه وتنتفخ لهما أوداجه، ويستطيل عليهما وبخاصة مع قلة الديانة، وأقل المكروه ما يظهره بتنفسه المتردد من الضجر. وقد أمر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم عن كل عيب فقال: (فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً). وحتى تحفل نفوس الأبناء والبنات بوالديهم حين يتقدم بهما العمر فلهم أن يتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "البركة مع أكابركم" رواه ابن حبان وصححه الألباني. فالبيوت التي فيها آباؤنا وأمهاتنا الكبار بيوتٌ مباركة ومنازل منورة ما دام البر بهما قائماً. فيا أيها الابن... البنت: حينما يكبر والداك وتصبح حاجتهما إليك ماسة في كل شؤون حياتهما... لا تتذمر ، تذكر حالهما معك في صغرك: يسهران يتعبان يشقيان... يترقبان ابتسامتك... فكن كذلك.. اخدمهما وأنت تشعر بالسعادة... فأنت واقف على أبواب الجنة.. وتتنقل بين مدارج بركات حياتك .. واعلم أن الله لن يضيع عملك هذا.. فالجزاء من جنس العمل و (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلا الإحْسَانُ).
إنشرها