أورام العظام الحميدة والخبيثة أنواعها متعددة وعلاجها جراحي

أورام العظام الحميدة والخبيثة أنواعها متعددة وعلاجها جراحي

تعد إصابات العظام من أخطر المشكلات الصحية الطارئة التي قد تصيب الإنسان، والأخطر من ذلك هو إهمالها أو تجاهلها حتى تصل الأمور إلى مضاعفات شديدة، لكن أورام العظام بأنواعها المختلفة هي إحدى تلك الحالات التي تتطلب معاملة طبية خاصة بدءا بملاحظة المريض إصابته بها، مروراً بالتشخيص الدقيق جداً للحالة، ثم العلاج الذي يكون في الغالب جراحياً. الدكتور فوزي الجاسر استشاري جراحة العظام والمفاصل في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، سلط ضوءه الطبي حول هذا الموضوع. ما أورام العظام بالتحديد، وهل لها أنواع ؟ من المعروف أن الورم هو عبارة عن تكاثر غير طبيعي لإحدى خلايا الجسم ولا تصل إلى مرحلة النضج وكل خلية من هذه الخلايا غير الطبيعية لها القدرة على التكاثر طالما توفر الغذاء والأوكسجين، وأورام العظام يمكن تقسيمها إلى نوعين الأول هو أورام ناتجة عن الخلايا المكونة للعظم والنوع الثاني أورام ناتجة عن خلايا غير مكونة للعظم أي ناتجة عن خلايا أخرى بالجسم (أورام ثانوية)، والأورام الناتجة عن الخلايا المكونة للعظم تنقسم إلى نوعين هما الأورام الحميدة أي التي لا تنتج بؤرا سرطانية في أماكن أخرى والأورام الخبيثة التي تنتشر بالجسم وتكون بؤرا سرطانية في أماكن أخرى. ما أكثر أنواع الأورام التي تصيب العظام؟ أكثر الأورام التي تصيب الهيكل العظمي هي الأورام الثانوية أي التي تنتج عن خلايا أخرى مثل الأورام الخبيثة للغدة الدرقية والأورام الخبيثة للرئتين والأورام الخبيثة للثدي والأورام الخبيثة للقولون والأورام الخبيثة للبروستاتا والأورام الخبيثة للدم والليمف، أما أنواع الأورام الناتجة عن خلايا العظام فسأتحدث عنها بمزيد من الاستفاضة وعن أكثرها في نسبة حدوث وذلك من ناحية الأعراض وطرق التشخيص ووسائل العلاج. لنبدأ أولاً بالأورام الحميدة الناتجة عن خلايا العظام فما هي؟ أول الأنواع هو الأوستيوكوندروما OSTEOCHONDROMA (الورم العظمي الغضروفي) وهو ورم حميد من أكثر أورام العظام انتشارا ويكون عبارة عن بروز عظمي كبير في أحد طرفي العظام الطويلة بالقرب من المفصل ويكتشف في فترة النمو فقط، وكثيراً ما تصاب الركبة بهذا النوع بسبب كبر الحجم وغالباً ما يسبب الوجع بسبب زيادة الحجم والضغط على الأعضاء المجاورة، كما تتكون وسادة سينوفية بين الورم والجلد قد تلتهب وتلفت نظر المريض إلى الورم وأحياناً يسبب هذا الورم نقصا في مجال حركة الأطراف، ولتشخيص هذا الورم تتم الاستعانة بصور الأشعة لتبين وجود نمو عظمي غير طبيعي بالقرب من الركبة ويكون شكله أصغر من الطبيعي، كما قد تبين صور الأشعة قمة الورم على شكل زهرة الكرنب بسبب وجود غضروف في القمة، ويعالج هذا الورم باستئصاله من قاعدته ونادراً ما يعاود النمو. ما الأنواع الأخرى؟ الأوستيودأوستيوما OSTEOMA (الورم العظمي العظماني) وهو ورم حميد يتميز بنواة مركزية أصغر من 1.5 سنتيمتر محاطة بعظم كثيف في المرضى الذين تراوح أعمارهم بين 5 و 30 سنة، ويشكو المريض من ألم يزداد مع الوقت ويشتد في الليل إلا أنه يتميز بزواله عند استعمال مضادات الالتهاب غير الستروئيدية. نسمع عن كيس العظم الدموي فهل هو أحد تلك الأنواع؟ هو نوع مستقل والرابع في سلسلة أورام العظام الحميدة وهو عبارة عن تجويف عظمي كبير في أحد العظام الطويلة ومملوءة بالدم لذا سمي بهذا الاسم Aneurysmal bone cyst، ويتم اكتشافه في الفئة العمرية من 10 إلى 30 سنة ويكون مكانه في أحد طرفي العظام الطويلة لكن لا يلاحظ هذا الورم إلا بعد حدوث كسر من حادث بسيط، وتبين صور الأشعة وجود تجويف كبير متجانس في طرف أحد العظام الطويلة وفيها كسر بسيط، وأحياناً يختفي هذا الورم تلقائياً بعد الكسر أما في حالة وجود تجويف كبير فمن الأفضل أن ينظف ويرص برقاعات من العظام وأحيانا يدعم بتثبيت داخلي. ننتقل إلى أورام العظام الخبيثة فما هي؟ يوجد نوعان من الأورام الخبيثة الأول هو الأوستيوجنك سركوما osteogenic sarcoma ينتج عن عدة خلايا سرطانية تتكاثر بسرعة رهيبة وتنتشر عن طريق الدم، وفي حالة وجود نسيج عظمي بالورم يسمى osteoblastic sarcoma وفي حالة وجود تجويفات بالورم والعظم المصاب يسمى osteolytic sarcoma، ويكثر وجود هذا الورم بعد سن العاشرة من العمر وأكثر الأماكن إصابة هي العظام المحيطة بمفصل الركبة، حيث تبين صور الأشعة وجود نمو عظمي خارج العظم الأصلي بالقرب من الركبة ويكون هذا النمو عبارة عن تجمعات عظمية وأخرى عبارة عن تجويفات، ويلاحظ وجود انسلاخ غطاء العظم periosteium من العظم ويعطي شكلاً مميزاً للورم يشبه أشعة الشمس يعرف باسم sunray appearance، كما يلاحظ على مكان الورم احمرار الجلد وبروز الأوردة وتورم القدم مع ارتفاع في درجة الحرارة ويشعر المريض بوجع شديد في العظم وقد يشعر المريض بحركة غير طبيعية بسبب حدوث كسر في العظم المصاب وفي الحالات المتأخرة يحدث بصق دموي بسبب بؤر سرطانية في الرئتين، لتشخيص هذا الورم يتطلب الأمر عمل صور الأشعة وصور الرنين المغناطيسي مع أخذ عينات للفحص المجهري وفحص الجسم بالمواد المشعة للكشف عن البؤر السرطانية، ويعد هذا الورم شديد الخطورة لأنه خبيث وسريع الانتشار خاصة عند حدوث كسر في العظم المصاب أو أخد عينة للفحص المجهري أو أثناء العمل الجراحي غير السليم ونتائج مضاعفاته وخيمة في خلال ستة أشهر إلى أقل من خمس سنوات، ويعالج مرضى ساركوما العظم بإعطائهم جرعة عالية من العلاج الكيماوي ثم يجرى استئصال واسع أو بتر للورم، وقد يعطى جرعة أخرى من المعالجة الكيماوية. ما النوع الثاني من الأورام الخبيثة؟ ورم خلايا البلازما المتعدد multiple myeloma وهو ورم خبيث ينتج عن خلايا البلازما بالنخاع العظمي plasma cells هذه الخلايا تحل محل خلايا العظم وتنتج بروتينات غير طبيعية ويصيب هذا الورم الفئة العمرية لما فوق 40 سنة، وتبدأ الأعراض بالوجع تدريجياً في العمود الفقري وهي أوجاع غير محددة بمكان، كما تحدث نوبات وجع شديدة تنتج عن حركة مفاجئة أو إجهاد وقد يكون الوجع على طول العصب المغذي لمجموعة من العضلات أو بالأطراف، وقد يسبب هذا الورم شلا في أحد الأطراف نتيجة تكون بؤر سرطانية داخل العمود الفقري وقد يكتشف نتيجة حدوث كسر مرضي في إحدى الفقرات أو الضلوع، كما يغزو الورم النخاع العظمي فينتج عنه فقر الدم بدرجة كبيرة ونقص في صفائح الدم وربما أيضاً يحدث فشل كلوي بسبب تراكم البروتينات غير الطبيعية في أنابيب الكلى، ويتم ملاحظة وجود البروتين غير الطبيعيBENCE JONES PROTEIN وزيادة بروتين القلوبيولين بشكل كبير في الدم لهذا يجب عمل اختبار التحلل الكهربي لبروتينات البلازما، وتحدث أيضاً زيادة في مستوى الكالسيوم في الدم مما يشير إلى فشل الكلى وارتفاع معدل سرعة عامل الترسيب بالدم مع وجود فقر دم انخفاض في أنزيم الفوسفاتيز القاعدي، ويتطلب الأمر إجراء اختبار عينات النخاع العظمي للكشف عن وجود الخلايا السرطانية وعمل صور الأشعة حيث يلاحظ وجود نخر في العظام بدرجة كبيرة في العمود الفقري والأضلع وفي الحالات المتقدمة يكون النخر بدرجة كبيرة في الحوض والجمجمة، أما في العمود الفقري فقد تختفي الفقرات المصابة بالكامل، وبسبب انتشار الورم المبكر وحساسيته للأشعة في البداية يعالج هذا الورم بالأشعة ولكن للأسف سرعان ما تفقد الاستجابة للأشعة وينتشر الورم بالرغم من الأشعة، ويمكن اللجوء إلى العلاج الكيماوي أو العلاج الجراحي لبعض مضاعفات الورم مثل الكسور وشلل الأطراف بسبب البؤر السرطانية في النخاع الشوكي .
إنشرها

أضف تعليق