Author

أعظم ثروة في تاريخ الدولة السعودية

|
[email protected] ماذا يعني أن 20 تريليون دولار في السنة لمنطقة الشرق الأوسط؟ هذا ليس سؤالاً أطرحه على القارئ الكريم، بل واقع حقيقي أسعى للإجابة عنه للرد على تساؤلات عديدة وهي: كيف نستفيد من الثروة القادمة؟ وكيف نصبح مجتمعاً عملياً ومنتجاً ومنافساً للأسواق العالمية؟ ولست هنا أناقش حجم الثروة بقدر ما أناقش كيف نستفيد منها مع شباب الأعمال والدارسين للعلوم الإدارية والاقتصاد, وهم الذين يعدون (نواة) قرَّاء جريدة "الاقتصادية". شباب الوطن.. دعونا معاً نتوجه إلى مقالة الشيخ عائض القرني التي حملت عنوان (العمل أو الموت)، حيث ذكر ضمن سياق المقال أن الألمان بعد الحرب العالمية الثانية رفعوا هذا الشعار، بعد أن اجتاحت المعرفة والتعليم أوروبا كلها، وبعد سنوات قليلة تحولوا إلى دول صناعية، ورأينا في ألمانيا بعدها (مزاين المرسيدس)، وفي فرنسا (مزاين الكونكورد)، وفي أمريكا (مزاين إف 16). ونحنُ في هذا الوقت والعهد نحتاج إلى رفع شعار (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) لنحيِّي فيها طموح الشباب الوطني للعمل الشريف، ونكرِّم المبدعين من المتعلمين بالوظائف التنفيذية، ونشجِّع المخترعين والمكتشفين بتعيينهم في الجامعات ومراكز الأبحاث، لنحاول قطف ثمار هذا المجهود في عام 2015 ميلادي، نعم .. إن هذا التاريخ ليس بعيداً بل هو موعد مباريات كأس العالم في 2015 ميلادي الذي طالب الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يقام في السعودية. إن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمير سلطان، وضع ميزانية خرافية مقدارها 100 مليار ريال لتطوير قطاع التعليم والتدريب، أي ما يمثل 25 في المائة من ميزانية الدولة، معناها الثروة الأولى وهي الاستراتيجية الأعظم في تاريخ السعودية، والملك عبد الله يريد تكوين خليط من الجيل الحالي مع جيل المستقبل يكون فيها الفني والمهني والإداري التنفيذي والطبيب الاستشاري والمهندس المتخصص. شباب الوطن.. الثروة الثانية طفرة قادمة علينا من الله سبحانه وتعالي تقدر بستة تريليونات دولار في عام 2015 ميلادي، والبناء في حياة الأمم لا يقاس بسنة أو خطة خمسية، بل يقاس بجيل أول متعلم وجيل ثان عملي، وهذه المرة لن نترك فرصة (العمر) تذهب دون أن تستفيد منها جزيرة العرب (السعودية) تحديداً، حيث كان بداية العلم العربي في الشام في عهد الخلافة الأموية، ثم انتقل إلى العراق في عهد الخلافة العباسية، ثم انتهى في الأندلس عند آخر علمائها الأفذاذ. هذا ليس (كذبة) أبريل بل هي استراتجية وطن وقرار ملك للدولة السعودية القادمة، ومن يتابع الملك عبد الله خلال زياراته الميدانية للمناطق، ويستقرئ وقائع الميزانية العامة للدولة ويتابع شفافية الطرح للقيادة السعودية في مجلس الشورى، ويتابع المبادرات الإسلامية والدعوات الإنسانية للحوار وتسامح الأديان، يعرف ويلمس أن للملك عبد الله رؤى واضحة وخلفه جنود وطنية مصممة، بألا تضيع الاستراتيجية الوطنية وتكون هباء منثورا، ولو ساقنا إليه بالأمر العسكري، نعم.. لا مجال للأمة السعودية إلا لهذه الاستراتيجية (العلم والعمل) أو الموت دونه أشرف لنا. ما أجمل النصيحة من شيخ دين طموح، وما أعظم التخطيط من فكر رجل عربي مثل طلال أبو غزالة، قال المفكر العربي: يجب الحرص على توجهات القيادة السعودية بدعم البحوث والدراسات في الجامعات السعودية، وخاصة في الطب، لأن السعودية هي الأفضل عربياً، وفي الصناعات البترولية ومشتقاتها لأنها الأكبر إقليمياً، ويمكن الوصول إلى مستويات أعلى إذا استمرت وتيرة الإنفاق على التعليم والتدريب بهذا المعدل من الميزانية، وأنتم الآن لديكم المال والشباب الذي يمثل أكثر من 67 في المائة من إجمالي عدد السكان. حتى (المياه) فلا خوف منها إذا وضعناها ضمن البحوث والدراسات والاستثمار، فبعد دراسات وأبحاث بسيطة وبفضل الله، استطاع الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة نجران أن يستخرجها من (الربع الخالي) وسوف تغطي منطقة نجران قريباً وكاملاً لمئات السنين، أما بقية المناطق فمن خلال البحوث والاختراعات العلمية والاستثمار في تطوير تقنيات وتحلية المياه في جامعة الملك عبد الله القادمة سوف تستطيعون تحويل مياه البحر إلى أنهر عذبة وبسعر أرخص وبأقل تكلفة في العالم، لأن الأساليب الأجنبية المستخدمة في تحلية المياه حالياً قديمة وتعود للخمسينيات الميلادية. أما (جعجعة) الرئيس بوش بتقليل الاعتماد على البترول العربي مستقبلاً، يقول المفكر العربي طلال أبو غزالة: أنا أتمنى أن يتم إيجاد بدائل للنفط، لأنه من المفروض ألا يستخدم نفطنا رخيصاً للطاقة، وعليهم إيجاد بدائل لها، وأنا أضيف إليه وأقول: إن النفط الذي وهبنا الله تعالى إياه سنستخدمه في الصناعات الكيميائية، والبلاستيكية، والصناعات الغذائية والأدوية، وسنبيعها إلى "سابك"، "كيان"، "بترورابغ"، و"ينساب"، وسافكو، وآلاف أخرى من مصانعنا الوطنية التي تحتاج إليها بشدة، وقريباً في 2015 ميلادي ستكون السعودية الأكبر في العالم إنتاجا للمنتجات الكيميائية، ولن تباع بعدها علبة (النفط) ولم أقل برميل بأقل من علبة (مياه) افييان وعلبة (كوكاكولا). ختاماً يا وزارة الاقتصاد والتخطيط, لأجل (الله) نريد استراتيجية وتخطيطا وتوجيها إلى صناديق الاستثمار في وزارة المالية والبنوك الوطنية ومجلس الغرف السعودية وشركات المساهمة العامة بتحويل الاستثمارات السعودية إلى السودان وجيبوتي واليمن للاستصلاح الزراعي وتنمية الثروة الحيوانية، لتكون مواد أولية للمصانع الغذائية الوطنية, وإلى ماليزيا لصناعة الزيوت النباتية، وإلى باكستان والهند لزراعة الأرز، حماية لنا من ارتفاع الأسعار المستقبلية، دعوة الملك عبد الله للمواطن تحتاج من الشباب الوطن أن يعي أن عمارة الأوطان لا بد لها من البذل والصبر والإيمان.
إنشرها