Author

المساجد.. مأوى أفئدة المؤمنين

|
السلام عليكم أخي الحبيب .. هل سمعت بقول الحق تبارك وتعالى وهو يقول (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)؟ وهل سمعت بقول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهو يقول (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. وذكر منهم .. ورجل قلبه معلق بالمساجد). تلاحظ عزيزي القارئ ما للمسجد من أهمية في راحة المؤمنين وسعادتهم، فقلوبهم تهفو إلى بيوت الله ونفوسهم تجد السعادة والراحة والطمأنينة في المكث في المسجد، ولعل الحال والواقع الآن يشهد، فكم من شخص يمم وجهه شطر المسجد الحرام وكم شخص يقطع الفيافي والقفار حتى يجد السعادة في مشاهدة البيت العتيق وكم شخص ينفق الأموال الطائلة حتى يفوز برضا الرحمن وبالمكث في بيت الله الحرام وفي مسجد رسول الإسلام، وما ذلك إلا للسعادة التي يجدها المسلم. النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين. تجد في الواقع المعاصر أن كثيراً ممن لم يرتادوا المساجد يجدون السعادة والطمأنينة ومن لم يلذ بالمسجد تراه في قلق واكتئاب ولقد جرب كثير من الناس ذلك الأمر فوجدوا الراحة والسعادة في ذكر الله وفي القرب من الله وفي الجلوس في بيوت الله. انظر أخي الحبيب إلى قول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهو يصف من يرتاد المسجد (من حافظ على تكبيرة الإحرام أربعين يوماً كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق). فما أجمل المساجد في إدخال السعادة على قلوب المؤمنين ولست أرى السعادة جمع مالٍ ولكن التقي هو السعيد وتقوى الله خير الزاد زخراً وعند الله للأتقى مزيد هذه هي مساجدنا نخرج نحن منها ونحن في شوق إليها مرة أخرى. لا يصنع الرجال إلا في مساجدنا الفساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح من خان حي على الفلاح يخون حي على الكفاح إذن فالمساجد عزيزي القارئ، هي بيت كل مؤمن، نعم ذلك النور الطليق الشائع في السموات والأرض الفائض في السموات والأرض يتجلى ويتبلور في بيوت الله التي تتصل فيها القلوب بالله تتطلع إليه وتذكره وتخشاه وتتجرد له وتؤثره على كل مغريات الحياة. إنه مشهد عظيم حينما تتسق القلوب الوضيئة الطاهرة المسبحة الوجلة المصلية في ذلك البيت الطاهر لا يحملها على ذلك إلا البحث عن سعادتها في أقدس بقعة على وجه البسيطة .. إنها بيوت الله.
إنشرها