منوعات

سلمان العودة: كتمان الخبر الصحافي بمنزلة كتمان الشهادة أحياناً

سلمان العودة: كتمان الخبر الصحافي بمنزلة كتمان الشهادة أحياناً

أكد الدكتور سلمان العودة المشرف العام على موقع الإسلام اليوم والمفكر الإسلامي أن كتمان الخبر الصحافي يكون أحيانا بمنزلة كتمان الشهادة المحرم شرعا حين يكون في الخبر ما قد يصلح حال المجتمع، محذراً في الوقت ذاته من الإثارة المفتعلة. ودعا الدكتور العودة البارحة الأولى في أمسية إعلاميي منطقة الرياض إلى التوفيق بين النزعة الصحافية نحو الإثارة وأهمية المحافظة على الصالح العام في المجتمع، معتبرا الحديث عن الحرية الإعلامية أمرا نسبيا في كل الثقافات حيث تمنح في جانب وتضيق في جوانب أخرى. وقال العودة في جمع من الإعلاميين وضيوف أمسيتهم إن التحول نحو صحافة الإثارة والفضائح الذي أفرز ما يسمى بالصحافة الصفراء سيفقد العمل الإعلامي احترامه ومهنيته، كما أن الالتزام المبالغ فيه قد يفقد الصحيفة أو وسيلة الإعلام جاذبيتها وجمهورها. وأبدى العودة تذمره من التعاطي مع قضايا المرأة إذ تحول الحديث عن المرأة إلى قضية مزايدة وبحث عن الشكليات وغوص في القشور من كلا الجانبين وقال: "هناك تياران يتصارعون على موضوع المرأة وهي آخر ما يفكرون فيه والطرفان يتحدثون عن لباس المرأة وشكلها، وأخشى أن تتحول إلى مزايدة وإلى مسابقة كسر ذراع داخل المجتمع، ولابد من التركيز على القضايا المشتركة بين الطرفين من حيث منع العضل والحضانة والعمل والتعليم وممارسة دورها في المجتمع. ولفت إلى تلاشي الحجوزات الحقيقية بين الأمم والشعوب وتداخل قيم كل منها في الآخر، وهنا دعا العودة إلى فرز القضايا والقيم التي تصلح لمجتمعاتنا عن تلك التي لا تتفق مع ما لدينا من قيم وثوابت راسخة لافتا إلى أن الخصوصية في مجتمعاتنا يجب ألا تكون هاجسا يمنعنا من الالتقاء مع قيم الآخرين، كما أنه لا يجب الذوبان في قضاياهم الخاصة. ودعا العودة في حديث استمر لساعتين تخلله عدد من المداخلات إلى التوجه لمصالحة التدين مع الحياة باعتبار أحدهما مكملا للآخر، وباعتبار الأنبياء قد استخدموا الدعوة إلى الحياة في سبيل الدعوة إلى قضاياهم الدينية، لافتا إلى أهمية أن يعي أصحاب الأفكار المتشددة في نقاط صغيرة أن ذلك قد يقود لعودة العنف وسنواته المريرة من خلال تشبث بنقاط أهم ما يقال عنها إنها نقاط اختلاف ومثار جدال. ورفض استهداف تيارات بعينها أو أصحاب أفكار بعينهم باعتبار أن ذلك مخالف للسنة الكونية في الاختلاف، ودعا إلى التعامل معهم بروح واقعية بحيث لا يتم تصدير أفكارهم بطريقة غير مقصودة، مذكرا بأن الرسول الكريم أخبر أن الخوارج موجودون في كل الأزمان. من جانب ثان، رفض الدكتور سلمان العودة المشرف العام على موقع الإسلام اليوم والمفكر الإسلامي، أن تكون أطروحاته السابقة صدامية مع المجتمع بجميع شرائحه، مؤكداً أن ما طرحه فيه فقط نوع من المواجهة والقوة، مشيراً إلى أنه يسعى إلى مشروع إصلاحي شمولي تتضافر فيه الجهود كافة. وقال: "معظم الأشياء التي كان البعض ينتقدها في السابق أصبحت الآن تقال بطريقة سهلة في وسائل الإعلام المتعددة ولا يؤاخذ عليها أحد لآن سقف الحرية قد ارتفع عند الناس، وهناك أناس يسعون إلى صدام مع الأمور الواقعية سواء من رؤية إسلامية أو رؤية لبرالية وهو أمر يخصهم وربما يرون أن هذا واجب عليهم". وأضاف: "اخترت أمرا آخر وهو محاولة التركيز على التصالح بين الدين والحياة ونشر الأخلاق والكلمة والحوار بين شرائح المجتمع باعتبار أن كل هذه الأشياء مكونة لمشروع نهوض حضاري إسلامي ننشده ونسعى إليه. وقال إنه متصالح مع نفسه ولا يتبرأ من تاريخه وليس متحمسا للدفاع عن نفسه، مؤكدا في الوقت ذاته احترامه وجهات النظر الأخرى تجاه التحول في مسيرته، مذكرا أنه لم يكن داعيا للتطرف والعنف بشكل سافر، بل كان هناك طرح جرى وصوت مرتفع ولغة حادة، وقال: "اعتقد أن قرار التوافق مع المجتمع وبين الدين هو من صالحنا لمنع الظواهر السلبية مثل العنف وأن تسود اتجاهات فكرية مختلفة للتنوع والاختلاف. وكشف العودة أنه اقترح على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقيادتها الجديدة الاستفادة من التقنية من خلال وجود كاميرات مراقبة في الأسواق والأماكن العامة لرفع الحرج عن رجال الهيئة حيث تكشف هذه الكاميرات أي مخالفة، مطالبا بوجود أنظمة صريحة لمواجهة ظواهر مثل التحرش. وشدد على أنه ليس من المطلوب توحيد الفتوى لأن باختلافها رحمة للمسلمين، ولكن المهم أن يكون المفتون من أصحاب الخبرة، وأن يثق الناس بهم وخاصة أن القنوات الفضائية العربية الآن كالسوق ولابد من التصفية وبقاء الأصلح.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات