دراسة : زواج الأقارب والمحارم وراء انقراض السلالة الملكية الأسبانية

دراسة : زواج الأقارب والمحارم وراء انقراض السلالة الملكية الأسبانية

أظهرت دراسة علمية أن زيجات الأقارب والمحارم التي أسرفت فيها سلالة هابسبورغ الملكية كانت على الأرجح احد أسباب انقراض هذه العائلة التي تسلمت مقاليد الحكم في اسبانيا على مدى 174 عاما. وأفاد باحثون أسبان في دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان" الالكترونية الصادرة عن المكتبة العامة العلمية الأميركية أن ارتفاع عدد زيجات القربى ضمن الفرع الاسباني لآل هابسبورغ ساهم على الأرجح في إصابة الملك شارل الثاني بأكثر من خلل وراثي. وكان الملك ضعيفا على المستويين الجسدي والعقلي، وحمل وجهه تشوهات، ناهيك عن انه كان عاجزا جنسيا. وتفيد نصوص تعود إلى تلك الحقبة أن شارل الثاني لم يتمكن من النطق قبل بلوغه عامه الرابع، في حين لم يخط أولى خطواته قبل سن الثامنة فضلا عن انه بالكاد استطاع الوقوف خلال سنواته الأخيرة وعانى هلوسات واختلاجات. وأضافت الدراسة أن "إحدى النظريات تفيد بان شارل الثاني قد يكون أصيب بمشكلتين وراثيتين في آن معا: نقص في الهرمونات النخامية، ومرض وراثي نادر الحدوث هو الحماض الأنبوبي الكلوي، وهاتان المشكلتان ربما تفسران وضعه الصحي الصعب وعجزه الذي أدى إلى انقراض سلالته". وفي العام 1700، وعلى اثر وفاة آخر ملوك سلالة آل هابسبورغ في اسبانيا شارل الثاني، انتقل الحكم إلى سلالة بوربون الفرنسية التي لا تزال تحكم البلاد إلى اليوم. وقال الباحثون أن ملوك هابسبورغ اقترنوا في معظم الأحيان بأقربائهم، العم تزوج ابنة شقيقه، وأبناء العم تزوجوا بنات أعمامهم، ناهيك عن زيجات قربى أخرى. وأضاف باحثو جامعة سانتياغو دو كومبوستيلا في شمال غرب اسبانيا و"المؤسسة العامة للطب الوراثي" أن درجة زيجات القربى ارتفعت على مر الأجيال ضمن سلالة هابسبورغ. وارتفع التقارب الوراثي كثيرا بعد أن تزوج الملك فيليب الأول مؤسس السلالة بأبنة أخيه آن النمسوية، وصولا إلى شارل الثاني. ولهذه الأسباب، كان معدل الوفاة عند آل هابسبورغ مرتفعا على نحو غير اعتيادي بالمقارنة بالمعدل العام الذي كان سائدا في تلك الحقبة في اسبانيا.
إنشرها

أضف تعليق