طلابنا ومجلة الإيكنومست

طلابنا ومجلة الإيكنومست

عبدالله علي الأسمري: كنت في رحلة طويلة بالطائرة عندما حط شاب في مقتبل العمر رحاله علي المقعد المجاور لي. لاحظت انغماسه في تصفح مجلة "الإيكونومست" البريطانية الشهيرة وقراءته النهمة لموادها. تجاذبت معه أطراف الحديث فعرّفً بنفسه قائلاً أنه طالب في الجامعة متخصص في اقتصاديات الدول الناشئة. سألته عن كتّاب الاقتصاد ومن منهم يشد انتباهه، فقال لي إنه يتابع العديد من الأصوات الإقتصادية وبالخصوص هؤلاء الذين يكتبون في صحف اقتصادية رصينة مثل الوول ستريت جورنال أو الفايننشال تايمز. ثم عرج على كتاب اقتصاديين في كبريات الصحف العالمية وذكر كروغمان في صحيفة النيويورك تايمز ثم استرسل في الحديث عن وجهات النظر التي يبديها كتاب مجلات اقتصادية من قبيل الإيكونومست والبزنس ويك والهارفارد بزنس ريفيو. استطرد بعد ذلك في الحديث عن اقتصاديات الدول النامية حيث صب جام غضبه على السياسات الاقتصادية التي يفرضها البنك الدولي وارتهان العديد من دول العالم الثالث لتلك الوصفات الاقتصادية الفجة التي يصرفها الصندوق حال الإقراض مستشهداً بتجربة النمور الأسيوية التي لم تلتزم بما كان يقوله البنك الدولي وفضلت عوضاً عن ذلك إتباع إجراءات اقتصادية بديلة مكنتها من التعافي الاقتصادي بسرعة كبيرة. تلك النقاشات العلمية والرؤى العميقة كانت لطالب في سنته الثانية في الجامعة السويسرية. فماذا عن طلابنا؟ رأيت أن أطرح على طلابي في الجامعة سؤالاً يتعلق بالصحف اليومية والمجلات الأسبوعية الإنجليزية التي تتناول الشأن الإقتصادي العالمي والتي تجذب العديد من القراء المتخصصين وغير المتخصصين لما تقدمه من آراء اقتصادية نافذة . كانت دهشتي كبيرة وأنا أرى بأم العين أن طلاب كلية الإقتصاد الذين يُفترض فيهم الإلمام بتلك الأوعية الرئيسة لا يعرفون شيئاً عنها ولم يسمعوا عنها من قبل. إن الطالب الجامعي اليوم في أمس الحاجة إلى توسيع أفقه المعرفي وذلك بضخ مناهج اقتصادية معاصرة في أوصال أقسام الإقتصاد في جامعاتنا والتي لا تزال تتغنى بآدم سمث وتفرز له مساحة واسعة في مناهجها وبحوثها.
إنشرها

أضف تعليق