طاه ألماني ينجح في انتزاع إعجاب الايطاليين بتحدثه مع الطماطم قبل طبخها

طاه ألماني ينجح في انتزاع إعجاب الايطاليين بتحدثه مع الطماطم قبل طبخها

يتحدث الطاهي الالماني هاينز بيك بحنان الأب مع الطماطم ويسألها:"ماذا ترغبين أن تكوني؟ صلصة أم حساء؟". ولا يتغير حب بيك للطماطم التي يتعامل معها سواء كانت لينة أو صلبة بعض الشيء ويحرص دائما على "الحديث" معها ليعد أفضل وجبات اللحوم والأسماك والخضروات التي يقدمها في روما.وتلقى بيك الدعم من أشهر طهاة في ألمانيا وهو هاينز فينكلر الذي ساعده في دخول أماكن كبيرة ليعمل بها. وينتزع بيك إعجاب الزبائن في مطعم "لابرجولا" في فندق كافاليري - هيلتون ب الذين ينتظرون بشغف في حين يقوم مساعدوه بتقديم الشمبانيا للزبائن الذين يستمتعون بمنظر أسقف روما والفاتيكان والجبال التي تحيط في المطعم. وجاء بيك إلى إيطاليا عندما كان عمره 31 عاما وهو لا يجيد كلمة من الإيطالية. وكان يخطط للبقاء في "بلد الباستا" لعدة أيام فحسب ، ولكنه بقي هناك لمدة 15 عاما. بيد انه وقع في غرام روما بألوانها المتنوعة وصورتها الخالية من ناطحات السحاب كما ارتبط بقصة حب مع امرأة من صقلية صارت زوجته بعد ذلك. واحتفت إيطاليا ببيك كثيرا لدرجة أن الصحف الإيطالية تطلق عليه لقب "طباخنا الألماني". ويحرص بيك على التواجد في المناسبات العالمية المهمة ويقول:"عملي هو إسعاد زبائني ولكن العمل فوق القمة يمثل تحديا وضغطا كبيرا". وأضاف:"عدت لتوي من مهرجان لفنون الطهي في أبوظبي.. طبخت هناك للسلطان "للامير"". ويشعر بيك بسعادة عارمة لأن وجباته تنال إعجاب أهل روما والذواقة في إيطاليا. وكتب بيك بعض كتب فنون الطهي كما يدير اثنين من المطاعم في بيسكارا ومونتالسينو. ولا يبدو أن الأزمة الاقتصادية نالت من الطاهي الشهير الذي يحقق المطعم الذي يعمل فيه إيرادات عالية والذي يسارع الآن للترحيب بأحد رجال الصناعة الألمان الذي وصل إلى المطعم. ويكشف بيك أثناء عمله داخل المطبخ عن حلم حياته حيث يقول: "فيلا صغيرة على البحر مع مطعم صغير وحديقة كبيرة للخضروات والفاكهة". الطريف أن بيك كان يرغب بشدة في أن يكون رساما ولكنه تحول فجأة إلى مجال الطهي الذي تبعه فيه شقيقه. ويفكر بيك أحيانا في طريقة يدمج فيها بين الطعام والتاريخ ويقول: "كان الالمان شعب الحروب.. وكان الايطاليون شعب الفن الذي يظهر أيضا في أواني الطهي.. لم يعد الالمان يكافحون الآن من أجل النجاة ، ففي زمن السلام توجد كل أشكال الفنون". ولكن الوقت لا يسعف بيك الآن لاستكمال وجهات نظره الفلسفية والتاريخية إذ أن الوضع في المطعم على قدم وساق لتقديم الطعام للزبائن الذين انشغلوا بما في أطباقهم وتوقفوا عن النظر إلى سماء الليل الصافية.
إنشرها

أضف تعليق