هل وصلت تداعيات الأزمة المالية العالمية إلى المساجد

هل وصلت تداعيات الأزمة المالية العالمية إلى المساجد

هل وصلت تداعيات الأزمة المالية العالمية إلى المساجد

هل وصلت تداعيات الأزمة المالية العالمية إلى المساجد

هل وصلت الأزمة المالية إلى بيوت الله؟ سؤال غريب, قد نجد بعضا من تعليلات طرحه هنا خبر جاء من مصر حمل مضمونه هذه الصيغة: إغلاق أحد المساجد بسبب تراكم الديون عليه, وبحسب موقع "دين ودنيا" الإلكتروني الذي أورد الخبر, فإن سبب الإغلاق كان لعدم تمكن إدارة المسجد من تسديد فواتير المياه, مهما يكن فإن الأمر لن تكون ظاهرة, كما لن يصل إلى أن يكون قريبا من مشهد الأزمة وتداعياتها, لكنه يثير في الوقت نفسه بعضاً من القضايا المهمة والأفكار التي باتت تنادي وبصوت عال إلى ضرورة إحداث تحول في مفهوم بناء المساجد بشكل خاص والعمل الخيري بشكل عام، وهذا ما يمكن أن نجده في حديثنا مع المهندس الاستشاري أيمن آل عابد الذي يوافق على ضرورة إحداث تحول في المفهوم الحالي للعمل الخيري, والعمل على تحويل التبرعات المالية الخيرية من إنفاق ذي منفعة حدية مقصورة ومنقطعة إلى تبرعات استثمارية ذات منفعة متعدية ومستمرة. وقال آل عابد الذي قام بتجارب تطبيقية متعددة في عدد من الدول والمناطق منها السويد إن ما ينفقه المتبرعون من أموال كثيرة للجهات الخيرية يمكن الاستفادة منه في إنشاء مشاريع تنموية ذات عوائد مالية وربحية جيدة ينفق على الأنشطة الخيرية من خلالها بدلا من أن تؤخذ من المتبرع ثم تعطى إلى المحتاج مباشرة وتفنى ماديا مع بقاء الأجر والمثوبة, وأضاف أنه من أجل ذلك سعى في السنوات الأخيرة إلى نشر الوعي التبرعي الذي يهدف إلى الاستفادة من الموارد التبرعية الخيرية وتنميتها بحيث تصبح مصادر منتجة ومدرة للدخل الثابت المتزايد. #2# ضرورة التحول ومساندة المساجد تقوم الفكرة التي ينادي بها آل عابد على مراعاة الجانب الاقتصادي عند بناء المساجد أو الجوامع, وإلحاقها بالأنشطة الاقتصادية المختلفة التي تدر أرباحا يساند خدمات الجامع وعمليات ترميمه ونظافته، وقال بهذا الخصوص إن الجهات الممولة للمشاريع الخيرية والوقفية قطعت شوطا كبيرا في تنمية التبرعات الخيرية ومضاعفتها والاستفادة منها, ومن هذه الجهات التي تعامل معها آل عابد البنك الإسلامي للتنمية ممثلة في صندوق الأصول الوقفية, حيث يدعم هذا الصندوق من خلال القرض الحسن طويلة الأجل المؤسسات الخيرية على مستوى دول العالم دون استثناء, وتتمحور فكرة هذا الصندوق في أنه في حال توافر الأرض للمؤسسة الإسلامية "الرسمية" وتوافر جدوى المشروع ذي العوائد الربحية التي يستفاد منها في دعم أنشطة المؤسسة الإسلامية أو الأوقاف يتم تقديم قرض مالي حسن لهذه الجهة, وتنتقل بالتالي هذه الجهة من جهة تطلب التبرعات بكل ضعف إلى جهة منتجة تمتلك موارد مالية بكل قوة. وعن تجربته الشخصية في هذا المجال قال "وفقني الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلى تحويل مشروع في السويد إلى مؤسسة إسلامية في "هانك" - ضاحية جنوب العاصمة السويدية ستوكهولم - حيث قدمت لي دعوة من أجل التباحث مع البلدية هناك لإنشاء مسجد للمؤسسة التي لم تكن تملك القدرة المالية الكافية لإقامة المشروع, وفوجئت حينما ذهبت إلى هناك أن المساحة التي أعطيت للمؤسسة الإسلامية بلغت أربعة آلاف متر مربع وعلى شارعين رئيسيين حيث يمكن بناء أربعة أدوار", ويمضي قائلا: "وبعد القيام بالدراسة التحليلية التخطيطية لجميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية على حد سواء, قدمت اقتراحي إلى المؤسسة بتحويل المشروع من مسجد فقط (حيث إن عددهم في المنطقة قليل جداً إذ يكفي 600 متر مربع من المساحة المتوافرة أربعة آلاف متر مربع), لذلك اقترحت قيام مشروع يحتوي على 14 نشاطا (مصلى للرجال ومصلى للنساء – مطعم – مكتبة – مكاتب إدارية – مواقف تؤجر – ناد صحي – فصول دراسية للدعوة -.. إلخ) يمكن الاستفادة منها في تنمية المبالغ المجموعة من التبرعات الخيرية في بناء مشرع يحقق أرباحا مالية مستمرة متزايدة, وتمت الموافقة ولله الحمد من الجهات المعنية". #3# متغيرات الواقع وأضاف آل عابد أن الحاجة إلى الإنفاق الخيري (التبرع) أصبحت في الوقت الحالي أكبر مما سبق لما تعانيه أكثر المؤسسات الإسلامية من حاجة إلى دعم أنشطتها الحيوية التي تدعم بها ذوي الفاقة والعوز من جهة, ومن جهة أخرى للذين لا يملكون القدرة المالية في توفير الاحتياجات الإسلامية من مساجد ومرافق تنفع المسلمين في شتى أنحاء الأرض, ونوه إلى أن العمل التبرعي الخيري اتسم هذه الأيام بالقصرية والأنانية حيث انحصر أعمال المتبرعين كثيرا في بناء المساجد على الرغم من وجود أوجه كثيرة للإنفاق والتبرع يحتاج إليها المسلمون في التعليم والصحة وسد الديون وخلافه, وعزا ذلك إلى قصور الفهم الحقيقي للإنفاق والأنانية في العمل التبرعي الخيري وحب رؤية العمل الخير ملموس أمام العين . وأضاف أنه لوحظ أن التبرعات على الأعمال الخيرية تذهب إلى المستفيد الأخير (الفقير ـ المسكين –اليتيم ...) من ذوي الاحتياجات مباشرة دون الاستفادة منها على المدى البعيد, بحيث يكون هذا التبرع مستمرا بدلا من الانقطاع, وهو أفضل من الإنفاق والانقطاع ثم انتظار التبرع.
إنشرها

أضف تعليق