قرار استثنائي: 5 تريليونات دولار لإنقاذ العالم
أقر زعماء دول مجموعة العشرين في قمتهم التي انعقدت أمس في لندن، تحفيز اقتصاداتهم بنحو خمسة تريليونات دولار حتى نهاية العام، بغية تحريك عجلة الاقتصاد العالمي المتباطئة، إلى جانب ضخ تريليون دولار إضافية في الاقتصاد العالمي المضطرب عبر تمويل إضافي لمؤسسات مثل: صندوق النقد الدولي بـ 500 مليار، و250 مليار دولار لزيادة حقوق السحب الخاصة في الصندوق، و250 مليار دولار لدعم التجارة الدولية، وبذلك يكون مجمل التعهدات المعلنة ستة تريليونات دولار.
وشرح الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي أمس في لندن، أن حصة المملكة من التريليونات الخمسة دولار التي أقرتها مجموعة العشرين لتحفيز الاقتصاد العالمي تبلغ 400 مليار دولار, وهو مبلغ سيوجه بالكامل للمشاريع الإنتاجية في الاقتصاد الوطني لتنشيطه وتحفيز نموه. وبهذا المبلغ – والحديث للوزير العساف – تعاضد السعودية مساعي استعادة النمو للاقتصاد العالمي من خلال رفع الطلب على السلع والخدمات.
وفي هذا الصدد، أكد جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني، أن مجموعة العشرين نفذت أضخم حوافز مالية في تاريخ الاقتصاد العالمي بقيمة خمسة تريليونات دولار تنتهي بحلول 2010، فيما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفاقات المجموعة بالقول: "قمة مجموعة العشرين حققت أكثر مما كنا نأمل".
واتفقت مجموعة العشرين على عدد من الخطوات الإجرائية لفك جمود النشاط الإقراضي العالمي، إلى جانب إقرارهم وضع "قواعد جديدة" دولية ترعى منح العلاوات وتحديد الأجور في الشركات، ونشر قائمة بالملاذات الضريبية غير المتعاونة.
وانتهت القمة إلى الاتفاق على الاستمرار في مفاوضات تحرير التجارة العالمية وترتيب ما يمكن لإعادة إطلاق جولة الدوحة، إلى جانب اتفاقهم على عقد قمة لمجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام لمتابعة نتائج القرارات على الاقتصاد العالمي.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أقر زعماء دول مجموعة العشرين في قمتهم التي انعقدت أمس في لندن تحفيز اقتصاداتهم بنحو خمسة تريليونات دولار حتى نهاية العام المقبل، بغية تحريك عجلة الاقتصاد العالمي المتباطئ، إلى جانب ضخ تريليون دولار إضافية في الاقتصاد العالمي المضطرب عبر تمويل إضافي لمؤسسات مثل صندوق النقد الدولي بـ 500 مليار، و250 مليار دولار لزيادة حقوق السحب الخاصة في الصندوق، و250 مليار دولار لدعم التجارة الدولية، وبذلك تكون مجمل التعهدات المعلنة ستة تريليونات دولار.
#2#
واتفقت مجموعة العشرين على عدد من الخطوات الإجرائية لفك جمود النشاط الإقراضي العالمي، إلى جانب إقرارهم وضع "قواعد جديدة" دولية ترعى منح العلاوات وتحديد الأجور في الشركات، ونشر قائمة بالملاذات الضريبية غير المتعاونة. والتزم الزعماء أن يعملوا على رفع الناتج الإجمالي العالمي 4 في المائة في نهاية العام الجاري.
وانتهت القمة إلى الاتفاق على الاستمرار في مفاوضات تحرير التجارة العالمية وترتيب ما يمكن لإعادة إطلاق جولة الدوحة، إلى جانب اتفاقهم على عقد قمة لمجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام لمتابعة نتائج القرارات على الاقتصاد العالمي، ووافق زعماء العالم على صفقة تمويل قيمتها 250 مليار دولار لدعم التجارة العالمية خلال العامين المقبلين.
وفي هذا الجانب، قال البنك الدولي إنه سيبدأ عملية التمويل التي تصل إلى 50 مليار دولار في أيار (مايو) في إطار الصفقة التي يقول محللون إن هناك حاجة عاجلة إليها لوقف التراجع الحاد في التجارة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في مؤتمر صحافي في نهاية قمة مجموعة العشرين للاقتصاديات الرائدة في العالم "سنتحرك بطريقة حاسمة لتحفيز التجارة الدولية". وأضاف "سوف نضمن إتاحة 250 مليار دولار على الأقل خلال العامين المقبلين"، وقال مسؤولون إن هذا المبلغ يشير إلى ضمانات ستصدر على الأرجح لمشاريع تجارية لمستوردين ومصدرين وليس إلى التكاليف التي ستتحملها الحكومات في تلك المشاريع، وقالوا إن هذا المبلغ 250 مليار دولار يشمل الـ 50 مليار دولار من البنك الدولي في برنامجه الذي سيجمع أموالا من مؤسسات دولية للتمويل والتنمية ومن الحكومات والبنوك، وقال البنك الدولي إنه سيعمل من خلال البنوك العالمية والإقليمية لتقديم التمويل التجاري للمستوردين والمصدرين في الدول النامية، وقال محللون إن أي زيادة في حجم التجارة يتوقف على السرعة التي ستتاح بها هذه الأموال.
#3#
وقال إيون أومالي مستشار التجارة الدولية لدى بيزنيسيوروب "هذه خطوة إيجابية لإنعاش تدفقات التجارة الدولية. هذا إسهام جيد لحل المشكلة.. لكن العامل المهم الآن هو التنفيذ. حكومات مجموعة العشرين يجب أن تعمل بسرعة على توفير التمويل للشركات التي تحتاج إليه بشكل عاجل"، وأضاف "هذا الإجراء يحتاج الآن إلى أن يكون جزءا من صفقة أوسع لتجنب إجراءات الحماية واختتام جولة الدوحة التي ستحفز النمو التجاري. المسألة الأساسية الآن هي المضي قدما مع "جولة" الدوحة".
وقالت كارولين ديري مدير مشروع إدارة التجارة العالمي في جامعة أكسفورد إن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وقالت "لكن حتى فيما يتعلق بالتمويل التجاري فإن الأمر في الواقع غير واضح ـ وهم على الأقل أعطوا الرقم للعامين ـ الذي يفترض أن يكون المستفيد الأساسي".
#4#
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن دول مجموعة العشرين اتفقت أيضا على محاولة بدء محادثات تحرير التجارة بجولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية عندما تجتمع مجموعة الثماني مع الدول الصاعدة والدول النامية أثناء قمة في تموز (يوليو).
وقال مصدر أوروبي على علم بمحادثات الدوحة لـ "رويترز": إنها محاولة غير رسمية خارج العملية المعتادة لمنظمة التجارة العالمية لمحاولة إعطاء دفعة لمحادثات الدوحة. في الوقت ذاته، أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس أن قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في لندن أمس خرجت بقرارات تشكل مجتمعة "أكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الإطلاق"، وقال ستروس كان إن الاقتصاد العالمي "كان في حاجة أيضا إلى التنظيم (...) لأن هذا الأمر يعيد الثقة إليه".
وأعرب المدير العام لصندوق النقد الدولي عن ارتياحه لمضاعفة القمة موارد الصندوق ثلاث مرات، مؤكدا أن مبلغ الـ "750 مليار دولار هو المستوى التي يحتاج إليه العالم"، واعتبر ستروس كان أن قرار القمة السماح للصندوق بإصدار 250 مليار دولار على شكل حقوق سحب خاصة هو قرار "تاريخي"، وأضاف "هذه بداية تعزيز دور صندوق النقد الدولي (...) كمزود للسيولة في العالم"، مشيرا إلى أنه حتى وإن كان هذا المبلغ متواضعا فهو "من الناحية الرمزية بالغ الأهمية".
كما وقع الزعماء كذلك على خطط لإعداد قوائم سوداء للملاذات الضريبية وتشديد القواعد المالية وإخضاع صناديق التحوط ووكالات التصنيف الائتماني للرقابة.
وهنا أوضح الرئيس الفرنسي أنه فيما يتعلق بالفقرة الخاصة بالملاذات الضريبية في البيان الختامي ستجدون عبارة أقرؤها عليكم حرفيا تقول "عصر سرية البنوك ولى". وتابع: واسمحوا لي بأن أؤكد لكم بأن عصر سرية البنوك ولى. ووقع على هذا 20 دولة كانت جالسة حول الطاولة".
وأضاف: كانت هناك توترات في القمة حتى قبل نصف ساعة. ولكن من يمكنه أن يظن أن تلك المصالح وتلك الثقافات مختلفة إلى هذا الحد وأن المصالح أحيانا متباينة إلى هذا الحد.. من الواضح أن العالم منذ اتفاقية بريتون وودز في عام 1947 كان يعيش وفقا لنموذج مالي، ومن الواضح أنني لست في وضع من ينتقده، ولكنه النموذج الإنجلو ساكسوني والذي له مزاياه، ولكن من الواضح اليوم أنها صفحة طويت. وكان يجب عمل ذلك من خلال المناقشات الصريحة.
فيما قال رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود "الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم يبدأ بشن حملة صارمة ضد رعاة البقر في الأسواق المالية الذين جلبوا الخراب للأسواق العالمية وتركوا آثارا حقيقية على الوظائف في كل مكان".
أضف تعليق