قمة العشرين تكلف صندوق النقد بتسييل احتياطياته من الذهب للدول الفقيرة

قمة العشرين تكلف صندوق النقد بتسييل احتياطياته من الذهب للدول الفقيرة

أعلن جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني أن قمة العشرين اتفقت على إن يسيل صندوق النقد الدولي احتياطه من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة. و قررت دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بألف مليار دولار إضافية. كما قررت وضع "قواعد جديدة" ترعى العلاوات والأجور.كما اتفقت على عقد قمة جديدة خلال العام الجاري. وقال براون إن مجموعة العشرين تنفذ الان أضخم حوافز مالية بقيمة 5 تريليونات دولار بحلول 2010 . وأكد أن نظاما عالميا جديدا ينبثق من الازمة الاقتصادية العالمية. وأضاف ان القمة اتفقت على نشر قائمة بالدول التي لا تبدي تعاونا في مجال التهرب الضريبي (الملاذات الضريبية). كما اعلن باراك اوباما الرئيس الاميركي في لندن اليوم مضاعفة المساعدات الاميركية في مجال الغذاء والزراعة المخصصة لافريقيا واميركا اللاتينية وباقي المناطق الفقيرة الى مليار دولار بسبب الازمة الاقتصادية.وقال في مؤتمر صحفي في لندن بعيد قمة العشرين إن مجموعة العشرين أرست اساسا جيدا لكنها ستحتاج الي اتخاذ مزيد من الخطوات حتى تستقيم الامور. وأضاف ان قمة مجموعة العشرين كانت "مثمرة جدا" وتشكل "تحولا" عبر اتخاذها "مجموعة جهود منسقة لا سابق لها". وأكد أن القمة قررت مكافحة "نظام الضبط المالي الفاشل". من جانبه قال نيكولاي سيركوزي الرئيس الفرنسي: إن قمة مجموعة العشرين حققت "اكثر مما كنا نأمل". كما قال سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي ان مجموعة العشرين ستعقد قمة ثالثة بشان الازمة المالية العالمية بحلول نهاية الخريف في اليابان لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه زعماء المجموعة في اجتماعهم في لندن هذا الاسبوع واجتماع واشنطن في نوفمبر الماضي. وأبلغ برلسكوني مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء اجتماع زعماء المجموعة في لندن أن رئيس الحكومة اليابانية مستعد لاستضافة هذا الاجتماع والرئيس الامريكي يؤيد ايضا أن تعقد القمة الثالثة لمجموعة العشرين في اليابان. من جانبها اعلنت انغيلا ميركل المستشارة الالمانية اليوم خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة العشرين في لندن ان القمة توصلت الى "تسوية تاريخية لازمة استثنائية". وقالت ميركل ان المفاوضات التي جرت في القمة بين القادة كانت "شاقة" ولا سيما بسبب الخلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان من جهة وفرنسا والمانيا من جهة اخرى، على موضوع التحفيز الاقتصادي بواسطة الموازنة الذي دعمه الفريق الاول ورفضه الثاني. واضافت ان هذه المفاوضات تميزت من جهة اخرى في "الرغبة في التوصل الى تسوية" و"روح زمالة حقيقية". كما اعلن ديمتري مدفيدف الرئيس الروسي في ختام قمة مجموعة العشرين في لندن ان القرارات التي خرجت بها القمة تشكل "خطوة في الاتجاه الصحيح"، محذرا بالمقابل من ان هذه الاجراءات لن تحل كل المشاكل. من جانبه اعلن دومينيك ستروس-كان المدير العام لصندوق النقد الدولي ان قمة مجموعة العشرين خرجت بقررات تشكل مجتمعة "اكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الاطلاق". وقال ستروس-كان ان الاقتصاد العالمي "كان بحاجة ايضا الى التنظيم لان هذا الامر يعيد الثقة اليه". واعرب المدير العام لصندوق النقد الدولي عن ارتياحه لمضاعفة القمة موارد الصندوق ثلاث مرات، مؤكدا ان مبلغ ال"750 مليار دولار هو المستوى التي يحتاجه العالم". واعتبر ستروس-كان ان قرار القمة السماح للصندوق باصدار 250 مليار دولار على شكل حقوق سحب خاصة هو قرار "تاريخي". واضاف "هذه بداية تعزيز دور صندوق النقد الدولي كمزود للسيولة في العالم"، مشيرا الى انه حتى وان كان هذا المبلغ متواضعا فهو "من الناحية الرمزية بالغ الاهمية". وكانت القمة قد عقدت اجتماعا مغلقا بعد ظهر اليوم بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز ال سعود رئيس وفد المملكة العربية السعودية في القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين وقادة دول المجموعة . ويناقش القادة خلال الجلسة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة . وكانت القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين قد بدأت أعمالها اليوم في مركز اكسل الدولي شرق العاصمة البريطانية لندن لمناقشة عدد من المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصاديات الدولية وتخفيض حدة الركود والانكماش الاقتصاديين وتنشيط عمليات الإقراض لتوفير المصادر المالية للأفراد والعائلات والشركات ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي علاوة على إصلاح الفجوات في المؤسسات الدولية ومناقشة مقترح إنشاء نظام دولي للإنذار المبكر بشان الوضع الاقتصادي والمالي الدولي . وأعرب الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مستهل بدء اجتماعات مجموعة العشرين بان يتوصل قادة العالم المشاركين في القمة إلى اتفاق لمعالجة النظام المصرفي العالمي وتحقيق النمو الاقتصادي وإيجاد حلول للمصارف التجارية المتعثرة. واعترف الرئيس اوباما الذي استضافت بلاده قمة العشرين السابقة في واشنطن في نوفمبر الماضي في كلمة ألقاها بان فشل الولايات المتحدة في علاج الأنظمة المصرفية قد ساهم في تصعيد الأزمة المالية مشدداً على ضرورة التركيز لإيجاد الحلول المشتركة وقال يمكنننا مواجهة هذا التحدي معا وبشكل مشترك. وأعرب اوباما عن الاعتقاد إن ما أشيع عن وجود تباينات أو خلافات بين وجهات نظر مجموعة العشرين قد جرى تضخيمها بشكل كبير مشيداً بالجهود التي بذلتها المجموعة الأوروبية للخروج من أزمة السيولة المالية وتحفيز الاقتصادات. في غضون ذلك توقع جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني إن توافق قيادات مجموعة العشرين على جميع القضايا المطروحة بما فيها احتمال زيادة مبلغ مائة بليون دولار لدعم تمويل حركة التجارة الدولية ودعم حركة النمو الاقتصادي وتحفيز فرص العمل. وأعرب بروان عن ثقته بان يوافق زعماء قمة العشرين على اتفاق عام لدعم صندوق النقد الدولى ليتمكن من دعم الدول ذات الاقتصادات الناشئة مؤكدا إن القمة العشرين التي تستضيفها بلاده تواجه خمسة اختبارات مهمة لتحفيز الاقتصادات العالمية. وعدد براون هذه الاختبارات وهى التوصل إلى اتفاق بشان رقابة أكثر صرامة على النظام المصرفي العالمي وإعادة النمو الاقتصادي ومكافحة الكساد والانكماش الاقتصادى وتامين تعاون اقتصادي عالمي بناء ودعم فكرة الأسواق المشتركة ونبذ الحمائية الجمركية وتشجيع التجارة العالمية والالتزام بمساعدة الدول الفقيرة علاوة على اتخاذ اجراءات رقابية جديدة للإشراف على الصناديق التحويطية الرئيسية. في غضون ذلك دعا تقرير وزعته الحكومة البريطانية على الدول الأعضاء المشاركة في قمة العشرين الحالية إلى أهمية تنشيط الاقتصاد العالمي والتخفيف من حدة ومدة الركود والانكماش الاقتصادي العالمي مع توفير الآليات اللازمة لدعم الأفراد والشركات وقطاع الإعمال في كل بلد. واقترح التقرير على الدول المشاركة ضرورة تنشيط عمليات الإقراض المالي مرة أخرى لتمكين العائلات والأفراد والشركات من الحصول عل الموارد المالية اللازمة لاستئناف الحياة الاقتصادية العادية ودفع عجلة النمو والاستثمار لصالح المستقبل. كما أكد التقرير على أهمية رفض الحمائية الجمركية وتبنى آلية شفافة لمراقبة الإجراءات الخاصة بالحصول على التمويلات التجارية سواء كان ذلك للشركات أو للأفراد فيما طالب التقرير بضرورة إصلاح الفجوات ونواحي القصور في المؤسسات التنظيمية الدولية علاوة على إصلاح المؤسسات المالية العالمية وإنشاء مركز مالى دولي للإنذار المبكر مع ضرورة تعزيز دور صندوق النقد الدولي. كما دعا التقرير الدول المشاركة فى القمة للقيام بعمل دولي منسق لبناء أسس اقتصادية ترمى إلى وضع الاقتصاد العالمي على طريق النمو المستدام بحيث يستفيد من هذا النمو المستدام شعوب الدول الفقيرة فيما أعرب التقرير عن التقدير لجميع زعماء القمة على الجهود التي اتخذتها حكوماتهم للتعامل مع الأزمة المالية الحالية وإيجاد الحلول المناسبة لها. في غضون ذلك قالت مصادر مقربة من مؤتمر قمة العشرين إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى قد خفف من لهجة الانسحاب من القمة في حال عدم التوصل الى نتائج ملموسة بعد إن طالب الرئيس ساركوزى فى وقت سابق مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فرض قوانيين اكثر صرامة على النظام الدولي بدلا من الافرط فى تقديم مزيد من الدعم المالى للمؤسسات المالية. وأضافت المصادر إن مسؤولى الدول الأعضاء في القمة قد فرغوا من وضع صيغة اتفاق شامة ترمى إلى استعادة النمو الاقتصادي الدولي وإعادة هيكلة النظام المصرفي العالمي مع اتخاذ إجراءات ترمى للإشراف على الصناديق المالية التحويضية وذلك لأول مرة فى التاريخ. وأوضحت المصادر انه من المقرر ان يصدر فى ختام فعاليات القمة التي تلتئم في قاعات مركز اكسل فى شرق لندن البيان الختامى لقمة العشرين الثانية في لندن وذلك في وقت لاحق من مساء اليوم.
إنشرها

أضف تعليق