Author

الزواج والاقتصاد!

|
خطر ببالي وأنا أتأمل الأزمة الاقتصادية التي طالت جميع دول العالم غنيها وفقيرها، أن هناك علاقة قوية بين نظام الزواج ونظام الاقتصاد. وسأشرح وجهة نظري ولعلك توافقني عليها.. فقد انقسم النظام الاقتصادي العالمي بين النظام الاشتراكي (الشيوعي) والنظام الرأسمالي واقتصاد السوق. واسمح لي أن أشبه النظام الاقتصادي الشيوعي بزوج غيور يراقب زوجته ليل نهار.. بالتليفون.. بالتجسس.. بالاستماع إلى أحاديثها التليفونية.. بإرسال مخبر خلفها ليعرف أين ذهبت.. وتضيق الزوجة ذرعا بما يفعل زوجها وتطلب الطلاق.. وينهار الزواج.. وهذا ما حدث في النظام الاشتراكي.. فالدولة تتدخل في حياة الناس.. في مأكلهم ومشربهم ولهوهم وفنهم وحتى حلاقتهم.. إنها تتدخل في حياة الناس مثل الزوج الغيور تماما.. وهكذا ضاقت الشعوب بالاشتراكية أو الشيوعية، سمها كما تشاء، وانهار النظام الاشتراكي بانهيار "الاتحاد السوفياتي" سنة 1989. فإذا جئنا إلى النظام الرأسمالي، فهنا حالة مختلفة، إنه زوج لا يغار على زوجته.. وترك لها الحبل على الغارب.. والغارب هو الرأس أو القمة.. فهي لا تطبخ ولا تمسح ولا تهتم ببيتها، وهي دائما خارجة لزيارة أو للترزي أو لصديقة.. فلم تجد الزوجة ما يمنعها من ممارسة الحب مع آخر أو آخرين.. ما دام زوجها لا يهتم.. وهذا ما حدث في النظام الرأسمالي.. لقد تركت السلطات للبنوك والشركات والمؤسسات والمصارف أن تفعل ما تشاء دون رقيب أو حسيب.. فمنحت القروض بلا حساب.. أسرفت في منح الائتمان دون أصول مقابلة.. تلاعبت في البورصات بالأسهم والسندات.. واستيقظت السلطة متأخرا.. تماما كالزوج الذي ترك لزوجته حرية مفتوحة تفعل ما تشاء ثم أمسكوها في قضية دعارة.. فجاء ليحاسبها ويطلقها وينهار الزواج. إن العيب ليس في نظام الزواج ولا في النظام الرأسمالي أو الاشتراكي.. العيب في الممارسة وانعدام الرقابة.. لا الرقابة المشددة تنفع.. ولا الحرية المطلقة تنفع.. لا في الزواج.. ولا في الاقتصاد.. ما رأيك؟!
إنشرها