Author

نشرات الحيطة والحذر

|
رئاسة الأرصاد نطوي ملفها طوال السنة ونفتحه في (صوارف) الفصول عندما ترغب الفصول أن تغير من جلدها صيفاً وشتاءً وفي قاموس رئاسة الأرصاد عبارة أو توجيه هو: (أخذ الحيطة والحذر) فماذا تقصد رئاسة الأرصاد بهذه العبارة التي تمررها للدفاع المدني والدفاع يمررها بدوره إلى أجهزة الدولة وباقي القطاعات. ولو غصنا في فلسفة الحيطة والحذر فلا أرى لها تفسيرا إلا البقاء في البيت حماية للنفس والمال.. إذن لماذا لا تقولها الأرصاد صراحة وتعطل المدارس والأعمال.. والدفاع المدني يستخدم العبارة نفسها لوصف حجم الكارثة الطبيعية ولا يعلنها صراحة لتبقى العبارة ضبابية لأنها جاءت من المصدر بهذا الشكل.. وفي المقابل لا يلام أي مسؤول تقع عليه مسؤولية التعطيل واتخاذ القرار إذا كانت الجهة المعنية مثل رئاسة الأرصاد تعطي معلومة غير صريحة وواضحة وتحتمل التأويل والتوقعات والاجتهادات. تجاوزنا 50 عاما من التحضر والتنمية التعليمية والثقافية والعمرانية وبالتالي يفترض أن أجهزتنا: رئاسة الأرصاد والدفاع المدني والتعليم العام والجامعي وقطاعات الدولة الأخرى قد تجاوزت هي الأخرى العقبات الإدارية الرتيبة وحدثت من أدواتها ووسائلها وأصبحت معلوماتها دقيقة جداً فالحيطة والحذر كنا نقبلها من فريق (مسؤول) نشرة الأخبار المصورة الأولى حين كان يلصق الشمس والغيوم والرياح وإشارات الشمال بيده ويبتسم عندما يُذكر الإخوة (الصيادين والمتنزهين) بالحذر إيذانا بنهاية النشرة الجوية.. أما الآن ماذا تقول وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتعليم الفني لأبنائهم من طلاب وطالبات المدارس وحتى الكليات وماذا تقول لأولياء أمور أولئك الطلاب عندما تصلهم اتصالات الهاتف تطالبهم بالشخوص مرة أخرى للمدارس لأخذ أبنائهم... كان بالإمكان أن يتخذ قرار مسبق بتعطيل الدراسة وهذا القرار من صلاحيات وزير التعليم ومدير التعليم ومدير المدرسة ومن صلاحيات وزير التعليم العالي ومدير الجامعة وعميد الكلية من مبدأ سلامة الطلاب. كما أن مدير عام الدفاع المدني يملك صلاحية أكبر وأوسع في تعطيل الأعمال في جميع القطاعات إذا استدعت الضرورة ذلك. لا بد أن ننتقل من مرحلة عدم وضوح عبارة الحيطة والحذر إلى مرحلة تعتمد على المعلومات الدقيقة كما هو مشاهد على شاشات التلفزيونات ومواقع الأرصاد الدولية التي تعطي ـ بإذن الله ـ قراءة وتنبؤا وتوقعات قريبة من الواقع.
إنشرها