تأخير الرحلات وإغلاق المطارات في أنحاء العالم يجدان من الجميع القبول بينما خطوطنا السعودية تحظى بالنصيب الأوفر من الانتقاد

تأخير الرحلات وإغلاق المطارات في أنحاء العالم يجدان من الجميع القبول بينما خطوطنا السعودية تحظى بالنصيب الأوفر من الانتقاد

سعادة الأستاذ عبد الوهاب بن محمد الفايز رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية” الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه في البداية، نعبر عن اعتزازنا بالمكانة الرفيعة لصحيفتكم الموقرة وتقديرنا لما تتميز به من المصداقية والموضوعية في عرض وتناول مختلف القضايا إلى جانب دورها الحيوي في تبسيط النظريات الاقتصادية ونقل قضايا الاقتصاد من أروقة المؤتمرات ودوائر المتخصصين إلى مستوى القارئ العادي في نهجٍ تميزت فيه وحدها بالسبق والريادة. تأكيداً لذلك ، وحتى لا يكون في مقدمة رسالتي شبهة إطراءٍ أو مديح ، أشير إلى تناولكم موضوع " فرض الغرامة على المتخلفين عن السفر بعد التأكيد النهائي للحجز" تناولٌ لم يكن في زاويةٍ أو مقال، بل كان موضوع الكلمة الرئيسية والرسمية لصحيفتنا "الاقتصادية" والتي تضمنت سرداً علمياً وموضوعياً لدواعي تطبيق هذا الإجراء من أجل إيقاف الخسائر المستمرة وتوفير المقاعد لمن يحتاج إلى السفر ودعم جهود تطوير الخدمات خاصةً أن الخطوط السعودية قد وفرت وسائل إلغاء الحجز على مدار الساعة كما بذلت جهوداً كبيرة في التوعية والمناشدة والرجاء لسنواتٍ طويلةٍ دون جدوى حيث يَضِن عليها البعض وللأسف بإجراءٍ بسيطٍ لإلغاء الحجز تاركين إياها تتكبد الخسائر وتتعرض صورتها ومصداقيتها للضرر حين يلاحظ المسافرون وجود مقاعد شاغرة على الطائرات دون إدراك الأسباب الحقيقية وراء ذلك. إن القيمة المضافة إلى كلمة "الاقتصادية" تكمن في أنها تأتي في وقتٍ يعبر فيه الكثيرون عن اعتراضهم ودهشتهم لهذا الإجراء مصورين الأمر وكأنه إجراءٌ جديد أو عقوبةٌ أو تجاوز بينما تعلمون سعادتكم التزام الجميع وقبولهم الإجراء نفسه عند السفر على شركات الطيران الأجنبية وهو ما يؤكد أن الخطوط السعودية لم تأتِ بجديد بل إنها بدأت في تطبيق إجراءٍ مُتعارفٍ عليه في صناعة النقل الجوي في جميع أنحاء العالم. أما الشيء الذي لايتم التطرق إليه في تلك الكتابات المختلفة والذي يغيب عن أذهان البعض، هو أنه يمكن ببساطة اعتبار موضوع الغرامات كأن لم يكن ، فقط بشيءٍ من الالتزام بإجراءٍ إيجابي بسيط يتلخص في إلغاء الحجز عند العدول عن السفر . كما يتطرق البعض في خضم هذه الكتابات إلى التساؤل عن حقوق المسافرين في المقابل، بينما الحقيقة تؤكد أن الخطوط السعودية هي شركةُ طيران عالمية وعضوٌ فاعل في الاتحاد العالمي للنقل الجوي (أياتا) الذي لا يمكن أن يسمح لأي شركة طيران بالتشغيل إلا من خلال الالتزام بحقوق المسافرين حيث تلتزم "السعودية" بتطبيق التعليمات اللازمة في حال تأخير الرحلات من ضيافةٍ وإسكان في الفنادق إلى جانب التعويض عن الحالات النادرة لعدم قبول الراكب للسفر أو تنزيل درجة السفر وكذلك التعويض عن أي تلفٍ أو ضياعٍ للأمتعة أو الشحنات وغير ذلك من حالات التعويض التي لا يتسع المجال لعرضها بالتفصيل . لذا ، فإن الخطوط السعودية حينما تُناشد المسافرين الالتزام بإلغاء الحجز عند العدول عن السفر ، تُدرك تماماً أنها في المقابل لا تُفرط في حقوق عملائها الكرام ، والمدهش في الأمر أن تأخير الرحلات أو إلغاءها وإغلاق المطارات الذي قد يمتد لأيام في مختلف أنحاء العالم .. هذا الإجراء، يجد من الجميع التفهم والقبول ولكن خطوطنا السعودية هي التي تحظى بالنصيب الأوفر من الانتقاد. وفي الختام ، وعندما ننشدُ جميعاً جوهر الحقيقة ، نجد أن الخطوط السعودية أولاً وقبل كل شيء ، هي صرحٌ من صروح اقتصادنا الوطني الذي يفتح آفاق التقدم الوظيفي ومجالات العمل للآلاف من أبناء الوطن ويُعطي الأولوية في عقود الخدمات والمشتريات المؤسسات الوطنية والمنتج الوطني كما يضخ مليارات الريالات من الإيرادات والمصروفات في عجلة الاقتصاد الوطني, الأمر الذي يؤكد ارتباط هذه المؤسسة بحياتنا اليومية فهي ليست كغيرها من شركات الطيران التي تنشد الربحية بأي ثمن. من هذا المنطلق ، فإن أي ضرر يلحق بها وبإيراداتها ومصالحها لا يقتصر على حدود الفعل والحدث وإنما يمتد أثره إلينا جميعاً لأن الخطوط السعودية هي جزءٌ لا يتجزأ من نسيج الوطن وصورته الحضارية المشرقة ومنظومة التقدم والنماء على أرضه المباركة . لسعادتكم خالص الشكر والتقدير ولجريدتكم الموقرة كل التمنيات الطيبة بمزيدٍ من التقدم والازدهار . وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري ،،، خالد بن عبد الله الملحم مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية
إنشرها

أضف تعليق