Author

همة في مسجد

|
السلام عليكم أخي الحبيب, عزيزي القارئ هل سمعت أذناك هذا الخبر، وهل وعي قلبك هذا الأمر. نعم عزيزي القارئ إنه خبر وأي خبر. اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر عزيزي القارئ لا تزال بيوت الله تبارك وتعالى هي المحضن الأول في تربية الرجال العظام. نعم بيوت الله التي يجد الإنسان فيها السعادة واللذة يجد فيها الأمان والهدوء والراحة الإيمانية. ولا يزال التاريخ يزخر لنا من الأخبار السارة التي تقع في بيوت الله, والتي تحمل في طياتها القيم والمبادئ والأخلاق العالية (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)، إنها تحمل في جوانبها الهمم العالية والنفوس الآبية، هل قرأت هذه القصة الجميلة والتي تقول: (اجتمع عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعروة بن الزبير) رضي الله عنهم جميعا. اجتمعوا في البيت الحرام وعند الكعبة المشرفة وعند الحجر الأسود, في ذلك المكان المهيب, في ذلك المكان المجلل بالعظمة والمكسو بالإيمان والسعادة والمستجاب فيه الدعوة إن شاء الله تعالى. فقال أحدهم تمنوا. فقال مصعب بن الزبير: أتمنى إمرة العراق وأن أتزوج بعائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين. وقال عبد الله بن الزبير: وأنا أتمنى الخلافة. وقال عروة بن الزبير: وأنا أتمنى العلم. وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة. يقول الراوي: وتمر الأيام ويرشح عبد الله بن الزبير للخلافة، وعروة بن الزبير يصبح عالما يُشار إليه بالبنان، بل هو من الفقهاء السبعة المشهورين، ومصعب بن الزبير يستلم إمرة العراق ويتزوج بعائشة وسكينة. يقول الراوي ونسأل الله تعالى أن ينال ابن عمر ما يتمناه وهو مغفرة الله ورحمته. هذه هي الهمم العالية، هذه هي الجلسات الروحانية والأجواء الإيمانية. انظر عزيزي القارئ هذه الهمم وانظر واقعنا اليوم وما هي همم شبابنا اليوم، وانظر إلى أهمية المسجد في التربية والتوجيه، وانظر إلى أهمية حلق الذكر التي تقام في بيوت الله تبارك وتعالى, فيا لها من مساجد كم أخرجت لنا من عظماء، ويا لها من بيوت كم وهبت لنا من صلحاء، ويا لها من جلسات إيمانية، مسجدية كم أحيت لنا من نفوس. فإلى إحياء رسالة المسجد الخالدة وإلى إحياء دور المسجد ومكانته في المجتمع، نعم عودا على بدء تحيى رسالة المسجد بالتربية والتعليم، كما كان يفعل ذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام مع أصحابه. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
إنشرها