الاقتصاديون ورجال الأعمال: المجتمع بأكلمه فقدت وهيب

الاقتصاديون ورجال الأعمال: المجتمع بأكلمه فقدت وهيب

تواصلت ردود فعل المجتمع الاقتصادي في جدة برحيل الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) عن عمر يناهز 75 عاماً بعد معاناة مع المرض استمرت لمدة عامين تقريبا، قبل أن يوافيه الأجل المحتوم الأربعاء الماضي في البرازيل حيث كان يعالج.
وذكر عدد من رجال الأعمال مناقب ومآثر الفقيد وتواصله وتفاعله مع المجتمع ، محتسبين إلى الله أن يتقبل الفقيد في جنات النعيم وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
وتحدث في البداية الشيخ محمد عمر العيسائي رئيس مجلس إدارة العيسائي فقال: "المجتمع الاقتصادي فقد واحدا من أكبر الرجال بعطائه وتفاعله وسيرته العطرة، ونسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته، ولاشك أن مدينة جدة خسرت واحدا من أكبر رجالتها بعطائه المتدفق، والذي يحمل فكرا متميزا وأسلوبا راقيا، لقد كان الشيخ وهيب متفهما لواقع ومشكلات وقضايا الوطن، وصاحب مكانة كبيرة في المجتمع لما يتمتع به من حب وتقدير".
وأضاف الشيخ محمد: "وهيب رحمه الله كان رجلا اقتصاديا من الطراز الأول، وركنا من أركان الاقتصاد في جدة، ولا يمكن إغفال دوره البارز والفعال في الغرفة التجارية ومجتمع الأعمال في مدينة جدة، كان مرجع رجال الأعمال في كثير من المعوقات التي تواجههم، فتجده يدافع عنهم ويجمعهم ويحل مشكلاتهم، لاشك أن جدة فقدت أحد رجالها الأوفياء، وكان يشمل وهيب الإنسان والتاجر والاقتصادي، استفاد من فكره الجميع ولم يبخل على أحد بالمشورة والرأي في عديد من القضايا، وقريب من الناس بتواضعه الجم الذي كان يزيد محبته في قلوب محبيه."
من جهته، يقول إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة غرفة جدة: "وهيب (يرحمه الله) كان أحد الرجال القلائل الذين عرفتهم مدينة جدة، وهو اقتصادي ناجح بكل المقاييس، حيث ترأس الدائرة الاقتصادية في منطقة مكة المكرمة التي أسهمت في تنمية عديد من المشاريع، والأعمال الخدمية لأهالي المنطقة، وهو ذو فكر عال متميز وخططه وأفكاره نيرة يمتلك علاقات عامة مميزة، لا يمكننا حصر أعمال الشيخ وهيب في سطور قليلة، ويعمل دائماً على حل أي مشكلات قد تحدث بين رجال الأعمال ويقرب الآراء بما يخدم الجميع".
في حين أشار عبداللطيف العبداللطيف (رجل أعمال، إلى أن الفقيد مدرسة يجب الاستفادة من كل الأفكار والآراء التي كان يطرحها وتوثيقها لينتفع بها الجيل المقبل، لاسيما أولئك الذين ينوون اقتحام مجال التجارة والأعمال، والذين ستكون مدرسة وهيب بن زقر الخط الواضح الذي سيفتح أمامهم أبواب العمل الحر بكل سهولة، مضيفا أن الفقيد كان متعاونا مع الجميع ويخدم كل الفئات وليس رجال الأعمال فقط وأعماله تشهد على الإسهامات التي قدمها لمجتمعه.
إلى ذلك، يشير مازن بترجي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة بقوله: "برحيل الشيخ وهيب بن زقر يرحمه الله فقدنا علما من الأعلام ليس على المستوى السعودي ولا العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، لأن الفقيد كان عضوا في مجلس أمناء عديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية، وهو رجل قدم للبلد الكثير عبر إسهاماته في جميع الأعمال سواء في عمله الخاص التجاري، أو مشاركاته في الصناعات والتكنولوجيا وعلى مستوى الوظائف التي شغلها من قبل ولاة الأمر، وأضاف: "عملت معه في الدائرة الاقتصادية مع الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، وقد قدم الفقيد الكثير من الأفكار البناءة والرائعة منها على سبيل المثال فحص ما قبل الزواج التي نبعت من الدائرة وتبناها الشيخ وهيب بن زقر، والتي طبقت وعممت لتصبح نظاما على مستوى السعودية".
ويتابع بترجي "بحكم عضويتي في جمعية البر فإن مساهمات وهيب بن زقر في هذه الجمعية تعتبر موجهة وفعالة، حيث يحرص على التبرع في مشاريع تخدم التنمية المحلية وتساعد المحتاجين بشكل مباشر، وبالنسبة لي كنت أقتبس دائما من خبرات الشيخ وهيب وآرائه النيرة، لاشك أننا خسرنا رجلاً كبيرا من أعلام الوطن وأملنا أن يظهر جيل في الوطن يواصل المسيرة."
بدوره يقول المستشار مصطفى صبري "بحكم عملي لـ 26 عاما في الغرفة قابلت الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) في عديد من الاجتماعات ويتصف بالحكمة والعقلانية والفكر الثاقب ويتميز بآرائه الاقتصادية التي تستشرف آفاق المستقبل، ويتميز بالذكاء الفطري الاقتصادي ومستوى الخلق والتواضع الجم، لم تفقده جدة لوحدها بل الوطن كاملاً، وفقده الفقراء والمحتاجون والأرامل والمرضى لأنه كانت له أياد بيضاء كثيرة لا يعلم عنها أحد وهو رجل لا يتحدث إطلاقاً عن أعمال الخير التي كان يقوم بها والمبالغ التي كان ينفقها شهريا، كان دائما موفقا للخير ويتوسط في الخير ويسعى ويوظف علاقاته للتوسط في أعمال الخير وخدمة المحتاجين الشيخ وهيب خسارة للوطن ونحن نأمل أن يزخر الوطن بأمثاله ويواصلوا مسيرته العطرة".
في السياق ذاته، قال الكاتب المعروف عبدالله باجبير: " خسارة الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) كبيرة على المجتمع الاقتصادي في المملكة، وبالتأكيد فقدنا رمزا من الرموز الكبيرة في مدينة جدة، رجل كان له دور وإسهامات كبيرة في خدمة مجتمعه. بالنسبة لي كان صديقا ومستشارا وحبيبا وقريبا مني لأبعد الحدود، التواضع كان السمة الغالبة على طبع الشيخ وهيب وكل من يعرفه لا يشعر إطلاقا بأنه غريب لأنه اجتماعي بطبعه، وكانت الحكمة واضحة عليه في آخر زيارة قام بها إلى جدة قبل أسبوعين".
ووصف فهد العيسائي نائب رئيس مجلس إدارة شركة العيسائي الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) بأنه الأستاذ والقدوة الذي تعلمنا على يديه الكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الاقتصادي في المملكة وفي مدينة جدة على وجه التحديد، والذي طالما استفدنا من نصائحه، ويتميز بأعماله الخيرية التي يقوم بها على الدوام ودونما تظاهر أو تظاهر منه، كما أن تواضعه قربه من جميع الناس الذين أحبوه كما أحبهم.
من جانبه عبر عبدالحكيم السعدي مساعد مدير عام شركة العيسائي عن حزنه العميق لفقد رجل بمقام الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله)، وقال: "فقدنا رجلا كبيرا بعطائه وحضوره وخدماته وإنسانيته، رجلا أحب الناس وخدم المجتمع وحرص على الترابط والتآخي مع الجميع، رجلا يحمل تاريخا كبيرا من العطاء في الخدمات التجارية والاجتماعية، وخدم مجتمع المال والأعمال بعلمه، وكان له حضوره المميز في مجالس الشركات والمؤسسات المالية".

الأكثر قراءة