الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي أساس تنمية المجتمعات المعاصرة

الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي أساس تنمية المجتمعات المعاصرة

الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي أساس تنمية المجتمعات المعاصرة

يشاهد العالم عصر تقنية المعلومات الذي يهدف إلى تعزيز الإمكانات المعرفية، والعمل على الاستفادة منها في تطوير المجتمعات الإنسانية وتحويلها لمجتمع المعرفة، ولتوظيف التقنية المعلوماتية وأنظمة الاتصالات لتحقيق النهضة والأمن الاقتصادي وبحيث يكون الدور الرئيس لتقنية المعلومات هو تشييد المجتمع الإنساني القائم على المعرفة. كما تقوم تقنية المعلومات بأداء دور أساسي وفاعل في التنمية المستدامة، حيث تقود التطورات الهائلة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات التقدم العلمي لبناء مجتمعات معلوماتية تعتمد على تقنية المعلومات واقتصاديات المعرفة أكثر من اعتمادها على المصادر التقليدية، وتسهم هذه التقنية المتقدمة في بناء التطبيقات المستجدة التي تحسن ترشيد الموارد في المجتمع كتطبيقات العمل والتعليم عن بعد والطب الاتصالي والحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وغيرها من التطبيقات المختلفة. #2# ولذا يعتبر الاقتصاد المعلوماتي والاستثمار في الخدمات والصناعات المعلوماتية من أهم ملامح القرن الواحد والعشرين حيث أصبحت المعلومات هي القاعدة الأساسية وحجر الزاوية في زيادة الإنتاج القومي بحيث تصبح معها الصناعات المعتمدة على المعرفة بالمجتمع أساساً لبناء وتطور القطاع الاقتصادي بها كما أن الاستثمار في تقنية المعلومات يخدم شريحة كبيرة من المستفيدين وفي كافة الأوساط التجارية والتعليمية والحكومية على المستوى الشخصي والعام إضافة إلى أنه يعد استثماراً مضمون الربحية السريعة والكبيرة، كما أنه يتميز أيضا بأنه استثمار اكتسب صفة العالمية لتفهم لغة العصر والتمكن من مخاطبة الحضارة في زمن انفتاح الحضارات، كما أصبحت المعلومات هي القاعدة الأساسية التي تنطلق منها دول العالم في تعاملاتها ورفع مستواها وتقدمها وتطورها الاقتصادي والاجتماعي، كما أصبحت المعلوماتية من القواعد والمتطلبات الأساسية للتنمية والنهضة. وحيث إن مسؤولية بناء الاقتصاد المعرفي والتوعية المعلوماتية بالمجتمع مسؤولية جماعية تبدأ من أصحاب القرار وقطاعات المجتمع المدني المختلفة من جامعات ومؤسسات إعلامية واقتصاد وشركات ومؤسسات مزودي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وانتهاء بالمواطن. ولأهمية المبادرات في قطاع تقنية المعلومات، بما يسهم في التثقيف وزيادة الوعي بأهمية قطاع تقنية المعلومات، ولجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة في صناعة تقنية المعلومات، وانسجاما مع العديد من المبادرات الكبرى في البلاد والتي ستسهم في إيجاد تطور نوعي وهائل في بناء الاقتصاد المعرفي في المملكة والتي من أهمها مشروع "مدينة المعرفة الاقتصادية " الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستثمار (25) مليار ريال سعودي لمدينة اقتصادية عالية التقنية، والتي ستكون - بأذن الله - مركزاً عالمياً للصناعات المعرفية والاقتصاد المعلوماتي في المملكة، ويتم بها تدريب وتأهيل الكوادر السعودية الشابة على أحدث صناعات المعرفة وتقنية المعلومات إضافة إلى سعيها إلى جذب العقول والخبرات في العالم الإسلامي في مجال التقنية لتتيح لها الفرصة للعمل والإبداع. وبوصف كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الملك سعود إحدى المؤسسات العلمية الرائدة في البلاد، فقد بادرت الكلية إلى تقديم مساهمتها العلمية بهذا الصدد، وتولت ضمن منظومة الكليات العلمية في جامعة الملك سعود مسؤولية التعليم وتطوير الكوادر ونشر المعرفة المعلوماتية وعقد المؤتمرات والندوات الوطنية، وتقديم البحوث والدراسات المتقدمة لقطاعات المجتمع السعودي في مجالات الحاسب وتقنية المعلومات، ولأهمية معالجة قضايا الاقتصاد المعلوماتي جرى اختيارها كموضوع رئيس للندوة الوطنية الثانية لتقنية المعلومات تحت عنوان " الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي التحديات والحلول" ، والتي ستنطلق قريباً لكي تسهم في التوعية المعلوماتية وإبراز دور المعرفة في النهضة الاقتصادية للمجتمع السعودي. وسيدعم انعقاد هذه الندوة المتخصصة الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة والقطاع الخاص العامل في هذا المجال والهادفة إلى توطين التقنيات الحديثة وتطوير البنية الأساسية والصناعات المعلوماتية والبرمجية في المملكة، ووضع التشريعات واللوائح المحفزة على الإبداع والتطوير في مجال تقنية الحاسب والمعلومات وتوطين صناعة أجهزة الحاسب وملحقاتها والبرمجيات في المملكة من أجل خفض تكلفة اقتناء هذه التقنية، وتصنيف المعلومات كصناعة إنتاجية لدعم توظيفها وحسن الاستفادة منها. وستسهم هذه الندوة في رفع الوعي الاقتصادي المعلوماتي بما يسهم في تحقيق التقدم العلمي لبناء اقتصاد معلوماتي متقدم، لمواجهة التحديات والصعوبات والمشكلات التي تزيد في اتساع الفجوة الاقتصادية المعلوماتية بين المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى، كما تحقق أهداف الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بتشجيع البحوث العلمية وبتقديم المحاضرات، وجلسات المناقشة العلمية وتقديم الحلول المبتكرة العلمية والعملية لمواجهة التحديات الاقتصادية المعلوماتية التي تحول دون الالتحاق بالعالم الاقتصادي المتقدم معلوماتياً وتحقيق التقدم الاقتصادي والمعلوماتي للمملكة والاستفادة من آثاره الإيجابية في نهضة المجتمعات. ومن المؤمل أن تنجم عن عقد هذه الندوة نقاط إيجابية عديدة في مجال تقنية المعلومات والاستثمار المعلوماتي والتي من أهمها: نشر ثقافة التغيير المعلوماتي والتوعية عن أهمية الاقتصاد الرقمي والمعلوماتي لكافة قطاعات المجتمع، ومساهمة القطاعات التعليمية بالمستويات الجامعية في توفير التدريب العلمي ذي العلاقة بالاقتصاد الرقمي لجميع شرائح المجتمع بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة في المجتمع للعمل على وصل الفجوة الرقمية. وعموما من الأهمية بمكان التأكيد على أن التطوير للاقتصاد المعرفي يلزم أن يكون من خلال طرح رؤى مستقبلية وتحديد إنجازات وأهداف يلزم تحقيقها بخطة زمنية من قطاعات المجتمع كافة ومن الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة لنشر تطبيقات التقنية المعلوماتية واستخداماتها الاقتصادية والتجارية، وضرورة طرح مبادرات تعاون مشترك بين المؤسسات الحكومية والخاصة تكون محفزة لكل من الطرفين في نشر واستخدام تقنية المعلومات وتطبيقاتها لقطاعات التجارة وإدارة الأعمال .
إنشرها

أضف تعليق