Author

ثقافة في حقوق الإنسان (58)

|
أوضحت في المقالة السابقة الفرص المتاحة للعرب هذه الأيام بعد أن انكشف للعالم إرهاب دولة إسرائيل, وبعد أن بدأت الرئاسة الأمريكية الجديدة عملها, وتقاربت تركيا مع الدول العربية والإسلامية, والكبوة المالية العالمية التي بدأت في الغرب, وبعد أن انكشف لعامة الناس أن إسرائيل والغرب لا يحترمان سوى الأقوياء وأنه لا بد من القوة المادية والمعنوية والوحدة والتضامن أمام الأعداء الغادرين, ثم بدأت الحديث عن مكافحة الأمية التي وردت كحق من حقوق الإنسان في نظام الحكم الأساس للمملكة والآن مع: وضع الأمية في المملكة أشرت سابقاً إلى أن مكافحة الأمية متأصلة في عقيدتنا الإسلامية وكذلك طلب العلم، وأشبعنا ذلك شرحاً وتفصيلاً – عندما تحدثنا عن حقوق الإنسان في التعلم – والأمي في العالم العربي كما ورد في الموسوعة العربية العالمية هو الشخص الذي لم يصل مستواه – في مهارات الكتابة والقراءة والحساب – مستوى الصف الرابع ابتدائي, والواقع أن جهود المملكة في مجال مكافحة الأمية قديمة, فبعد توحيد المملكة بدأت نشاطات محو الأمية على مستوى محدود ومن خلال المدارس والكتاتيب الأهلية مثل مدارس الفلاح, والمدرسة الصولتية ومدرسة النجاح الليلية، غير أن المكافحة لم تأخذ شكلها النظامي الأول إلا بعد ظهور النظام التعليمي في المملكة مع نشأة مديرية المعارف عام 1344هـ ثم ازداد التنظيم تقدماً مع إنشاء وزارة المعارف عام 1373هـ ثم استحدثت إدارة الثقافة الشعبية في عام 1374هـ للمساهمة في محو الأمية ثم تطورت هذه الإدارة في عام 1405هـ لتصبح باسم الأمانة العامة لتعليم الكبار ثم استحدثت مجموعة من المشاريع الفعالة لمكافحة الأمية، وقبل ذلك صدر نظام عام لتعليم الكبار ومحو الأمية في عام 1392هـ الذي جعل محو الأمية ذا طابع شمولي وجعل محو الأمية مسؤولية وطنية تشمل القطاعين العام والخاص، وأصبحت هناك استراتيجية واضحة المعالم لمحو الأمية في المملكة، كما استحدثت حوافز مادية ومعنوية للمنضمين إلى مدارس محو الأمية كمعادلة شهادة مراكز محو الأمية ذات الثلاث سنوات بالشهادة الابتدائية وافتتاح مدارس متوسطة وثانوية للدارسين في مراكز محو الأمية ليواصلوا الدراسة الجامعية وصرف مكافآت مالية لكل متخرج في محو الأمية تصل إلى ألف ريال, والجدير بالذكر أن برامج محو الأمية في المملكة شملت حتى ساكني المملكة من غير السعوديين سعياً لتخليصهم من داء الأمية بغض النظر عن جنسيتهم, كما أن محو الأمية من القضايا التي تحتاج إلى التعاون الإقليمي والدولي، لذلك فتحت المملكة الباب على مصراعيه للتعاون الإقليمي والدولي، وبالنسبة للتعاون الإقليمي فآخر ما تم في هذا الجانب انعقاد دورات تدريبية أقامتها الأمانة العامة لتعليم الكبار بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عام 1419هـ شارك فيها أكثر من 20 مشرفاً من مشرفي تعليم الكبار في 20 إدارة تعليمية، إضافة إلى قيام البنك الدولي للإنشاء والتعمير بدراسة لبرنامج جديد لتطوير المناهج الدراسية لمحو الأمية سمي باسم (البرنامج المعجل) ولكنه لم يؤد الغرض المؤمل منه فأعيدت الدراسة مرة أخرى. وبالنسبة للنسبة المئوية للأمية في المملكة كانت عالية جداً ففي عام 1392هـ كانت 60 في المائة بين الذكور و90 في المائة بين الإناث, وبفضل الله تعالى ثم بجهود الدولة ورجالاتها المخلصين واعتماد المبالغ اللازمة وتطبيق سياسات وأنظمة تعليم الكبار ومحو الأمية انخفضت النسبة بشكل متدرج حتى وصلت إلى 8.77 في المائة بين الذكور و18.65 في المائة بين الإناث وذلك عام 1421هـ، وكل هذه المعلومات عن الأمية تم الحصول عليها من موقع منتديات وزارة التربية والتعليم في الشبكة العنكبوتية، وفي الحلقة (59) نكمل الباقي.
إنشرها