Author

استثمار الجنادرية

|
مهرجان الجنادرية الذي تحتضنه مدينة الرياض لمدة أسبوعين في كل عام ويهتم بالتراث والثقافة ويحظى بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويجذب أنظار كثير من أهالي مدينة الرياض ويتوافد إليه عدد كبير من رجال الثقافة والأدب العربي والعالمي وسياح يحرصون على زيارته ومشاهدة ما يقتنيه من آثار وفعاليات وهو ما يدعونا إلى توجيه السؤال لماذا لا (نحرف) هذا التوجه بمزيد من الإيجابية ليكون مهرجاناً وطنياً للاستثمار والسياحة بتحويله إلى مشروع استثماري يكون له عائداً مادياً وأوقاف ومشروعات استثمارية طوال العام. لا أقصد صرف المهرجان عن مهامه الأساسية المتمثلة في التراث والثقافة لكن لا بد من تطوير الفكرة ليتحول إلى مشروع استثماري يطرح للاكتتاب العام عبر شركة أو شركات عدة أو مؤسسة حكومية تكون موارده من أوقاف واستثمارات يحقق أهداف التراث والثقافة والوعي الوطني وتعزيز الولاء. يعمل طوال العام للزوار والسواح والضيوف الرسميين ونضمن هنا استمراريته وتطويره. أذكر جيداً بدايات المهرجان عندما كان سباقاً للهجن فقط ثم أضيفت المهن والحرف اليدوية والفلكلور ومن ثم إنشاء أسواق من سعف النخيل وجدران الطين وبوابات الدكاكين من الأسلاك الشائكة ثم تطورت الفكرة إلى تخصيص موقع لكل منطقة من مناطق المملكة ولكل مرفق ومنشأة تجارية أو خيرية إلى ما وصل إليه. وقد أسهم المهرجان عبر رحلته الممتدة عبر الـ (24) سنة الماضية، في الوعي والحس الوطني ونشر الثقافة وإبراز التراث والجوانب الحضارية في بلادنا وأصبح مهرجاناً للثقافة له عراقته في أجندة الثقافة العربية وله حضوره في المهرجانات الدولية عرف بالمملكة لدى الآخرين وجذب إليه الكتاب والمفكرين والإعلاميين. لذا يتطلب من إدارة المهرجان الانتقال إلى مرحلة اقتصادية واستثمارية وسياحية لزيادة نشر الثقافة والتراث تتناسب والقفزات الاقتصادية التي تعيشها بلادنا والتوجه في تحويل بعض قطاعات الدولة من (الصرف الحكومي) إلى القطاع الخاص حتى وإن كان التحول عبر ثقافة إدارة المنشآت الحكومية بعقلية القطاع الخاص. الجنادرية كمشروع ثقافي لو تمت إدارته بطريقة استثمارية لأمكن إيجاد فروع له في جميع مناطق المملكة أو تم الاكتفاء بمقر واحد لكن بأسلوب جعله عينة ممثلة لجميع مناطق وبيئات المملكة كما في بعض الدول التي توجد مجسمات لجميع ثقافتها وطرازها المعماري وتراثها وآثارها ليتجول السائح داخل المناطق بصورة بانورامية شاملة. ربع قرن من الجنادرية التقليدية كفيلة بإطلاق أفكار جديدة تنطلق من التوجه الاستثماري والاقتصادي.
إنشرها