نحو فن آخر..

عائده القويز: من الجميل أن يصور الفن واقعا، وأن يشطح قليلا في الخيال ليخدم قضيه.. من الجميل أن يوظف العمل لترويج فكر واعي بحجم وعينا، ولكن أن يصور الخيال إلى واقع وواقع مخجل، وأن يستخف العمل بعقل مشاهديه، كتحول الليل إلى نهار بلمح البصر في مشهد واحد وعدم تناسب الشخصيات للعمر، واللائحة تطول. عرضت شاشه mbc مسلسل يسمى "أسوار"، كنت من المتحمسين لرؤيته خصوصا انه يحمل الهوية السعودية، ولا أعلم ما لذي جعلني أتوقعه عمل بحجم ليالي الصالحية، ربما للإمكانيات الضخمة التي يملكها المنتج ووجود الآلاف النماذج الجيدة التي يفتخر بها على الصعيد العالمي، ومن أول حلقه سقط مع مرتبه الشرف، أنا مع الفن والفن الهادف الذي يحمل قضيه، وإن كنا هنا نشهد بدايات فن سعودي بمستوى كيف الحال وأسوار، فعلى الفن السلام. المسلسل حمل ألينا أفكار وانحرافات نادرة بمجتمعنا الإسلامي أبرزت وكأنها ظاهرة شائعة، نقلت صورة مجتمع يهتم بالقشور والتفكك الأسري والهوية المفتقدة صورة حملت النكران والعقوق والخيانة في أبشع صورها, صورة مشوهه لعالمنا الإسلامي الذي جعل رضا الله من رضا الوالدين وأرسى قواعد الإنسان مع الآخرين ومع مجتمعه، فأحدث التوازن العقلي والجسدي . كيفية تصوير المجتمع إلى العالم الخارجي يجب أن يكون مدروس وفق معايير أخلاقيه، نحن نمرر ثقافتنا وعاداتنا إلى عالم يريد أن يرى ما نحن والى أين وصلنا، فيا ترى إلى أين وصل، أب غير مسئول وأم عابثة وأولاد ضائعون، محصله تلك العائلة مجتمع ضائع. نحن فقط بانتظار مسلسل يحمل الهوية السعودية فكرا ومضمونا..