FINANCIAL TIMES

شكوك حول ولاء فريق "ميريل لينش"

شكوك حول ولاء فريق "ميريل لينش"

أسئلة جديدة تثار الآن حول استقرار "القطيع الهادر" من العاملين لدى بنك ميريل لينش، الذين يزيد عددهم على 16 ألف موظف من المستشارين الماليين، والذين يشكلون إحدى أكبر القوى الصامدة في الأسواق المالية الأمريكية. مع اكتمال إجراءات صفقة الاندماج بين بانك أوف أمريكا وبنك ميريل لينش، كان التنفيذيون في البنكين في حالة ترقب لحصول اصطدام بين الثقافتين. ولكن الرحيل المفاجئ لروبرت ماكان، رئيس المستشارين الماليين في "ميريل"، يرسل الآن موجات اهتزازية قوية ضمن هذه المجموعة حتى قبل اشتعال القضايا الثقافية التي تفصل بين المجموعة البنكية العملاقة في ولاية نورث كارولينا وبين الشركة التي استحوذت عليها من نيويورك، بنك ميريل لينش. السبب الرئيس الذي دفع بكين لويس، كبير التنفيذيين في "بانك أوف أمريكا"، للموافقة على دفع الثمن الكبير للاستحواذ على "ميريل" في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، كان الوضع المهيمن لبنك ميريل في قطاع الاستشارات المالية. وحين أُعلِن عن الصفقة، أشار لويس إلى قسم الاستشارات المالية في بنك ميريل على أنه "جمانة العقد". خلال النصف الأول من عام 2008، الذي اتسم ببيئة صعبة، حقق قسم إدارة الثروات العالمية في بنك ميريل أرباحاً (قبل الضرائب) مقدارها 1.5 مليار دولار من إيرادات بلغت سبعة مليارات دولار، أي ما نسبته 46 في المائة من إجمالي الإيرادات. في الولايات المتحدة تعتبر شبكة ميريل لينش من المستشارين الماليين متفوقة إلى حد كبير على المؤسسات المالية المنافسة من حيث الأرباح والأموال التي يتم توليدها من قبل كل مستشار. وفي جميع الأسواق الأمريكية تقريباً يتمتع المستشارون الماليون في "ميريل لينش" بحصة من العملاء الأثرياء لا تتناسب مع عدد المستشارين، ما يشكل شبكة يصعب على أية شركة منافسة الحصول على مثيل لها. لكن رحيل ماكان يمكن أن يفتح الباب أمام الشركات المنافسة لاقتناص عدد من المستشارين الذين يبشرون بموهبة كبيرة في "ميريل لينش". خلال الشهرين اللاحقين للإعلان عن صفقة "بانك أوف أمريكا" مع "ميريل"، تصدر ماكان جهود البنك للحؤول دون المساس بـ "القطيع الهادر"، وشجع كبار المنتجين في "ميريل" على قبول البرامج التي عرضت عليهم على شكل علاوات احتفاظ. ولكن العلاوات التي من هذا القبيل لم تُعرَض على نصف مستشاري "ميريل"، وهم المستشارون الذين حقق الواحد منهم دخلاً يقل عن نصف مليون دولار. مع ذلك ظلت الغالبية العظمى من المستشارين على رأس أعمالهم، بسبب ظروف السوق الصعبة، أو الرغبة في المشاركة في الشركة الجديدة المشَكَّلة من اندماج "بانك أوف أمريكا" و"ميريل لينش"، أو من باب الولاء لماكان. وهذه المجموعة الأخيرة ستكون أكبر هدف منطقي للشركات المنافسة. وفقاً للعالمين ببواطن الأمور في بنك ميريل، لن يكون لرحيل ماكان شأن يذكر من حيث التدخل من كبار المسؤولين في الشركة في مدينة شارلوت في ولاية نورث كارولينا. وبعد أن قاد الحملة للاحتفاظ بأفضل المستشارين الماليين في الشركة، استُهلِكت القدرة التفاوضية لماكان بعد استحواذ "بانك أوف أمريكا" على "ميريل"، وبعد أن شعر بعدم الارتياح من احتمال أن يكون تابعاً في عمله لجون ثين ، كبير التنفيذيين السابق في بنك ميريل والذي يتولى الآن رئاسة قسم الأعمال المصرفية الدولية في "بانك أوف أمريكا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES