Author

"رأس غليص"

|
بعد أي سقوط للأخضر، تظهر نغمة، موحدة، ومركزة من حناجر الأوصياء تداعب آذاننا بدافع "وطني"، هدفها سام، مطالبة برأس المدرب ناصر الجوهر، ولكن هذه المرة ارتفعت حدتها وعلا "صفيرها"، مستغلة تذمر الشارع الرياضي المحلي وسخطه من الخسارة التي كانت غير متوقعة من منتخب "بليد كرويا" لا يملك أي تاريخ في القارة الصفراء، للوصول إلى ما يرنو إليه. هذه النغمة، كانت قبل "خليجي 19" وبعده، تلميحا دون تصريح، بيد أنها اختفت وأصبحت بكماء بتجدد الرئيس العام لرعاية الشاب الثقة بالجوهر، إلا أنها هذه المرة "نطقت بصوت عال" وأصبحت تصريحا بشكل "قبيح" تطالب بإصدار قرار الإقالة فورا، والتعاقد مع أحد اثنين لا ثالث لهما، الأول الأرجنتيني كالديرون مدرب نادي الاتحاد، والآخر الروماني كوزمين أولاريو مدرب نادي الهلال، والأخير مربط الفرس، ولا سيما أن مروجيها يعون جيدا أن الأول لن يعود إلى الأخضر مرة أخرى رغم أن إقالته السابقة كانت "غلطة" سنعض عليها أصابع الندم طويلا بعد أن "أرخينا" الآذان إلى ألسنة الأوصياء، في حين أن الثاني هدفها "السامي" لـ"حاجة في نفس يعقوب" بهدف غربلة ناديه، وزرع العراقيل بزعزعته فنيا بإبعاد مدربه عنه في وقت جني الحصاد، رغم علمهم بأن مدرب النادي لا يصلح لتدريب المنتخب والشواهد على ذلك كثر، والتجارب مريرة، فهل نكرر غلطاتنا؟ إذا كان الحس الوطني تحرك "من الحناجر الصفراء" لإزاحة الجوهر من منصبه، وإحلال مدرب بديل شريطة أنه يكون "عالميا"، كفؤا وكأن الأول ليس بذلك، فمن الأولى أن يقف ذلك الحس مع "ابن البلد" لا ضده في مشواره في قيادة الأخضر إلى المونديال العالمي لخامس مرة في تاريخه، ولا سيما أن الوقت ضيق، ويحتاج إلى الالتفاف تحت رأية واحدة، لا إلى تصدع الصف وانقسام الآراء حول "رأس غليص".. ـ البرازيليون كندينيو، زي ماريو، وباكيتا، والأروجواني عمر أبو رأس، أسماء رنانة إلا أن تجاربها مع الأخضر فاشلة، في المقابل الهولندي فان درليم، والأرجنتينيان سولاري، وكالديرون، أسماء حققت نجاحات باهرة ولم تكن بوابتها الأندية، ألا نعي.. ـ إذا كان ياسر القحطاني حورب بسبب "قطعة قماش" "لا تسمن ولا تغني من جوع" يضعها على عضده، فما بالك إذا قدم كوزمين أولاريو وتسلم العهدة من الجوهر، الضحية بلا شك سيكون الأخضر. "أم العيال" طالعتنا الصحف مطلع الأسبوع الحالي بهذين الخبرين: الأول "كالديرون يغادر إلى بلاده بسبب ظروف زوجته الصحية"، والآخر "كوزمين أولاريو يغادر إلى بلاده أيضا بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا يخطره بمرض زوجته، وحاجتها للوقوف بجانبها".. من هنأ، يبدو أن "الخواجات" عرفوا كيف يمسكوننا من اليد التي "تؤلمنا"، ولعبوا على الوتر الذي نلعب عليه، ولا سيما أننا نضع "مرض أم العيال" شماعة لنا "للتفريك" والهروب من أعمالنا، فترق قلوب مديرينا ويسمحون لنا بمغادرة العمل ونحن مرتاحو الضمير.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها