Author

تكوين نماذج فنية إيجابية لبعض الأسهم في السوق السعودية .. ماذا يعني؟

|
واصل مؤشر سوق الأسهم السعودي سيره بشكل جانبي وهو الأسلوب الذي بدأه منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي, حيث يكون ارتفاعه وهبوطه بسيطاً مما يعكس حالة التماسك وعدم وضوح الرؤية التي يعيشها السوق بعد انتهاء نتائج الشركات، ولكن هذا لم يمنع السوق من تحقيق ارتفاع بنسبة 1.1 في المائة للأسبوع الثالث على التوالي، وقد تصدر قطاعا الزراعة والبتروكيماويات بقية قطاعات السوق من حيث الارتفاع بنسبة بلغت 5.4 و4.7 في المائة على التوالي لكل منهما. ارتفاع أحجام التداول أبرز سمات السوق هذا الأسبوع الارتفاع في أحجام التداول بشكل لافت على مستوى السوق مطلع الأسبوع الحالي حتى على مستوى بعض الأسهم ومن أهمها سهم "سامبا" الذي نُفذ عليه صفقتان خاصتان في يومين مُتتاليين بحجم تداول وصل إلى 37.3 مليون سهم, وهو أعلى حجم تداول في تاريخ سهم "سامبا"، يأتي هذا التحرك في وسط حالة فنية توصف بالتماسك Consolidation التي يشهدها سهم "سامبا" منذ نهاية كانون الثاني (يناير) وتحديداً منذ 25 من كانون الثاني (يناير), كما هو الحال مع مؤشر السوق. قطاعات السوق حققت ثمانة قطاعات ارتفاعاً في حركتها خلال هذا الأسبوع, وكان أداؤها أفضل من أداء مؤشر السوق ماعدا قطاعي ّ التأمين والفنادق اللذين ارتفعا ولكن بنسبة أقل من نسبة ارتفاع مؤشر السوق، بينما تراجع أداء سبعة قطاعات, وكان أكثرها انخفاضاً قطاع التجزئة بنسبة 2.5 في المائة. من الناحية الفنية فلدينا عدد من القطاعات أغلقت مؤشراتها فوق متوسط 50 يوما وترتكز عليه كمستوى دعم, بينما مؤشر قطاع المصارف لم يؤكد اتجاهه التصاعدي بعد وسار بشكل جانبي، مؤشر قطاع الأسمنت هو الآن دون متوسط 50 يوماً, ولكنه يستحق المتابعة إذ تبدو عليه علامات تغيير المسار نحو الصعود, وسيكون آخر المُحتفلين بالصعود. قطاع التجزئة, كما في شكل (4), يلفت الأنظار وقد كون نموذجا مثلثا صاعدا حده العلوي عند 3950 نقطة تقريباً، لو تمكن مؤشر القطاع من تجاوز 3950 نقطة بقوة, فإنه سيُحقق مستويات مرتفعة جديدة, وعندما نُحلل على الرسم البياني اليومي, فإننا نعني أن أهداف قطاع التجزئة ستتحقق على الأجل المتوسط. #5# ارتفاعات أعلى صحيح أن مؤشر السوق يسير بشكل جانبي وهادئ, ولكنه اتبع أسلوبا لافتاً, حيث قام مرتين بتحقيق ارتفاع أعلى من ارتفاع سابق له Higher High وبقوة يرافقه ارتفاع في حجم التداول، حتى تتضح الفكرة فأرجو النظر إلى الرسم البياني رقم (1) الذي يُظهر حركة مؤشر السوق بشكل يومي Daily Chart، حيث يتضح ارتفاع مؤشر السوق في 25 من كانون الثاني (يناير) وبنسبة 5.1 في المائة فأغلق عند 4786.8 نقطة. بعد هذا الارتفاع اختار مؤشر السوق العودة إلى الهدوء والسير بشكل جانبي حتى مطلع الأسبوع الجاري, وارتفع حتى 4928.7 نقطة وأصبح فوق متوسط 50 يوماً وهذا أمر إيجابي من ناحية التحليل الفني، ثم تتابعت أيام التداول وهبط فيها مؤشر السوق شيئاً فشيئاً مكوناً قمة أعلى من القمة السابقة ولا يزال مؤشر السوق مُغلقاً فوق متوسط 50 يوما حتى الآن. تحديد المسار نعلم أن مؤشر السوق قد غيًر من مساره الهابط نحو الصعود في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي وكونّ مُتجهاً صاعداً, كما يتضح بالرسم البياني في شكل (1)، ولكنه للأسف قد كسر هذا المتجه الصاعد في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي مع إعلان نتائج الشركات وتحديداً نتائج شركة "سابك"، ثم عاد مؤشر السوق للارتفاع مكوناً متجهاّ صاعداً يُمكننا اعتباره المتجه الصاعد الرئيس, وأما المتجه الصاعد السابق الذي تم كسره فهو متجه صاعد ثانوي, كما بينت في الرسم البياني. الآن يُمكن القول, كما يتضح من الرسم البياني, أن مؤشر السوق محصور بين متجهين صاعدين الأول رئيس, يدعم مؤشر السوق عند مستوى 4400 نقطة, والثاني الذي تم كسره أصبح يُقاوم ارتفاع مؤشر السوق عند مستوى 5040 نقطة, ومؤشر السوق يسير بينهما, ولا ننسى أن متوسط 50 يوماً البسيط أصبح يدعم مؤشر السوق. #2# متوسط 50 يوماً نعلم أن صعود مؤشر السوق فوق متوسط 50 يوما مطلع هذا الأسبوع هو أمر إيجابي فنياً, علماً بأنه في اليومين الأخيرين هبط مؤشر السوق وأصبح قريبا جداً من متوسط 50 يوما فهل سيهبط مؤشر السوق تحت متوسط 50 يوما مرةً أخرى, كما فعلها في منتصف كانون الثاني (يناير). بالنظر إلى الرسم البياني في شكل (1) يتضح أن شكل متوسط 50 يوما حالياً هو متقعر ومتجه لأعلى كأنه يحتضن مؤشر السوق وسيمنعه من الهبوط ولا يمنع أن يدور مؤشر السوق حول متوسط 50 يوما هبوطاً وصعوداً لأيام وبفارق بسيط قبل أن يُحدد اتجاهه، بينما في منتصف كانون الثاني (يناير) كان شكل متوسط 50 يوما غير مُتقعر, بل متجه نحو الهبوط بحدة وعندها فشل متوسط 50 يوما آنذاك في دعم مؤشر السوق، وبالرغم من هذا الفرق بين الحالتين لمتوسط 50 يوما إلا أن الترقب والمتابعة هي الأسلوب الأمثل. ذكرى فبراير قريباً ستحل ذكرى انهيار شباط (فبراير) التي حدثت في الـ 26 من شباط (فبراير) عام 2006 عندما انهار مؤشر السوق بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في تاريخه ملامساً مستوى 20966.6 نقطة, ومنذ تلك اللحظة السيئة الذكر أصبح حال السوق من سيئ إلى أسوأ. نحن هنا لن نقوم باجترار ذكرى هذه المُصيبة لكن هذه العلامة التاريخية الفارقة في تاريخ سوق الأسهم السعودي تفرض علينا مراجعة وضع مؤشر السوق بشكل أكثر عمومية وعلى أجل أطول بكثير من ناحية التحليل الفني وذلك بقراءة وفحص الرسم البياني الشهري Monthly Chart. يتضح من الرسم البياني الشهري في شكل (2) أن مؤشر السوق لا يزال يسير في مسار هابط, وقد استخدمت متوسطين للحركة هما متوسط 3 و9 أشهر الأسي Exponential، حيث نلاحظ أن متوسط حركة ثلاثة أشهر الأسي الذي كان مؤشر السوق أغلق دونه في كل شهر حتى في كانون الثاني (يناير) أصبح الآن يتقعر, وكأنه يحتضن مؤشر السوق في شباط (فبراير)، لكن لن نحكم على هذا التقعر الإيجابي في شكل متوسط الحركة الأسي ذي الثلاثة أشهر حتى تنتهي تداولات شهر شباط (فبراير). #3# من الأمور التي سنراقبها هذا الشهر بعد إغلاق مؤشر السوق ويُعلن انتهاء شهر شباط (فبراير) هو نجمة الدوجي Doji التي تكونت في كانون الثاني (يناير) الماضي، فإذا أغلق مؤشر السوق في شباط (فبراير) على ارتفاع فعندها سيتكون لدينا نموذج شمعة دوجي يليها شمعة خضراء وهذا بمثابة إشارة إيجابية ومن المُرجح أن نشهد صعودا لمؤشر السوق, وإن لم تُغلق السوق على ارتفاع شباط (فبراير) فإن نجمة دوجي ستُصبح عديمة الفائدة ويفسد النموذج. عند حدوث الارتفاع تذكر أن المتجه الهابط سيُقاوم أي صعود لمؤشر السوق عند مستوى 6000 نقطة تقريباً، وهذا يتوافق أيضاً مع موجود متوسط حركة تسعة أشهر الأسي كما يتضح على الرسم البياني في شكل (2). الأسهم الاستثمارية كما نعلم أن التحليل الفني لا يبحث في الأسهم الاستثمارية, ولا يُراجع قوائمها المالية, ولكنه يرى بأن أي سهم يتجاوز متوسط 200 يوم البسيط, ويبقى فيه لفترة تؤكد ثبات السهم, فإنه يعني أن هذا السهم قد تم دخول محافظ استثمارية فيه. ظهر بسوق الأسهم السعودية عدد من الأسهم التي تمكنت من اختراق متوسط حركة 200 يوم البسيط واستقرت فوقه والبعض الآخر في طريقة للصعود ومحاولة اختراق متوسط حركة 200 يوم البسيط مثل سهم "اتحاد الاتصالات" وكذلك سهم المراعي كما في شكل (3) مع الحذر من تكوينه قمتين مزدوجتين Double Top ومن هنا يجب مراقبة مثل هذه الأسهم لأنها قد تكون لافتة لأنظار المحافظ الاستثمارية في حالة تأكد المسار الصاعد أكثر. إن عبور بعض الأسهم واختراقها لمتوسط حركة 200 يوم لا يعني بالضرورة استقرارها فوقه, إذ شهدت السوق أسهماً كانت مُستقرة فوق متوسط حركة 200 يوم ثم عادت للهبوط دونه مثل سهم "الورق" لذا يجب تغيير أهدافك وتحديد نقاط البيع، وأنصح باستخدام متوسط حركة 50 يوما والتأكد من أنه تقاطع إيجابياً مع متوسط 200 يوم وتحليل السهم على الإطار الأسبوعي Weekly Chart. #4# أبسط استراتيجية من حديثنا عن متوسط 200 يوم في الفقرة السابقة أرى ضرورة التحدث عن استراتيجية بسيطة تختار بها السهم التي هي مؤهلة للصعود على الأجل المتوسط، وهو أن تبحث عن الأسهم التي كانت في مسار هابط ثم كسرته وأصبحت في مسار صاعد، وأما الشرط الثاني لتطبيق هذه الاستراتيجية هو أن يكون السهم أعلى من متوسط 50 يوما وتحت متوسط 200 يوم وشكل متوسط 50 يوما هو مُتقعر مما يدل على أن السهم سيتأرجح لفترة بين هذين المتوسطين حتى يأتي الوقت الذي يحصل فيه الاختراق من قبل السهم لمتوسط 200 يوم, وكذلك سيخترق متوسط 50 يوما لمتوسط 200 يوم، وكمثال على هذه الاستراتيجية نجد سهميّ السيارات والصادرات، ولكن يجب مراقبة هذه الأسهم بعد شرائها, وفي حالة حدوث أي أمر طارئ يجب أن تُغير استراتيجيتك لتُحافظ على أرباحك وتحمي نفسك من الخسائر.
إنشرها