أمانة جدة تبدأ في مشروع تطوير الكورنيش

أمانة جدة تبدأ في مشروع تطوير الكورنيش

بدأت أمانة محافظة جدة في ردم عدد من البحيرات الموزعة على طول الكورنيش الشمالي ضمن مشروع تطوير كورنيش جدة بطول 12 كيلا حيث تم طرح المرحلة الأولى من المشروع والتي تغطي المنطقة جنوب ميدان النورس وحتى المنطقة المتاخمة لمحطة التحلية جنوبا ، وتم حتى الآن ردم ثلاثة من بحيرات الواجهة البحرية. وأوضح الدكتور أشرف التركي مدير تخطيط وتصميم المناطق المفتوحة أنه تم أيضا طرح مشروع إعداد الرسومات التنفيذية وجداول لكميات وكراسة المواصفات لمشروع الكورنيش الشمالي وشارع الأمير فيصل بن فهد خلال الفترة الماضية ، مبينا أن المخطط العام الذي تم الانتهاء من إعداده قد أوصى بردم البحيرات بالكامل حيث سيتم تحويلها إلى مناطق خضراء لتصبح جزئية تتكامل مع باقي مساحات الكورنيش التي ستفتح أمام مرتادي الكورنيش لتتضمن مجموعة من الأنشطة والخدمات مما سيضاعف المساحات المتاحة للاستخدامات الترفيهية مع ترك مساحة كافية لعمل أرصفة ومناطق للتشجير ومواقف للسيارات على الكورنيش. وأضاف إن هناك بحيرات لن يتم ردمها ولكنها ستخضع للتطوير خاصة تلك الموجودة قرب البحر مباشرة حيث يتم إنشاء عدد من المشاريع الترفيهية مثل مارينا ومناطق للسباحة ومسرح مفتوح على البحر وغير ذلك من أنشطة وخدمات ترفيهية. وبين أن الهدف الأساسي من ردم هذه البحيرات هو الاستفادة من المساحات الموجودة كمناطق مفتوحة تزيد من الرقعة الخضراء وتعمل على تحويل الكورنيش البحري إلى كورنيش اخضر يحتضن بين أشجاره العديد من الأنشطة والخدمات. وأشار الدكتور التركي إلى أن مشروع تطوير الكورنيش يتم على ثلاثة مراحل بطول 12 كيلا، وفق أفضل التصاميم العالمية.. موضحا أنه سيتضمن إنشاء " النوافير " ذات التصاميم المتميزة والتي تعتبر آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في صناعة النوافير المتحركة ، كما سيحتوي المشروع على الأماكن المخصصة للجلسات العائلية والمتاحف الفنية المفتوحة ومراكز لليخوت والقوارب لربط الكورنيش الشمالي في الكورنيش الأوسط والمنطقة التاريخية، كما سيتم تخصيص شواطئ للسباحة وإقامة ملاعب للأطفال ذات تصاميم ذكية ومصليات تصمم بأسلوب إبداعي ودورات للمياه مع زيادة المساحات الخضراء إلى ثلاثة أضعاف المتوافر حاليا .. ويبلغ طول المرحلة الأولى من مشروع الكورنيش الشمالي 3.5 كيلو مترات. وبين مدير تخطيط وتصميم المناطق المفتوحة أن المرحلة الأولى تتضمن إنشاء أربعة نوافير اثنين منها نوافير عملاقة متميزة واثنين متوسطة الحجم ذات بعد فني وتقني بديع ، وممر مشاة بعرض 10 أمتار يستمر بطول الكورنيش الشمالي، بالإضافة إلى ملاعب للأطفال وشواطئ للسباحة مع إنشاء أكثر عدد من الحمامات من بين 27 حماما ستنتشر بشكل منظم وفق معايير تخطيطية في إطار هذا المشروع بطول الكورنيش فضلا عن توفير قرابة 25 مقهى ومطعما متنوعا .. مشيرا إلى أنه سيتم استخدام أعمدة الإنارة والسياج المصنوع من الألمنيوم المقاوم للصدأ على الشاطئ، كما سيراعى تنفيذ الأرصفة الجديدة بألوان مختلفة ولمسات فنية تعطي للمشاة حقهم في الاستمتاع بالكورنيش بالشكل المطلوب، وسيتم أيضا استخدام تصاميم مختلفة للجلسات والمظلات الخشبية مع التأكيد على المجسمات الجمالية التي سيتم زيادتها وإعادة تنظيم البعض منها . وقال الدكتور اشرف التركي إن مشروع تطوير الواجهة البحرية " الكورنيش " يتكون من 17 جزءا تم طرح أربعة منها للتنفيذ أما باقي المخطط ( شمال ميدان النورس ) فسيتم طرحه تباعا متى انتهت الرسومات التنفيذية لهذه المواقع. وأوضح أن التكوين الشريطي للنسيج الحضري بطول الشاطئ البحري لمحافظة جدة جعل المدينة تنمو بشكل يتوازى مع الشاطئ مكونا كورنيش جدة الذي يعتبر الواجهة الترفيهية الكبرى على الجانب الغربي لمحافظة جدة ، فجاء مشروع تطوير الواجهة البحرية على رأس قائمة المشاريع ذات الأهمية القصوى، بهدف إعادة تشكيل الصورة الحضرية المميزة للواجهة البحرية بمستوى عالمي، مع ترميم الذاكرة الجميلة التي تكونت تجاه كورنيش جدة والتي ساهمت عبر أجيال متلاحقة في تكوين شخصية فريدة لجدة على مستوى المملكة والخليج. وقال إن المشروع يهدف إلى تكوين منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق والأنشطة الترفيهية المرتبطة بالشاطئ البحري على طول الكورنيش بشكل يسهم في تكوين معلم سياحي ناجح من الناحية الوظيفية وجذاب من الناحية الجمالية ، مشيرا إلى أن المشروع يهدف كذلك إلى ربط النسيج الحضري بالواجهة البحرية مروريا - "مشاه ومركبات"- وبصريا وفراغيا والعمل على توسعة النطاق الفراغي للواجهة البحرية من خلال استغلال البحيرات التي تتوسط شبكة الشوارع المشكلة للنمط الفراغي للكورنيش. وأضاف الدكتور التركي إن قرار استغلال البحيرات يرجع إلى أن عملية تدوير المياه في البحيرات لا تتم بشكل يضمن درجة عالية من تجديد المياه مما أدى إلى رفع مستوى تلوث المياه وصدور روائح كريهة، ومن ناحية أخرى فإن هناك حاجة ملحة للفراغات التي تحتلها البحيرات التي نفذت وقتها لتحقيق بعض الملامح الجمالية، إلا أن تزايد عدد زوار الكورنيش في السنوات الأخيرة يعلل الحاجة الملحة لاستغلال هذه المساحات بغرض تكوين نسيج فراغي يحتوي على منظومة متكاملة من الأنشطة والمرافق والخدمات السياحية التي يتطلبها الكورنيش. وأشار إلى أنه تم تجميع الفراغات غير المستغلة والتي تكونت بسبب أعمال التطوير المتتالية وغير المترابطة لأجزاء مختلفة من الكورنيش لتكوين وحدات فراغية متكاملة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المساحات المفتوحة والأنشطة الترفيهية بطول الكورنيش، كما تم مراعاة تشكيل معالم ترفيهية خاصة بالكورنيش تكون ذات صبغة معمارية وخصائص بصرية مختلفة عن باقي أجزاء المدينة. وأوضح أن الدراسة انتهت إلى تكوين 17 موقعا متكاملا من الكورنيش، بحيث يصبح كل موقع جزئية متكاملة المرافق والخدمات مما يقلل الحاجة إلى استخدام المركبات، كما اعتمدت الفكرة التخطيطية للمشروع على تكوين ثلاث بؤر مركزية أساسية هي الساحة التجارية وتتمثل في مجموعة من الأبراج حول ساحة حدائقية حضرية يعبر من خلالها نفق يشكل مدخل طريق الكورنيش من الناحية الشمالية لتكون هذه الكتلة العمرانية بوابة الكورنيش الشمالي من الناحية الشمالية، أما مركز الثقل الثاني فهو عبارة عن مارينا محاطة بمجموعة من المراكز التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهي العالمية وبرجا مركزيا يشكل البؤرة البصرية للمنطقة المتوسطة للكورنيش الشمالي. وأضاف إنه تم استغلال آخر المواقع ذات المساحة الوفيرة في تكوين مشروع " عين جدة " الذي يعد فكرة رديفة لعين لندن والتي تعلو بالمرتادين في الفضاء لرؤية البحر من الناحية الغربية ومحافظة جدة من الناحية الشرقية، ويحبط بهذا المشروع مجموعة من المباني التي تضم متحفا ومركزا تجاريا ومجموعة من المطاعم والمقاهي العالمية والساحات العامة، كما تم توزيع بؤر صغيرة بين البؤر الكبيرة وهي عبارة عن مراكز للخدمات تتوسط نقاط التقاء المواقع الترفيهية المكونة للكورنيش والتي تحتوي على مجموعة من المشاريع الكبرى وهي مناطق الملاعب الرياضية والألعاب الذكية والسباحة والملاعب المائية والسيرك البحري والعروض البحرية والمطعم العائم والغواصة إلى جانب مركز تعليم الغوص. وأوضح أن كل واحدة من المناطق الموجودة في الكورنيش تحتوي على مجموعة الخدمات مثل مواقف السيارات والمصليات والصراف الآلي ودورات المياه والمرافق كالمطاعم والمقاهي والأسواق والأنشطة ومنها ملاعب الأطفال الكبار والصغار وممرات المشاة ومناطق الجلوس سواء السريعة أو الأسرية ، كما تم وضع وسائل نقل متعددة بطول الكورنيش بحيث لا يصبح الاعتماد الأكبر في الحركة بين المواقع على المركبات ومن تلك الوسائل الحافلة البحرية والوسائل الداخلية التي تعمل بالكهرباء و" التليفريك " الذي يربط بين موقع " عين جدة " والشاطئ الرملي الذي يقع على بعد 1.5 كيلومترا شمالا.
إنشرها

أضف تعليق