سعود الشعلان يزف روايته الجديدة "مهل"

سعود الشعلان يزف روايته الجديدة "مهل"

صدر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع راوية "مهل" للروائي سعود الشعلان عن ٣٦٤ صفحة من القطع المتوسط أبدع في تصميم غلافها الفنان هشام محيي. يعد هذا الإصدار هو الثاني بعد النجاح الرائع الذي حققه "سعود الشعلان" في رواية "ومات الجسد وانتهت كل الحكايات" والصادر أيضا من دار الكفاح للنشر والتوزيع والتي كانت الخطوة الأولى المضيئة في طريق الروائي سعود الشعلان "مهل" التي روت حياة بأكملها على أصعدة مختلفة وقصص متفرقة جمعت في رواية واحدة. "مهل" الرواية المثقلة بالأسرار.. جمعت بين مفردات الأخوة الحميمية النادرة.. الحب الطاهر.. الصداقة الوفية الحاضرة في أصعب المواقف.. المخدرات المحطمة.. الإرهاب وخيانة النفس.. إثبات النسب.. المرض..المال.. الموت.. القبلية وتكافؤ النسب.. الولاء للبلد.. الفقد.. الحزن.. رواية جمعت الحياة بأفراحها وأتراحها.. بمكرها وهدوئها.. بأحداثها وركودها.. في قالب عظيم محكم مصاغ بأدق التفاصيل.. يروي حياة أشخاص عاشوا ويعيشون معنا وبيننا.. مهل.. غادة.. سلطان.. فهد.. سارة.. فاطمة.. رياض.. فرح .. الشتاء.. الصيف.. الرياض.. الخبر.. لندن.. الشوارع.. الدرعية.. الحارة المظلمة.. بيتنا القديم.. المقهى.. أبطال من أناس وجمادات صارعوا في الحياة بكل قوة وصبر.. منهم من خرج بهزيمة.. ومنهم من يظن أنه ربما حقق النصر.. ومنهم من عاد خالياً بروح محطمة وقلب جريح.. ومنهم من فقد أهله وهم أحياء.. ومنهم من رحل بعيدا عنهم لاتصلهم أنفاسه لكنه يرقبهم ويتمنى لهم السعادة.. رواية "مهل".. ذلك الشاب الذي حاول خلق مسافة له بين السماء والأرض.. تلك المسافة القابضة على فراغين.. تحتويه بزخم من الذكريات قد لا يتجدد ذات ليل فيها الولع إلا ويغدو ناراً في روحه تتقد باحثة عن منفذ للهواء.. أتته فرصة الاقتراب من السماء حدّ قراءة التفاصيل..ففعل.. وفي الشتاء حيث يحلو للشتاء ارتداء حلة الإغراء الذاهب به نحو الأرض من الفضاء والإستماع إلى حديث الروح.. أهدته الحياة فرصة حقيقية.. صفا معها ذهنه ومحيطه.. فأطفئ الأنوار المستعارة واقترب ليستكشفها برفق.. فإذا هي صافية كقلب طفل صغير.. "مهل"..تركته الحياة يحيا طفولة صافية بيضاء.. ترعرع بين الأحضان المقنعة للحياة.. فأنهى تعليمه المدرسي بهدوء وأمان بين والديه وأشقاؤه وأصدقاؤه.. عاش لحظات طفولته ومراهقته بسلام كأفضل مايكون.. لكن ما أن شبّ ووضع قدميه على أول المشوار.. والحياة الجامعية.. كأساس يبني عليها مستقبله.. حتى بدأت تتساقط أقنعة الأيام واحداً تلو الآخر.. تظهر شراستها في وجهه.. وتنظر إليه بتلذذ وهو يقع.. وتتحطم أيامه.. و أحلامه.. حبه.. مستقبله.. وأصدقاؤه.. "مهل"..لسوء حظه.. كان من من سقطت عليهم أعين الحياة وقصدتهم مع بداية موسم جديد.. صنفته ضمن الأشقياء من الدرجة المتقدمة.. ويتصف أبطال هذا الجزء بأن تقع عليهم الأحداث السيئة من جميع الجهات وعلى مختلف العلاقات.. يسقط في المنتصف محاطاً بالحطام من مختلف حدوده.. فلا يجد منفذاً ولا متنفساً.. وكأنه أنهى "مهل" الأصلي ليحيا بقية أيامه مهلاً آخر.. رصيده خالٍ من كل ماهو حيّ مشرق.. "مهل" تائه.. لا موطن.. لا مأوى.. لا أساس.. ولا حتى ذكريات.. عدا حطام قلب وأيام وروح مجهدة.. يرفع علم الاستسلام في وجه الحياة الطاغية.. "مهل" الذي أومأت له الحياة برأسها أن يلحق بها فتبعها رغماً عنه.. وباسترجاع ملف محاكمة "مهل" قد نلحصه كما يلي.. طفولة أقرب مانقول عنها هادئة وادعة.. تفوق دراسي.. دخول الجامعة وأولى نقاط الحياة المستقبلية.. تبدأ معها لعبة الأيام.. تستغفله بمكر فتطرق قلبه لحظات سعيدة..من حبّ شكلته المصادفة.. فنما صافيا..مترفعا..بريئا.. بروعة الحب ولذته حمل مشاعر صادقة.. تكونت خلال فترة ليست بالقصيرة.. لتكون كنبتة بدأت ببذرة انغرست ثم انبثق أساسها وجذور قوية تثبتها..لتشرق بروعة وتكبر بأغصان وثمار.. سنوات من الفرح والمفاجآت والأسرار.. وقبل نشوة الحكاية..حلّت لعنة الأقدار مغلفة تحت مسمى الأعراف والعادات والتقاليد..لتحكم على حب سنوات في لحظة واحدة فقط.. بما لا يخطر على بال.. طعنة الحب كانت أولى القضايا في ملف المحاكمة.. التي تطورت لتضرب ملف الصداقة.. الذي يضم تلك الأرواح الشفافة..القلوب الصافية التي عايشها "مهل" طيلة الأيام والشهور والسنوات.. هل نعبر عنهم بالأصدقاء.. لا أدري.. أخشى أن تكون هذه الكلمة مجحفة بحقهم.. فلو كان هناك ماهو أغلى وأعظم من كلمة الصداقة لعبرت بها عن هذا الثلاثي.. التقوا..فرحوا..تعلموا.. ضحكوا..حلموا.. لكن الآن كأن الحياة تلتفت لهم جميعا لتقول.. يكفي مرح فقد جاء دوركم أيها الأشقياء.. فبدأت بصديق الطفولة تعبث به.. لنرى كيف تملك المخدرات والبعد عن الدين أن تحطم حياة إنسان وتصفعه بعنف صفعة تلو أخرى.. ليجد نفسه على المحور المناقض وعالم الإرهاب..يعيشه لحظة بلحظة.. طعنة جديدة في حياة "مهل" كادت أن تقسمه لولا رحمة الله.
إنشرها

أضف تعليق