منوعات

الأمسيات العربية تنظم في قاعات خالية والشعراء باتوا جماهير أنفسهم!!

الأمسيات العربية تنظم في قاعات خالية والشعراء باتوا جماهير أنفسهم!!

ما الشيء المنطقي في إقامة أمسية شعرية جماهيرية إن كان ذلك سيحدث في قاعة خالية؟ ليست مفارقة فقط، بل هي تشبه ما يحدث في دوري كرة القدم حين تتم معاقبة فريق بإجباره على اللعب في ملعب بلا جمهور، غير أن السؤال هنا: من الذي عاقب الشعراء فوجدوا أنفسهم وحيدين إلا من قصائد لن يسمعها أحد على الأرجح؟ حدث هذا معي حين كلفت بإدارة أمسية فلم أجد أحدا غيري والشاعر، وللمصادفة كان ذلك في "اليوم العالمي للشعر"!! وعموما فظاهرة غياب الجمهور بقيت مطروحة أمام المثقفين، ربطها بعضهم بغياب الدور الإعلامي وفسرها بتراجع كاريزما الشعر اجتماعياً، وحده التقرير العربي للتنمية الثقافية تتبع نشأة الظاهرة في عمقها ليخرج بنتيجة بحثية مردها أن المناهج المدرسية تقف وراء انقطاع التواصل بين الجمهور والفعاليات الثقافية عموما، طارحا مقارنة موضوعية بين العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية التي يشرح التقرير نجاحها في خلق علاقة تواصلية مبكرة أشركت اليافعين في الفعاليات الأدبية من ورش عمل ومؤتمرات وإصدارات حتى جعلتها على رأس أولوياتهم وهو ما انعكس بشكل واسع على منتج الحركة الثقافية في تلك الدول.على سبيل المثال، ليلة واحدة في مهرجان الشعر العالمي في كولمبيا يحضرها 20 ألف مثقف، بينما لا تتجاوز حضور بعض مهرجانات الشعر العربي في كل أيامها ولياليها ألف شخص، وهذا الرقم على سبيل التفاؤل طبعا، وهو يعني أن حضور ليلة واحدة في مهرجان لاتيني يساوي حضور مهرجان شعري عربي على مدى 20 عاما!! .وقد استشهد التقرير في هذا المحور بإجابات شريحة منهم عن سؤال يقول"هل تعرف محمود درويش؟"حيث قال أحدهم"إنه مناضل فلسطيني فجر نفسه"، وقال آخر إنه "شاعر عباسي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات