Author

غرامة متخلفي السفر ترتقي بخدمات "السعودية"

|
بدأت الخطوط السعودية مطلع شباط (فبراير) الجاري في تطبيق غرامات على الركاب المتخلفين عن السفرno show كمرحلة أولى على الرحلات الداخلية (جدة ـ الرياض - جدة) لجميع الدرجات بمقدار 25 في المائة من قيمة كل خط سير يتخلف الراكب عنه، على ألا تقل الغرامة عن 50 ريالا كحد أدنى. يأتي هذا الإجراء الذي تعتزم الخطوط تطبيقه تدريجيا على رحلاتها كافة، بعد تكبدها 1.8 مليار ريال في 2008، بسبب تخلف ما يزيد على 3.6 مليون راكب رغم التأكيد النهائي للحجز، حيث ترتفع أعداد "المتخلفين" سنويا، وهو أمر اعتبرته "السعودية" غير مقبول لاستنزافه مبالغ ضخمة، فضلا عن مغادرة الرحلات بمقاعد شاغرة كان راكبون آخرون في حاجة ماسة إليها إلى جانب احتياجها للاستفادة من ملايين المقاعد المهدرة في خدمة ركاب الانتظار، وتحسين حصتها التسويقية وإيراداتها التشغيلية وتطوير الخدمات للمسافرين. وأكدت "السعودية" على لسان خالد الملحم مديرها العام، اضطرارها، إلى اتخاذ هذا الإجراء من أجل حماية نفسها وعملائها بعد أن اتجهت للوسائل التي يمكن من خلالها إلغاء الحجز على مدار الساعة سواء عبر الهاتف أو شبكة الإنترنت أو برامج الخدمات الذاتية، موضحا أن هذه الغرامة معمول بها في شركات الطيران الأخرى التي تفادت الخسائر التي تواجهها "السعودية". إن فرض غرامة على المسافرين "المتخلفين" هو أسلوب صحيح وصحي اتخذته الخطوط الجوية السعودية للقضاء على سلوكيات أفراد لا يأبهون بالخسائر المالية التي يتكبدها أحد أهم الصروح الاقتصادية الوطنية، ولا يكترثون للحالات الاضطرارية والإنسانية والتجارية التي تستدعي السفر المفاجئ، فالذي يستقل الطائرة يلحظ باستمرار خلو عديد من مقاعدها من المسافرين رغم صعوبة حصوله على المقعد، ما أوجد لدينا الاستعانة الدائمة بـ "الواسطة" أو "الفزعة"، في الوقت الذي يسجل فيه "الكمبيوتر" قوائم بأسماء الملايين من الركاب الذين لا ينوون السفر وكانت حجوزاتهم "وهمية"، الهدف منها ضمان مقعد قبل اتخاذ القرار النهائي في السفر من عدمه، ناهيك عن المعاناة التي يواجهها عازمو السفر الحقيقيون بتوجههم للمطارات ووقوفهم أمام "الكاونترات" أملا في أن يحالفهم الحظ في إيجاد مكان على إحدى الرحلات المتتابعة، في منظر غير حضاري يسيطر عليه الزحام الشديد والتدافع، وتتعالى فيه الأصوات والنداءات وطلب الاستغاثة من المسافرين، يقابله ردود منزعجة من موظفي الحجز الذين يحملون في أيديهم "الحظوظ" لأناس توفر لهم مقاعد، و"الخيبة" لآخرين. لقد أصبحت مسألة السفر على الخطوط السعودية أزمة متكررة، وارتبط قرار سفر كثيرين بالأشخاص "المتخلفين" وسلوكياتهم، وما زاد من هذه المشكلة أن أجهزة الحجز الإلكترونية والبشرية لا تفرق بين العازمين على السفر وأصحاب الحجوزات الوهمية، في ظل غياب العقوبة المالية التي سيؤدي فرضها الآن إلى التفكير الجاد في السفر أو إتاحة الفرصة للآخرين، الأمر الذي سينتج عنه التزام فعلي وتخفيف الزحام على مراكز الحجز والمبيعات. إن الخسائر السنوية المتراكمة التي تصل إلى ملياري ريال بسبب تخلف المسافرين.. استطاعت "السعودية" أن توقفها لتدعم بها كفاءة أدائها وخدماتها والمنافسة وتوفر منها آلاف الوظائف للسعوديين، فالخطوط الجوية السعودية تعد من أفضل خطوط الطيران في العالم في التشغيل والأداء والسلامة، وقد نالت عديدا من الجوائز الدولية في هذه المجالات، وقدمت خدمات متميزة لأكثر من 60 عاما حققت من خلالها معدلات عالية في "السعودة" وتأهيل الملاحين والعاملين السعوديين، وأدخلت أفضل الخدمات المتطورة في أنظمة الحجز وارتقت بمستوى الخدمة المقدمة. نحن على ثقة بأن دعم منظومة تطوير خدمات العملاء على قائمة أولويات قيادات هذه المؤسسة العملاقة، وأن إنهاء معاناة "السعودية" مع "متخلفي السفر" سيعزز من قدراتها التشغيلية وتحسين الأداء وانضباط مواعيد الرحلات والالتزام بتقديم الخدمة المثالية.
إنشرها