المها العربي من الانقراض إلى العودة إلى بيئة شبه الجزيرة العربية

المها العربي من الانقراض إلى العودة إلى بيئة شبه الجزيرة العربية

المها العربي من الانقراض إلى العودة إلى بيئة شبه الجزيرة العربية

المها العربي من الانقراض إلى العودة إلى بيئة شبه الجزيرة العربية

احتل حيوان المها الجميل مكانة كبيرة في دواوين الشعراء العرب فكلما ذكروا سحر العيون تكون عيون المها حاضرة ولكنهم لم يدروا انه ستكون لهذا الحيوان العربي قصة طويلة وممتعة ومهمة هي من أروع القصص المأساوية ذات النهايات السعيدة التي تتلخص بانقاذه من خطر الانقراض. فبعد إن كان ذلك حيوان موجود بأعداد كبيرة في شبه الجزيرة العربية أصبح نادر الوجود لذا تضافرت جهود دول المنطقة والمنظمات الدولية والمتحمسين والمخلصين للمها للحفاظ على ما تبقى منه. وقال جاسم بوفتين عضو مجلس إدارة جمعية المهندسين الزراعيين اليوم إن "الجيل الحالي لا يعرف هذا الحيوان الرشيق وتاريخه الحافل وكل من يسمع اسم المها العربي يتخيل انه نوع من أنواع الغزلان الصغيرة التي يستحيل وجودها في صحارينا مع العلم إن الكثير من الحيوانات البرية التي انقرضت بسرعة نتيجة الصيد كانت تجوب صحراء الكويت في الماضي مثل المها العربي وغزال الريم إضافة إلى المفترسات كالوشق والذئب والضبع المخطط". وعرف بوفتين المها بأنه حيوان من جنس البقر الوحشي وهو عبارة عن ظبي كبير الحجم طاف شبه الجزيرة العربية قادما من القارة الافريقية ويتألف من ثلاثة أنواع فقط تنقسم إلى خمسة إشكال أربعة منها في أفريقيا تشبه إلى حد كبير أنواع المها العربي. #2# وأوضح إن حيوان المها العربي الذي يتراوح وزنه بين 80 و120 كيلوجراما يتميز بحجمه الكبير حيث يحمل الذكر والأنثى منه قرونا مستدقة مع انحناءة خفيفة ونهاية حادة يتراوح طولهما بين 60 و75 سنتيمترا كما يتميز بعيونه والبقع الداكنة المسودة المزرقة على الأنف وحول العينين. وعدد بوفتين طرق مقاومة المها لحرارة الصحراء التي منها لون فرائها الابيض الصافي العاكس لأشعة الشمس ووبرها المجوف الذي يعمل كعازل إضافي للحرارة إضافة إلى لون الجلد الأسود الذي يحميه من اختراق أشعة الشمس . وأضاف إن المها العربي يتميز بقدرته على رفع درجة حرارة جسمه أكثر من معظم الحيوانات الثدية حيث تصل لغاية 40 درجة مئوية ولا يحتاج هذه الحيوان إلى الكثير من المياه اذ يكتفي بالقليل الذي يحصل عليه من النباتات المرطبة بندى الصباح. وأشار إلى انه يستطيع إن يبقى دون تناول الماء لفترة طويلة مكتفيا بالسوائل الموجودة في النباتات وهو يحتاج إلى كميات بسيطة من الماء تقدر بنحو 2 إلى 4 % من وزنه. وبين ان هذا الحيوان الذي لديه قدرة على اكتشاف المطر من مسافات بعيدة يفضل العيش في السهول المفروشة بالحصباء وقرب الوديان عند حافة الكثبان الرملية حيث يتوفر فيء الأشجار بوفرة. وعن انقراضه قال بوفتين إن حيوان المها عاش لقرون عدة حياة هادئة ومسالمة في عزلة الصحارى الشاسعة داخل شبه الجزيرة العربية ولم تكن عمليات صيده من قبل سكان البادية من اجل الحصول على القوت تشكل خطرا يستنفد اعداده وبين بوفتين انه بحلول صيف 1964 كان في حديقة حيوان فيونكس قطيع من المها العربي مكون من ثمانية رؤوس اشتركت العديد من المنظمات والافراد من مختلف البلدان في عملية الإنقاذ تلك ومنذ ذلك الوقت بدأ ذلك القطيع الصغير يعرف باسم (القطيع العالمي). #3# وأضاف إن القطيع نما باطراد خلال السنوات التالية وارتفعت بين عامي 1963و1977 إعداد المها العربي في القطيع العالمي في الولايات المتحدة بمعدل 17% سنويا ليصل إلى نحو 100 رأس بحلول عام 1977 ومع مرور الوقت زاد عدد القطيع ليصل إلى أكثر من 200 حيوان بحلول عام 1982. وذكر انه خلال ذلك العام تم إطلاق أول عشرة رؤوس من المها العربي إلى البرية في محمية (جدة الحراسيس) في عمان وهي من نسل القطيع العالمي حيث اعتاد افراد قبيلة الحراسيس على صيد المها في تلك المنطقة الا انهم الآن مكلفون بمهمة مراقبة تلك الحيوانات وحمايتها. واشار الى انه في عام 1984 أطلقت المجموعة الثانية في موطنها الأصلي في رمال (آل وهيبة) بالقرب من (يعلوني) في عمان ثم نما القطيع بعدها حتى بلغ في اكتوبر 1995 نحو 280 رأسا بريا. وقال بوفتين "بعد هذه المرحلة أصبح من الممكن استعادة بعض المها العربي إلى الشرق الأوسط ووزعت عشرة رؤوس إلى الاردن و 12 رأسا إلى فلسطين و 35 رأسا إلى عمان و 55 رأسا الى السعودية و 18 رأسا الى الامارات. وختم بوفتين حديثه عن المها العربي بقول الشاعر العربي ابن الجهم "عيون المها بين الرصافة والجسر...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري" وقول أمير الشعراء احمد شوقي "قف تمهل وخذ أمانا لقلبي ... من عيون المها وراء السواد".
إنشرها

أضف تعليق