Author

تقبّل التغيير

|
عندما نلقي بأنفسنا في نهر متسارع ونصرّ على السباحة بعكس التيار نصل لمرحلة من الإعياء قد تعيقنا عن إكمال المسير، أو سنصل ولكن بإصابات بليغة وقوى خائرة. ولكن ماذا لو سبحنا مع التيار وتقبلنا تغيراته ووجدنا طرقاً أخرى للوصول إلى الضفة المنشودة ؟ لكي نحيا حياة ناجحة يجب أن نتقبل حقيقة التغيير في كل ما حولنا ونبحث دائما عن حلول لاجتياز هذه العقبة -إن صحّت تسميتها- بأقل الخسائر وأكبر النجاحات. والإنسان بطبعه ينظر لأي خبرة جديدة بتركيز على مساوئها كعذر سريع لترك المرور بها كلياً. أما عن كيفية تقبل هذا التغيير فلنفرّق أولاً بين النواحي التي لا يمكننا (ولا نملك) القدرة على السيطرة عليها فكيف تغييرها ؟ ومن أمثلة ذلك الكوارث الطبيعية والحياة والموت والمرض العضال فكلّ ذلك بيد الخالق سبحانه وتعالى ولا نملك في تغييره أي قوة. من جهة أخرى، نملك السيطرة على نسبة عالية من نواح أخرى كتلك المختصة بتنظيم حياتنا واقتصادنا وتوظيف التقنية والعلم في مصلحتنا. بعد تمكننا من فهم هذه الفروق نتعلّم التأقلم والسير إلى الأمام ومن هنا تأتي كثرة المحاولة والخطأ التي تولد لدينا استراتيجيات جديدة ومعرفة أوسع تجاه المصاعب، حتى تتحول حينها من مستحيل إلى ممكن. وحين يحدث العكس يبدأ السيناريو الأسوأ عن طريق الاستسلام والوقوف بلا حراك، فمجدداً الحياة لا تتوقف عن التغيير ولا شيء ينتظرنا لنقرر. أولئك المُحبَطون المُحبِطون هم وقود الفشل في كلّ مكان يتواجدون فيه، فهم يقفون في وجه التغيير ولا يتقبلونه ويبحثون عن كلّ السبل الممكنة لقطع أو تشتيت الآخرين المهتمين بمواصلة الكفاح وتطويع ما يشكل عليهم. من حسن ظننا جميعاً أن (نفسهم) قصير وأصواتهم ما تلبث أن تخفت وتختفي وهم حينها إمّا مذعنون لحقيقة التغيير وإما خارجون عن ركب النجاح.
إنشرها