أخبار اقتصادية

"أرامكو" السعودية تمول ذاتيا نصف تكلفة مصفاة الجبيل لتكرير 400 ألف برميل

"أرامكو" السعودية تمول ذاتيا نصف تكلفة مصفاة الجبيل لتكرير 400 ألف برميل

أكد مسؤول نفطي رفيع أن شركة أرامكو السعودية ستمول ذاتيا نصف قيمة تكلفة مصفاة الجبيل، التي تقدر تكلفتها الإجمالية بثمانية مليارات دولار، وأبلغ "الاقتصادية" المهندس سالم شاهين الرئيس التنفيذي لشركة ساتورب، وهي مشروع مشترك بين شركتي أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية، أن الشركة الأولى ستدفع نصف قيمة تكلفة المشروع عبر التمويل الذاتي، فيما سيتم تمويل القيمة المتبقية عبر تسويق إنتاج المصفاة، التي ستبدأ التشغيل التجاري في آذار (مارس) 2013. وتواجه المشاريع العملاقة في دول الخليج أزمة تمويل بسبب الأزمة المالية العالمية، ما تسبب في إلغاء وتأجيل عدد كبير من مشاريع الطاقة في دول الخليج، الأمر الذي دعا ملاك المشاريع إلى إعادة تقييمها. وقالت شركة أرامكو السعودية لـ "الاقتصادية" في وقت سابق، إنها تعتمد على التمويل الذاتي لمشاريعها ولاتعتمد على البنوك أو المؤسسات الائتمانية في تمويل المشاريع. وجعلت الطفرة النفطية التي استمرت ستة أعوام تمويل المشاريع أهم نشاط للبنوك في منطقة الخليج التي شهدت سيلا من مشاريع الطاقة والبنية التحتية، وتلاشت الطفرة في أواخر 2008 نتيجة الأزمة المالية التي أدت بدورها لإلغاء مشاريع وتأجيلها في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم، التي تسببت أيضا في خفض التكلفة الرأسمالية للمشاريع بنسبة تراوح بين 40 و50 في المائة من مستوياتها القياسية في العام الماضي، ما يدفع ممولي المشاريع الضخمة للانتظار إلى النصف الثاني من العام الجاري للاستفادة من انخفاض التكلفة. وقال المهندس أحمد ناصر رئيس معهد إدارة المشاريع فرع الخليج العربي، إن تباطؤ القروض سيلقي بثقله على تنفيذ تلك المشاريع، فالحاجة إلى رساميل قد يصعب إيجادها، والتهدئة الاقتصادية العالمية ستؤثر في مشاريع المنطقة ما يهدد اقتصاديات المنطقة والعمالة الحالية، مشيرا إلى أن منطقة الخليج تشهد عصرا جديدا من التحديات العالمية، فالنمو المذهل الحاصل في جميع الصناعات والقطاعات في المنطقة، جلب فرصا هائلة لدول الخليج العربي ومواطنيها، الأمر الذي من شأنه توفير عديد من الاستثمارات الضخمة محليا وعالميا. وكان الشريكان في مصفاة الجبيل قد اتخذا خطوة عملية جريئة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيال إنشاء مجمعهما المقترح للتكرير والبتروكيماويات في الجبيل، وذلك بمنحها المقاولة الرئيسية لشركة مقاولات سعودية، لتنفيذ مجمع المرافق المؤقتة المطلوب لدعم المرحلة الإنشائية. ويأتي منح هذه المقاولة المهمة بمثابة إشارة قوية لالتزام مؤسسي ساتورب "أرامكو السعودية" و"توتال الفرنسية" لمتابعة خطتهما الرامية لإنشاء هذا المشروع المشترك، الذي تم تكوينه مباشرة عقب توقيع اتفاقية الشراكة في حزيران (يونيو) الماضي، وبدد الشريكان الشكوك حول تعثر المشروع ومدى قدرة الشريكين على إنشائه، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وكان الشريكان قد اتفقا في وقت سابق على تأخير جولة عطاءات بخصوص المصفاة التي اتفقا على إنشائها إلى شباط (فبراير) المقبل، حيث كان مقررا طرح العطاءات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وإنهما مددا تاريخ تقديم العطاءات، كي يمكن للشركات تقديم عروض مناسبة بدرجة أكبر. وتشير التقديرات الأولية إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تفوق ثمانية مليارات دولار، وقال الشريكان إنه سيطرح 25 في المائة من أسهم المشروع الجديد للاكتتاب العام، إذ ستمتلك "أرامكو السعودية" 62.5 في المائة من أسهم المشروع، في حين تتملك "توتال" 37.5 في المائة. ويشتمل نطاق المشروع على بناء وتشغيل مصفاة عالمية متكاملة لمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الخام العربي الثقيل لإنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات وبعض المنتجات البتروكيماوية للتصدير والاستهلاك المحلي. وقد أنشئت شركة أرامكو السعودية وتوتال للتكرير والبتروكيماويات "ساتورب" كمشروع مشترك بين الشركتين لتصميم وبناء وتشغيل ثاني أكبر مصفاة في السعودية على الساحل الشرقي، وستعالج المصفاة الزيت الخام وتحويله إلى منتجات تامة الصناع للسوق المحلية والأسواق العالمية. ويعتبر الشريك السعودي المصفاة بأنها مشروع استثماري ستتيح تكرير الزيت العربي الثقيل لإنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة، مستفيدة من قربها من نظام إمدادات الزيت العربي الثقيل ومن المرافق الخدمية المتطورة في مدينة الجبيل الصناعية، بما في ذلك ميناء الملك فهد الصناعي وشبكات المياه والكهرباء والمنطقة السكنية". ومن المقرر أن تنتج المصفاة أقصى قدر ممكن من الديزل ووقود النفاثات، إضافة إلى 700 ألف طن من البارازايلين، و140 ألف طن من البنزين، و200 ألف طن من البروبيلين من درجة البوليمر. وكانت شركة أرامكو قد قررت إنشاء مصفاتي نفط على الساحلين الشرقي والغربي مخصصتين لمعالجة الإنتاج الكبير لحقل منيفة المشبع بالكبريت، الذي لاترغب فيه الأسواق العالمية حاليا، إذ إن الحقل متوقف منذ 25 عاما عن الإنتاج، الذي تعمل حاليا "أرامكو السعودية" على تطويره ليصل إلى إنتاج 900 ألف برميل يوميا، وإعادته ضمن الحقول المنتجة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية