أوباما: مكافآت المصرفيين مخزية.. وتفاقم الركود الاقتصادي كارثة

وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة الأرقام التي نشرت وأظهرت تفاقم الركود الاقتصادي بأنها "كارثة مستمرة" بالنسبة للعامل الأمريكي، وتعني أن على الكونجرس ألا يماطل في المصادقة على خطة تحفيز الاقتصاد. كما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن العلاوات والمكافآت المالية الضخمة التي حصل عليها المصرفيون العاملون في "وول ستريت"، والتي تُقدَّر قيمتها بمليارات الدولارات، هي أمر "مخزٍ ومعيب". في مايلي مزيداً من التفاصيل: أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن العلاوات والمكافآت المالية الضخمة التي حصل عليها المصرفيون العاملون في "وول ستريت"، والتي تُقدَّر قيمتها بمليارات الدولارات، هي أمر "مخزٍ ومعيب"، لطالما فعلوا ذلك في الوقت الذي يقوم فيه دافعو الضرائب بإنقاذ القطاع المالي والمصرفي في البلاد. وأضاف أوباما قائلا في وصفه لمصرفيي الحي المالي في نيويورك (وول ستريت): "إن أفعالهم بلغت ذروة اللامسؤولية". وأكد أن إدارته سوف تبلغ المصرفيين أنهم بحاجة إلى إظهار بعض الانضباط والحس بالنظام وضبط أنفسهم وكبح جماحها. وتابع أوباما بالقول: "إن هذا لمن المخزي والمعيب، فجزء مما سنحتاج إليه هو أن يقوم أولئك العاملون في وول ستريت، والذين يسعون للحصول على المساعدة، بإظهار بعض ضبط النفس وبعض الانضباط والحس بالمسؤولية". وختم بقوله: "إن الشعب الأمريكي يعي ويفهم أنَّ لدينا حفرة كبيرة يتعيَّن علينا أن نُخرج أنفسنا منها، لكنه (أي الشعب) لا يستسيغ فكرة وجود بعض الناس الذين يقومون بحفر جحر أو حفرة أخرى أكبر وأعمق من تلك التي نقبع فيها". وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي في معرض رده على التقارير التي تحدثت عن أن موظفي الشركات المالية في نيويورك حصلوا خلال العام المنصرم على ما يُقدَّر بـ 18.4 مليار دولار كعلاوات ومكافآت مالية. يُشار إلى أن مجموعة "سيتيجروب" المصرفية كانت قد ألغت في وقت سابق من الأسبوع الجاري أمرا بشراء طائرة فخمة جديدة بقيمة 50 مليون دولار أمريكي، حيث كانت تعتزم ضمَّها إلى أسطولها من الطائرات، إذ اضطرت المجموعة إلى العدول عن خطتها تلك بعد أن شكَّك أوباما في حكمتها في المضي قدما بالصفقة. والطائرة التي كانت تخطط المجموعة لاقتنائها هي من صنع فرنسي من طراز "دوسو فالكون إكس 7" ومزوَّدة بفرش داخلي مصنوع من نسيج البلَش الباهظ التكلفة وبمقاعد جلدية وأرائك ومركز ترفيه متطوِّر. كما تساءل البيت الأبيض عمَّا إذا كان شراء الطائرة المذكورة يمثِّل "الاستخدام الأمثل للأموال في هذا الظرف"، وذلك بالنسبة لمصرف حصل الخريف الماضي فقط على مساعدة من المال العام بلغت قيمتها 45 مليار دولار. #2# إلى ذلك، أظهرت بيانات حكومية أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من 27 عاما في الربع الأخير من العام الماضي ليؤكد انزلاقه إلى الركود مع تراجع إنفاق المستهلكين والشركات. وقالت وزارة التجارة أمس، إن الناتج المحلي الإجمالي الذي يقيس ناتج السلع والخدمات داخل الحدود الأمريكية انخفض بمعدل سنوي يبلغ 3.8 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2008، مسجلا أسوأ أداء منذ الربع الأول من عام 1982 عندما انكمش الاقتصاد 6.4 في المائة. وكان الناتج المحلي قد انكمش 0.5 في المائة في الربع الثالث. وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها الاقتصاد الأمريكي انكماشا فصليا مرتين متتاليتين منذ الربع الأخير من عام 1990 والربع الأول من 1991.